Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/03/2007 G Issue 12581
مقـالات
السبت 20 صفر 1428   العدد  12581
سنابل
حالة خاصة
رقية حمود الشبيب

مصادفة سمعت بإحدى إذاعات fm العامة طرح قضية حكم بها القضاء. القضاء لا يجب في الأمور الشخصية أن يتم تداول أحكامه على الهواء مباشرة.. وإذا كانت هذه (حالة خاصة) أو غيرها من حالات.. فلا تعمم بل يكون هناك حل عقلاني لكل الأطراف.

في دول عربية مجاورة تُقتل البنت بيد أخيها أو أبيها بداعي الشرف لمجرد الشك ولا يتم إجراء أي حكم قضائي أو حكومي بشأنه.. وهذا عُرف وقد أصبح أقوى من حكم القضاء.. وفي كل مجتمع (أعراف) اجتماعية تعاني منها المرأة والرجل على سواء وهذه لا يحلها قضاء ولا يفصل بها حكم.. كنت أتأمل انفراجة للفكر الشبابي ولكن من يراقب الفضائيات الشعبية يرى العجب من ترسيخ فكر غريب يدعو إلى تعصب شديد لم يكن في عصر الآباء وبدلاً من أن يكون الإعلام للانفتاح الثقافي أصبح توجهه يجنح كثيراً بأساليب تحتاج لعلماء اجتماع لدراسة هذه الظواهر ربما ما حصل في حالات فردية في مجتمعنا.. لأكثر من حالة.. الآن.. ولكنها حصلت وتحصل منذ سنوات طويلة نعرفها ويترك الأمر لكل عائلة أو تُحل بصمت إنما ما يحصل الآن.. شيء غريب.. وعجيب إلى ما نسمع ونقرأ في الفضائيات الشعبية وهذا التعصب القبلي الشديد بين الشباب من خلال رسائلهم بل انعكس على الشباب بالتنقيب عن الأصل والفصل.. بل هناك من قام بتغيير مسميات لعائلاتهم (فكلكم لآدم وآدم من تراب) وكل مخلوقات الله من الأنعام ومن الحشرات ومن لا نعلمه أو نعرفه من هذه المخلوقات كلها تتعايش سواسية إلا البشر!

في الدول الأخرى مثلاً الدول الغربية يوجد عنصرية للون.. في آسيا يوجد قبلية كما في أفغانستان وباكستان.. وأما عندنا نحن العرب فإننا نتفوق.. بهذه التفرقة كل إنسان يعتز بنفسه وعمله.. وكل سيدة وفتاة.. يجب أن تحكم العقل في قضية الزواج..!

كالتي طُرِحَتْ قضيتها ممن ذهبت تتزوج في دولة مجاورة بغير رضا ولي أمرها! وإذا كانت بعض المذاهب الإسلامية تعطي المرأة إذا بلغت سن الرشد الحق في تزويج نفسها.. لكن المرأة العاقلة لا يمكن أن تتصرف بشكل فردي.. لأنها تمثل أسرتها التي علاقتها بها علاقة ارتباط أبدي..

أما الخضوع للعواطف فلا يؤدي إلى نتائج إيجابية مريحة لجميع الأطراف.. إذاً فالإقناع هو سبيل الحل، أما التطرف في الانسياق خلف العواطف بدون تحكيم العقل عمل انفعالي.. كما أن استغلال حالات فردية لا يعتبر ظاهرة لتداولها في برامج إعلامية في مجتمع متماسك، وإذا كانت حالة واحدة تصرفت بنفسها للزواج خارج نطاق أسرتها وبلدها فهذا أمر يخصها ولكن لا يُعمم ليصبح كأنه تشهير بالمرأة السعودية بمحاولة تحويل حالات فردية إلى ظواهر، فهذا أمر غير مقبول اجتماعياً. المجتمع السعودي مجتمع بطبعه لا يحب التشهير.

وليس من ثقافتنا المحافظة.. أن السعودية تتزوج جنسيات مختلفة عربية.. وأجنبية بدليل منح أبناء السعوديات جنسية والدتهم لكنه زواج يتم في حالة وفاق.. وكلما اشتعل الأمر صعب علاجه.

المرأة السعودية مظلومة في أمور كثيرة جداً ربما آخرها مسألة الزواج لكنها تُظلم من ولي أمرها.. خاصة في حالة الإرث أيضاً.. ولست أدري لِمَ القضاء عندنا لا ينظر في حالة (نفقة المتعة) للمرأة المطلقة.. إن هذه النفقة التي هي حق من حقوق المرأة معطلة تماماً.. إن من حق مَنْ طُلقت بغير رضاها أن ينصفها القضاء في إعادة حقها، بنفقة المتعة التي أُغفلت تماماً في محاكمنا.. أما مَنْ ترغب بالطلاق فستدفع الضعف لخلاصها.. أما المعلقة فأمرٌ جوابه في محاكم الأحوال الشخصية!! تبقى علاقة المرأة بأسرتها علاقة دم؛ أما بالرجل فمهما طال الزمن تبقى علاقة تنتهي بورقة..!

فلتعتبر النساء!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد