Al Jazirah NewsPaper Tuesday  06/03/2007 G Issue 12577
الريـاضيـة
الثلاثاء 16 صفر 1428   العدد  12577
لقاء الثلاثاء
التحكيم الأجنبي والمحلي
عبد الكريم الجاسر

لقاء الهلال بالوحدة، ومن بعده لقاء الهلال والحزم كشف الفارق الكبير بين الحكمين السعودي والأجنبي.. هذا الفارق الذي بالتأكيد يميل لصالح الأجنبي يعني أننا ما زلنا بعيدين جداً عن الطموح والواقع الحالي للتحكيم على المستوى الدولي.. فلقاء الهلال والحزم قاده الحكم السعودي الأبرز حالياً على الساحة السيد خليل جلال.. وقد نجح جلال في قيادة اللقاء إلى بر الأمان وظهر نجماً في عيون من لا يفهمون الفارق الحقيقي بين حكامنا والتحكيم الدولي والبون الشاسع بين الحالتين ما جعل المطالبة بالحكم الأجنبي تتسع وتصل لمرحلة القناعة بأننا بعيدون جداً عن المستوى الدولي.

خليل جلال نجح في احتساب كل المخالفات خلال اللقاء وهذا أمر سهل جداً لأي حكم يمتلك لياقة عالية وقرباً من الحدث ومعرفة باللعبة ولذلك تميّز جلال في احتساب كل الأخطاء تقريباً.. غير أن الأهم هو ما أغفله جلال وهو فرض القانون على المباراة وتطبيقه فعلياً مع اللعب.. فبغض النظر عن ضربة الجزاء غير المحتسبة بعد لمسة اليد المتعمدة التي قام بها مدافع الحزم يوسف رشيد داخل المنطقة فإن الأهم هو إحساس الحكم باللعب وحماية الهجمات والمساهمة في تفوّق فريق على آخر من خلال تطبيق القانون.. فالحكم الدولي خليل جلال تعامل مع الأخطاء المتعمّدة بإيقاف هجمات الهلال وألعابه الخطرة وحالات المسك والحجز والدفع من لاعبي الحزم مما أفسد هجمات الهلال.. وفي تصوري أن خليل جلال يعود له الفضل الأكبر في قدرة الحزم رغم مستواه الكبير على مجاراة الهلال والتفوّق عليه في بعض فترات المباراة وإيقاف خطورة لاعبيه وهجماته.. فأي هجمة هلالية يتم إيقافها بأي طريقة وسط تساهل الحكم وإغفاله معاقبة المخطئ.. لتستمر هذه الطريقة طوال المباراة ويصاحبها العديد من حالات العنف المتعمّد والإيذاء ضد بعض اللاعبين دون عقوبة.. هذا الوضع لم يحدث في لقاء الهلال بالوحدة الذي قاده الحكم الإسباني الدولي سيزار فرنانديز، حيث العقوبة الجاهزة لكل من يعيق هجمة بطريقة غير مشروعة؛ وأقصد بأخطاء متعمّدة.. وهذا ما يحرص الاتحاد الدولي على محاربته والسماح باللعب لأطول فترة ممكنة والبعد عن الالتحامات والاشتراكات القوية التي شاهدناها في لقاء الحزم وكانت عقوبتها صافرة فقط.. في حين أي متابع للتحكيم الدولي في الدوريات العالمية يمكنه مشاهدة كيف يساهم الحكام في حماية اللعب ومعاقبة المخطئ لا كما فعل جلال.. ويكفي أن نعود للمباريات الأوربية لنشاهد (مثلاً) كيف أن رونالدو أو رونالدينا قد لا يسقطان خلال اللقاء سوى مرة أو اثنتين؛ لأن إعاقة الهجمة يعني بطاقة وهذا أحد أهم أسباب تطور الكرة هناك وتألق اللاعبين وتميّز المتفوّقين... بينما كانت مباراة الهلال بالحزم مثالاً على القتل الحقيقي للمتعة بارتكاب أخطاء عديدة قد لا تصل لدرجة الخطورة ولكنها تعيق اللعب وتوقفه وتفقد الخصم أهم مميزاته.. وفي لقاء الوحدة بالهلال شاهدنا كيف يتجاوز اللاعب زميله الخصم دون أن يجرؤ هذا الخصم على إعاقته وإيقافه بطريقة غير مشروعة وهذا وحده الذي يجعل المباراة التي يقودها الحكام الأجانب تظهر بشكل سلس وتلعب فيها الكرة بشكلها الصحيح بعد تطبيق القانون الحقيقي للعبة بغض النظر عن المستفيد وهو أهم الأسباب التي يقف أمامها حكامنا عاجزين لأن هذا يعني تفوق فريق على آخر ويجعلهم يجدون الكثير من الحرج في تطبيق القانون ولو فعلوا ذلك لظهروا وكأنهم يناصرون هذا الفريق ضد ذاك.. وهذا بالتأكيد سيزول لو حرصت اللجنة على توجيه حكامها للتطبيق الصحيح بغض النظر عن ردود الأفعال؛ لأنها في البداية ستكون قوية وبعد ذلك سيعلم الجميع أن هذا الأمر سيصبح حقيقة وعندها لا بد من قبوله والتعامل معه.. هذا إذا أردنا أن نتخلّص سريعاً من الصافرة الأجنبية، أما استمرار قيادة المباريات على طريقة جلال وهي بالمناسبة طريقة الدولي الآخر علي المطلق وقبلهما يوسف العقيلي.. هذه الطريقة التي ساهمت في الكثير من الإشكالات التي نحن في غنى عنها.. وإذا ما استمر جلال على هذه الطريقة متخلياً عن أسلوب التحكيم واللعب الدولي فإنه سيعود من حيث بدأ وسيكون (مطلق) آخر (حده) التحكيم المحلي!

دوري أبطال آسيا

** تنطلق غداً نسخة جديدة من دوري أبطال آسيا بمشاركة ممثلي الكرة السعودية الهلال والشباب وهي المشاركة الثانية على التوالي للهلال والثالثة على التوالي للشباب.. وعلى الفريقين أن يستفيدا جيداً من تجاربهما السابقة في البطولة.. فالشباب سيلاقي العين في القطارة وللمرة الثانية بعد أن خسر هناك بثلاثية.. ولذلك على الشبابيين أن يكونوا واقعيين في تعاملهم مع المباراة وأن يدخلوها بحسابات جديدة تعتمد على النفس الطويل وتجميع النقاط.. بحيث لا يفتح الشبابيون اللعب ويتعاملون معها كمباراة دوري أو حسم.. فهي مباراة ضمن مجموعة لو خرجوا منها فائزين فهذا هو المطلوب وإذا لعبوا بأداء متعقّل وخرجوا بالتعادل فهذا سيكون أمراً جيداً.. وغير المقبول هو الدخول المتوتر للمباراة وفتح اللعب وعدم احترام الخصم وهذا نتيجته في النهاية خسارة مؤكّدة.. متمنياً أن يوفّق الفريق في العودة لمستواه المعهود بعد مرحلة انعدام الوزن التي عاشها الفريق في المباريات السابقة محلياً وخارجياً.

أما الممثل الآخر فريق الهلال فإن مهمته هو الآخر ستكون صعبة وذلك لسهولتها ظاهرياً وتوقّع الهلاليين تجاوز الخصم بسهولة تماماً كما فعلوا حين استقبلوا الشارقة الإماراتي في الرياض قبل ثلاثة مواسم ليخرجوا بالتعادل السلبي رغم الفارق الفني الكبير بين الفريقين.. لتكون بداية السقوط المدوّي بالخمسة في الإمارات.. وحين أقول الخمسة لأن هذه حقيقة ولم يكن مستوى الفريق الهلالي وقتها يستحق أن يخسر بالخمسة إطلاقاً لكن التعامل مع المباريات والتساهل بالخصوم هي أخطر ما يواجهه الهلاليون دائماً وأبداً.

من هنا أتوقّع أن يكون لقاء الغد على استاد الملك فهد الدولي صعباً وقد يكون مصدر الصعوبة الهلاليين أنفسهم وهذا أشد مرارة وقساوة على جماهيرهم لأن الطريق هذه المرة نحو الدور الثاني للبطولة يبدو أسهل من المرات السابقة بكثير وهذا ما يجعل المسؤولية مضاعفة على الهلاليين لتشريف كرة الوطن وتمثيله خير تمثيل.

لمسات

** يتردد أن اتحاد الكرة على وشك إقالة البرازيلي باكيتا.. وهي الإقالة التي تأخرت كثيراً.. ولذلك أقول إن المهم المدرب البديل، وشخصياً لا أجد غضاضة في العودة للمدرب السابق كالديرون بعد أن زالت ظروفه الأسرية التي أفقدته التركيز في عمله وجعلت اتحاد الكرة يقيله قبل المونديال.. من مصلحتنا أن نتغاضى عن الكثير من الأمور من أجل المصلحة العامة.. وعلى المستوى المحلي هناك الكثير من الأندية التي تطرد مدربيها في موسم وتعيدهم مرة ثانية وثالثة وخامسة..

** اختلاق المشاكل وإيجاد الحلول لها أصبحت هي الطريقة المثلى للتغطية على الفشل وعدم القدرة على تقديم أي شيء يفيد الكرة السعودية عبر المنصب المهم!

** لا يكاد النصر يخرج من مشكلة حتى يقع في أخرى، وبالتأكيد أن قضية بلاسيوس لن تكون الأخيرة فإلى متى يضع النصراويون الأحداث بعيداً عن موقعها الصحيح عبر فريقهم الكروي!

** لقاء المنتخبين الأولمبيين لإيران وأستراليا كشف قوة الفريقين وخطورتهما على منتخبنا ولذلك نتمنى أن يعي مدربنا ولاعبونا صعوبة المهمة وأن التأهل لن يكون سهلاً على الإطلاق.

** مظهر فريق نجران أمام الاتحاد وشباكه تتلقى عشرة أهداف كان مخجلاً للكرة السعودية وللمنافسة الشريفة والروح الرياضية.. والأدهى من ذلك الابتسامات التي يوزعها النجرانيون هنا وهناك رغم الخسارة الكبيرة!

** هكذا هو النجم الكبير وأفضل لاعب في تاريخ الكرة السعودية سامي الجابر.. كلما فرحوا بنهايته ومنوا النفس بابتعاده عاد شامخاً متألقاً أقوى مما كان.. هو يعود ليكتب المزيد من المجد في صفحاته ناصعة البياض.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6469» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد