Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/03/2007 G Issue 12585
الريـاضيـة
الاربعاء 24 صفر 1428   العدد  12585
في أول حوار دولي مطول بعد انتخابه رئيساً للاتحاد الآسيوي.. محمد بن همام يفتح صدره لـ(الجزيرة ) ويقول:
على الحكومات أن ترفع قبضتها عن كرة القدم فهي متعة الجماهير وزمن العادات والتقاليد ولى يا.......!!!!!

* أجرى الحوار - سلطان المهوس:

(المستقبل لآسيا).. هكذا أطلق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر عبارته وهو الشهير بصراحته بعد أن لمس ووجد الواقع الكروي في آسيا يتغير إلى الأفضل وفق تخطيط مدروس وبأجندة تعمل باحترافية شاملة للارتقاء بكامل عناصر اللعبة فمنذ تأسيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الثامن من مايو- ايار 1954م ظل متقوقعاً على نفسه منزوياً عن العالم الكروي رغم توفر كافة الإمكانات البشرية والمادية التي ظلت مكانها تنتظر قائداً إدارياً خبيراً يدفع كرة القدم الآسيوية إلى مواجهة العالم المتطور كروياً ولديه من السياسة والتخطيط ما يعوض سنوات الجمود والتطور ومع دخول الألفية الجديدة كانت آسيا على الموعد تماماً حين تم انتخاب القطري محمد بن همام العبدالله رئيساً للاتحاد الآسيوي لكرة القدم لتبدأ آسيا مرحلة جديدة ومتحضرة على الصعيد الكروي الأمر الذي جعل مقر الاتحاد بضاحية بوكيت بالعاصمة الماليزية كوالالمبور خلية عمل لا تهدأ إطلاقاً على مدار الساعة.. برامج... تطوير.. اجتماعات.. رؤى.. متابعات.. والعديد من الفعاليات المتمحورة حول التطوير ولا غيره.

محمد بن همام الذي يحمل سجلاً عملياً مبهراً قاد آسيا بكل ثبات ونجاح ما جعل الاتحادات المحلية الآسيوية ترفض التخلي عن فارس كرتها ففاز بالتزكية المطلقة مرتين وهو ما سيجعله يتربع على هرم القيادة الإدارية للاتحاد الآسيوي حتى عام 2011م.

(الجزيرة) التي يحمل لها أبو جاسم الكثير من الود والصداقة تنفرد دولياً بأول حوار مطول مع رئيس الاتحاد الآسيوي بن همام بعد أن أعلنت سكرتارية الاتحاد عن إعادة انتخابه رئيساً لكرة آسيا لأربعة أعوام قادمة.

الحوار استثنائي في محاوره التي تضمنت الحديث عن التحديات التي تواجه الكرة الآسيوية وأحوال مشروع (الرؤية الآسيوية) الذي يعتمده بن همام للتطوير وعلاقته بالفقيد عبدالله الدبل وتفسير ما نقل عنه بأن دورات الخليج دورات حواري!!

لن نطيل عليكم إلى الحوار

* حصلت على ثقة وتأييد الاتحادات المحلية الآسيوية التي منحتك البقاء على هرم القيادة الإدارية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم حتى 2011.. ماذا يعني لك ذلك؟

- إنه شعور جميل أن تكون مصدراً لثقة الآخرين وأنا أعتز كثيراً بثقة الاتحادات الآسيوية وأتمنى أن أكون عند حسن الظن وما قدمناه من عمل دؤوب خلال الأربع سنوات الماضية لتطوير كرة القدم الآسيوية كان محل رضا غالبية الاتحادات الآسيوية إن لم يكن كلها ولذلك سنستمر في أداء عملنا التطويري للجميع على نفس المنهج والحماس وبديمقراطية وشفافية وسنواصل العمل خلال الأربع سنوات وأسال الله أن يعيينني وزملائي بالمكتب التنفيذي.

* السؤال الذي يطرح نفسه مباشرة يتضمن معرفة الجديد الذي سيقدمه ابن همام للكرة الآسيوية خلال الأربع سنوات القادمة؟

- لدينا مشروع عملاق متكامل يجسد المعنى الحقيقي لصناعة الكرة الاحترافية بمعناها الحقيقي المبني على التكامل التطويري لكافة عناصر اللعبة وأعني بذلك مشروع (الرؤية الآسيوية) الذي بدأنا العمل فيه من الصفر وقطعنا شوطاً لا بأس به من أجل إرسائه واقعاً يقدم المفهوم الشامل للكرة ولا زال أمامنا الكثير لنقدمه لآسيا التي تملك المقومات الأساسية لتخلق كرة قدم تنافس الآخرين وكما ترى إن الاتحاد الآسيوي ينوع في مسابقاته ويكثف من برامج التدريب التطوير وأنا أؤكد أن لدينا الآن أسساً صحيحة واستراتيجية متكاملة لتطوير الكرة بآسيا.

* ما التحدي الذي سيواجه الاتحاد الآسيوي خلال الفترة القادمة التي ستولد الانفجار التطويري للقارة؟

- ما دام هناك عمل فهناك تحديات والحمد لله أن تلك التحديات في طريقها للتلاشي لأن الواقع بدء يفرض نفسه والانفتاح والعولمة فتحت الآفاق على مصراعيه لمواجهة التجارب واللحاق بكل ما هو جديد وإيجابي ولا بد أن أشير إلى أننا نحتاج إلى الكثير من المرونة من قبل بعض المؤسسات الحكومية لإطلاق سراح الرياضة عن قبضتها لأننا نريد تطوير يشمل الجميع نريد تفجير الطاقات الإبداعية بما يتوافق مع الأسس الصحيحة لكرة القدم ونبحث عن الارتقاء الكروي الذي يجب أن تكون أجندته وقراراته وسياساته التطويريه بعيداً عن التعاطي السياسي لأن الكرة والرياضة بشكل عام لا يمكن تسييسها وإذا تم ذلك فلن تتقدم خطوة واحدة للأمام.

* هل يؤرقك ذلك؟

- بالنسبة لي أنا أثق أن كافة الاتحادات المحلية الآسيوية ومسؤوليها على مستوى الثقة والتميز الإداري وهم جادون في النهوض بكرة القدم وبكافة عناصر اللعبة وأنا ممتن كثير لهم.

* أبو جاسم دعني استغل شفافيتك ووضوحك.. بصراحة هل تعانون كاتحاد آسيوي من صعوبات في تطبيق النقلة الاحترافية (الرؤية الآسيوية) لدى الاتحادات الخليجية؟

- شوف يا سلطان كرة القدم مثلها مثل الموسيقى وجدت لتخلق المتعة للجماهير قوانينها واضحة والجميع يحبها ويعشق الاستمتاع بمنافساتها ولذلك لا يمكن أن تتسارع وتيرة التطور الكروي من أجل خلق آفاق واسعة من المتعة وهناك من لا يعمل ذلك تحت ذريعة العادات والتقاليد وأمور أخرى.. هذه الحواجز انتهى وقتها الآن ونحن لا ندعي المعرفة الكاملة أو نصادر التوجه الفكري لدى الآخرين لكن نعمل بجد لكي تتحرر صياغة التعاطي مع الكرة وشؤونها من أجل اللحاق بعالم الكرة الحقيقي المبني على أسس وضوابط احترافية ولن نجبر أحد على التغيير فالكرة في مرماهم والاتحاد الآسيوي في خدمة الجميع ولصالح تطور الكل.

* بعض الدول الخليجية تطبق الاحتراف الكروي.. هل هو مطابق لما تسعون لإرسائه من خلال الرؤية الآسيوية؟

- لا يوجد احتراف كروي في دول الخليج..!!!

* ماذا تسمي الاحتراف الموجود إذن..؟

- قلت لك لا يوجد احتراف..!

* هذا يعني أن الأندية الخليجية لن تشارك في بطولة دوري أبطال آسيا ابتداء من عام 2009؟

- طبعا لأن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سبق وأن أعلن عن الشروط واللوائح الخاصة بالمشاركة بدوري ابطال آسيا وأبرزها أن تكون الأندية المشاركة محترفة وتمارس اللعب تحت سلطة اتحادات أيضاً تمارس الاحتراف الكروي المعمول به رسمياً بحسب أنظمة الفيفا ولن نتراجع عن ذلك إطلاقاً.

* لكن هذا سيجعل من عدد الفرق المشاركة بدوري أبطال آسيا قليلة وبالتالي لن تظهر البطولة بالشكل المميز خاصة وأنها أقوى البطولات الآسيوية على مستوى الأندية؟

- نحن أمام خيار استراتيجي ومهم وسياستنا عدم الرجوع للخلف أبداً مهما كانت الظروف لأننا نؤمن بأننا اخترنا الطريق الصحيح نحو التطور الكروي ثم لا تنسى أن العروض المالية لرعاية بطولة دوري أبطال آسيا ستتغير للأفضل بإذن الله ولا بد من مواكبة الاحترافية لزيادة المداخيل المالية أيضاً أضف إلى ذلك أن الاتحاد الآسيوي يريد بناء فرق قوية كروياً مثل برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد وغيرها ولا نريد فرق مستويات هابطة لأن المشجع والمستثمر أصبح يبحث عن كرة قدم حقيقية ولا يمكن أن نخلط الاحتراف بالهواية مستحيل مستحيل.

* ما مصير الفرق التي لا تطبق اتحاداتها لوائح البطولة واشتراطاتها؟

- الاتحاد الآسيوي لا يمكن أن يتخلى عن أي فريق أو عنصر من عناصر اللعبة سواء كان محترفاً أو هاوياً والفرق التي تسأل عنها ستلعب في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي سنطورها تنظيمياً إلى الأفضل ولا بد أن يعرف الجميع أن في مجال كرة القدم احتراف وهواية فإما أن يختار الاتحاد المحلي الاحتراف بكامل اشتراطاته أو يبقى هاوياً ونحن موجودون مع الجميع وليس هناك نصف احتراف في العرف الكروي.!!

* أين دورك كرئيس للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في كسر الحواجز التي تفرضها بعض الحكومات وتتسبب ببطء التطور الكروي والانفتاحية الاحترافية..؟

- الحكومات في آسيا لم تقصر إطلاقاً في دعم الكرة والرياضة بشكل عام وعلاقتنا معها من أحسن ما يرام ونحن ممتنون لدعمهم وإذا حصلت فرصة للقائهم فنحن نتناقش معهم ونجد كل الحب والاحترام لكن لكل بلد سياسته ودورنا وضع الصورة الصحيحة التي يجب أن تكون عليها كرة القدم ولا نفرض على أحد التطبيق فالرؤية الآسيوية تتعامل كما قلت سابقاً مع جميع الأنماط وفق آليات محددة ومدروسة.

* من خلال اطلاعي المكثف علن نشاطات الاتحاد الاسيوي استغربت عدم وجود مرشح لعضوية المكتب التنفيذي من أستراليا.. ترى ما الأسباب؟

- السيد فرانك لوي رئيس الاتحاد الأسترالي لكرة القدم كان ينوي الترشح لكن تجاوزه للسن المحددة باللائحة (70 عاماً) حال دون إكمال عملية الترشيح وهو شخصية مميزة ويملك مخزوناً كروياً وخبرة رائعة ولن يكون المنصب عائقاً أمام الاستفادة منه أو من غيرة ممن لديهم الإيجابية والتميز نحو كرة القدم الآسيوية.

* البعض يتهم الاتحاد الآسيوي بأنه يكثف برامجه التطويرية في دول شرق القارة فيما الغرب لا يلقى مثل ذلك الاهتمام؟

- أنت تعلم يا سلطان أننا نتعامل مع كامل الاتحادات الـ46 بشفافية ووضوح وعدل لكن من البديهي أن يكون التعامل أكثر انفتاحية إذا وجد الأجواء مهيئة بالكامل للتطبيق الفعلي وبمرونة عالية لأننا نهدف إلى كسب الوقت للتطوير في كامل القارة.

* هناك من يربط مشروع (الرؤية الآسيوية) بابن همام شخصياً فإن رحل رحلت معه.. ما تعليقك؟

- من حق كل رئيس وكل مكتب تنفيذي أن تكون له رؤيته الخاصة في إيجاد البرمجة التطويرية على حساب إمكانياته وإمكانيات الاتحاد في ذلك الوقت. من يأتي بعدي ويرى أن الرؤية الآسيوية هي المناسبة فأهلاً وسهلاً وإلا من حقه الطبيعي أن يضع المشروع وفق رؤيته.

* هل تجدون دعم وتأييد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لمشاريع القارة التطويرية؟

- نعم الاتحاد الدولي لا يقصر كما هو الحال مع بقية الاتحادات القارية الأخرى.

* أبو جاسم دعنا ننتقل إلى موضوع آخر فيما يخص تصريحاتك الأخيرة بدورة الخليج الـ18 فقد اعتبرها البعض جارحة والبعض استغرب أن يطلقها ابن همام؟

- أولا دورة الخليج دورة عظيمة وكبيرة وجدت لتبقى ولها من القيمة والتاريخ الشيء الكبير لدى أهل الخليج ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن أسيء لهذه الدورة أو غيرها.

* لكن وصفك لدورات الخليج بأنها أشبه بدورات الحواري.. أمر ليس بالسهل تقبله كرأي؟

- من روّج أنني قلت هذا الكلام لا أعتقد أنه أصاب الحقيقة إطلاقاً فكأنه سمعني أقول (لا إله..) ونسي أنني أكملت (إلا الله) ولهذا لا يمكنني أن أرد لأنني لم أقل مثل هذا الكلام وفق التفسير الذي ينقله عن الآخرون وأعود وأكرر أن دورات الخليج مميزة ولها طعم خاص ووجدت لتبقى.

* أبو جاسم كيف استقبلت خبر وفاة الراحل الفقيد عبدالله الدبل رحمة الله عليه وأنا أعرف أنكما كنتما صديقي عمر؟

- كنت في زوريخ حيث لدينا اجتماع بالاتحاد الدولي لكرة القدم وعرفت الخبر من خلال مكالمة تليفونية ولم أستوعب الخبر لأننا جلسنا قبلها بأيام في افتتاح دورة الخليج الـ18 ولم يظهر عليه أي بوادر لتعب أو مرض لقد كانت لي صدمة كبيرة وأشعر أنني أحد أكبر المحزونين لوفاته بعد اهله إنه صديقي ورفيق عملي ومستشاري لكنها إرادة الله وأدعو له كلما تذكرته بالرحمة والمغفرة.

* ماذا بقي من ذكرياته رحمه الله؟

- أبو خالد لم يمت لأن أعماله وأخلاقه وتميزه حسن تعامله ونجاحاته لا يمكن أن تموت ولا اخفيك يا سلطان أنني لا زلت احتفظ بمسجاته في جوالي الخاص ولا يمكن أن أحذفها أقرؤها من حين لآخر وأتذكر أخي وحبيبي ورفيق دربي الذي لن أنساه أبداً.

* لا أريد أن اختم الحوار بمثل هذه الأجواء لكن لأنه الراحل عبدالله الدبل فذكراه خير ختام لحوارنا.. شكراً أبو جاسم وآسف قلت عشر دقائق وأخذتنا السوالف..؟

- أشكر لك الاستضافة وأنت مو غريب علينا وأتمنى التوفيق للجميع وبلغ تحياتي لكل المسؤولين في الجريدة ونشوفكم بالكونغرس الآسيوي إن شاء الله.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد