Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/04/2007 G Issue 12603
الاقتصادية
الأحد 13 ربيع الأول 1428   العدد  12603
أفق
صنع الأجيال القادمة
سلطان بن محمد المالك

قرأت مقالاً جميلاً جداً للكاتب (أبو خلدون) في صحيفة الخليج الإماراتية، ركز فيه على أهمية صنع الأجيال القادمة وزرع روح الريادة لديهم، وسأحاول أن استعرض أهم ما جاء فيه. فقد ذكر أنه في نقطة بعيدة جدا في القطب الشمالي، حيث لا شيء إلا جبال الجليد والوحشة الرهيبة، تجمَّع أربعة طلاب من إحدى المدارس الثانوية في بريطانيا، تقل أعمارهم عن السابعة عشرة، بينهم فتاة في الخامسة عشرة من العمر تدعى أليسا همبلمان آدمز، هي ابنة مكتشف القطب المعروف ديفيد همبلمان آدمز، الذي قام بأول رحلة استكشافية بالبالون إلى المنطقة القطبية، ويرافق الطلاب الأربعة مدرسهم جو سيمونز. وعلى مدى أسابيع طويلة كان الطلاب وأستاذهم يصارعون الطبيعة القاسية، والجليد، والمناخ الذي لا تحتمله إلا الدببة، حيث تصل درجة الحرارة في أحسن حالاتها إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر. وقد عبر هؤلاء ما يطلق عليه (جزيرة بافين) خلال عشرة أيام، وداروا حول جزيرة بروفتون خلال فترة تقل عن الفترة التي احتاجها المكتشفون العالميون للدوران، ومن بينهم ديفيد همبلمان آدامز، والد الفتاة أليسا.

وخلال الرحلة، انقطع الاتصال بالطلاب الأربعة عدة مرات، لأن أجهزة الهاتف التي يحملونها، والتي تتصل مباشرة بالأقمار الاصطناعية، تجمدت وتوقفت عن العمل، بينما لا شيء حولهم إلا الجليد: لا بشر، ولا بنايات، ولا أشجار، ولا أي شيء من مظاهر الحياة التي يعرفها الناس في أماكن أخرى من العالم. وخلال الرحلة، اضطر الفريق إلى عبور بحيرة صغيرة مغطاة بطبقة رقيقة من الجليد بالكاد تكفي لحمل زلاجاتهم، وفي هذه المرحلة كان الجميع مهدداً بالغوص في البحيرة إذا حاولوا العبور فوق منطقة طبقة جليدها أقل سماكة. المهم في الموضوع هو أن الرحلة تم تمويلها بالكامل من إحدى شركات صنع الشيكولاتة، وهي سنوية، يجري فيها اختيار متطوعين من مختلف المدارس البريطانية، وهدفها تنشيط روح الريادة وزرع الثقة لدى الشباب.

أتفق مع ما ذكره الكاتب في أن روح الريادة والميل إلى المغامرة متوفرة لدى شبابنا في كل مكان في الوطن العربي، ولدينا شركات كبيرة بعضها يحقق المليارات من الأرباح، وندعو الله أن يمنحها المزيد. أتساءل كما تساءل الكاتب: لماذا لا تهتم هذه الشركات بتمويل رحلات من هذا النوع تنمي في شبابنا الطموح وروح الريادة، رحلة إلى القطب الشمالي أو الجنوبي مثلا، أو رحلات سفاري إلى المجاهل الإفريقية، أو رحلة لتسلق جبال الهملايا. إن استغلال هذه الشركات لجزء يسير من أرباحها في مشاريع تسهم في تنمية الطموح وروح الريادة في شبابنا، ستنقل أجيالنا المقبلة إلى آفاق جديدة لم تكن تساورهم حتى في الخيال، بدلاً من إضاعة أوقاتهم في برامج تلفزيونية تافهة وهادمة للأخلاق والدين.

ختم الكاتب مقالته بقوله: (وفي الأمم، هنالك شيء اسمه (صنع الأجيال المقبلة) نحن بعيدون عنه تماما، ولذلك ينبغي ألا نستغرب عندما يشعر شبابنا بالضآلة والدونية أمام شباب العالم الآخرين، وهؤلاء عندما يكبرون سيظل الأحساس بالضآلة يراودهم، وسيظلون يحسون أنهم صغار أمام قامات الآخرين). كلام جميل ومفيد ولكن هل من مجيب؟!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7410» ثم أرسلها إلى الكود 82244

Fax2325320@ yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد