Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/03/2007 G Issue 12599
مقـالات
الاربعاء 09 ربيع الأول 1428   العدد  12599
الدور القيادي السعودي
د.يوسف بن إبراهيم السلوم*

تمثل دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى عقد القمة العربية

(قمة التضامن العربي) العادية التاسعة عشرة في عاصمة المملكة العربية السعودية مدينة الرياض عودة للدور القيادي الذي كان يتبناه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأبناؤه من بعده وهو الدور المنتظر للمملكة لقيادة الأمة العربية نحو مستقبل أفضل للتضامن العربي، كما تبنت المملكة من قبل التضامن الإسلامي.

إن المملكة العربية السعودية فيها الحرمان الشريفان وتمثل مكة المكرمة فيها قلب الجزيرة العربية وقلب العالم العربي والإسلامي والرياض عاصمة المملكة تعتبر مركزا استراتيجيا مهما لوجود المخزون الاستراتيجي البشري والنفطي للمملكة، والمملكة عضو مؤسس للجامعة العربية.

وقد مثلت المبادرة العربية في قمة بيروت التي قدمتها المملكة العربية السعودية وتبنتها القمة العربية الانطلاقة الأولى وتبعها نجاح الاتفاقية التي عقدت في مكة المكرمة لحل القضية الفلسطينية الداخلية تمهيداً لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تشكلت فعلاً وبدأت نتائجها على المستوى العربي، وبدأت تأتي ثمارها بقبول المبادرة العربية على المستوى الدولي، وقبلها استضافة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأخوة العراقيين في مكة المكرمة ونتج عنه اتفاق الصلح في مكة وسبقتها استضافة المملكة للأخوة اللبنانيين التي نتج عنها اتفاقية الطائف التي أوقفت بموجبها الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت سنة 1975م.

وتتطلع الأمة العربية إلى إقامة نظام متين للأمن العربي وبناء اقتصاد عربي قوي ونظام اجتماعي متماسك، وذلك ليتم فرض السلام في المنطقة بناء على قرارات قمة الرياض والمتوقع أن تؤكد على مبادرة السلام العربية.

وهذا الدور القيادي للمملكة هو الدور الذي كان يقوم به الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية ويقود مسيرته في العصر الحديث الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو الدور الذي ينتظره العرب لما سوف تحققه من إنجازات على مستوى تطلعات وآمال الأمة العربية لما تحتله المملكة من مكانة رفيعة على المستوى العربي والإسلامي والدولي.

فالاستراتيجية العربية المنتظرة من القمة العربية في بيان الرياض يتوقع أن تركز على المسارات التالية:

1- اعتماد خطة للأمن العربي بإقامة نظام عربي آمن ونظام اقتصادي قوي ونظام اجتماعي متماسك.

2 - التأكيد على مبادرة السلام العربية التي اعتمدتها القمة العربية في بيروت.

3 - الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للأمة العربية بما يخدم المصالح العربية العليا.

4 - تسخير عائدات النفط في الأمة العربية لبناء النظام الأمني العربي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعوب العربية.

5 - إنهاء القضايا العربية المعلقة مثل قضايا العراق ولبنان ودارفور بالسودان والقضية الصومالية بما يحقق المصالح العربية.

هذه المسارات الخمسة لا تهمل أي موضوع مطروح على جدول الأعمال وإنما تعززه وتضع القاعدة الصلبة لتنفيذ قرارات القمة العربية ومتابعة التنفيذ.

نتمنى لقمة الرياض النجاح والتوفيق ونأمل أن تكون قرارات القمة على مستوى تطلعات الأمة العربية.

*رئيس دار الإزدي للاستشارات الاقتصادية والإدارية وعضو مجلس الشورى السعودي سابقاً


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد