Al Jazirah NewsPaper Monday  09/04/2007 G Issue 12611
مقـالات
الأثنين 21 ربيع الأول 1428   العدد  12611
جمعياتنا السعودية الخيرية مؤسسات مجتمعنا المدني
عبد الله صالح الحمود*

الطبيعة البشرية بطبعها تنشد المحبة والخير، وتكافح من أجل العيش في حياة هنيئة ملؤها الكرامة والعزة، والدور البشري على هذه الأرض مليء بالمهام العديدة المُفترض الاضطلاع بها، لجعل هذه الحياة تسير وفق أسس قوية، وأسس داعمة لمقومات الحياة عامة، والإنسان خليفة الله في أرضه، مكلف بتقديم الواجب الإنساني، والسعي الدؤوب نحو بناء مجتمعه الذي يعيش فيه ومن خلاله بناءً سليماً قويماً، وبهذا التكليف الإلهي كان لزاماً على الإنسان حتى يبني الأوطان بروح طيبة وصادقة، أن يشرع في بناء لبنات تسهم في إيجاد وسائل خادمة للإنسانية جمعاء، ويأتي هنا طرح الأفكار والخطط البناءة التي من خلالها تنظم الاحتياجات المجتمعية، ليكون من يعيش على هذه البسيطة في واحة من الأمن والأمان، محققاً التطلعات والآمال المطلوبة في كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والسياسية والأمنية، وتأتي مؤسسات المجتمع المدني التي أنشأتها العديد من الدول داخل مجتمعاتها، لتُشكِّل أحد الروافد المشاركة والداعمة للمؤسسات الحكومية، وتختلف هنا مسميات هذه المؤسسات المدنية استناداً إلى موروثات وثقافات أوجدت اختلافات عديدة لهذه المسميات، فهناك دول أجازت في أنظمتها مسميات (حزب أو منظمة... إلخ)، ودول أخرى أوجدت لها مسميات مغايرة مثل (جمعية أو هيئة أو لجنة.. إلخ) والأهداف في النهاية واحدة، والعبرة في ذلك في تحقيق النتائج الناجحة والمحققة للآمال البشرية، ونحن في المملكة ولله الحمد نحظى بدور قيادي كبير أرسى قواعد متينة على تشريعات مستمدة من القرآن والسنَّة، وهذا يُعد مفخرة إسلامية أثبتت تطبيقاتها من خلال العديد من التجارب الناجحة لدينا، ولدعم ومؤازرة مؤسساتنا الحكومية، أصبح لدينا كغيرنا من الدول، مؤسسات مدنية وهي أيضاً في طريقها للانتشار الأوسع ونحو منح المزيد من الصلاحيات التي تمنح لها بين وقت وآخر، كمجلس الشورى ومجالس المناطق والمجالس البلدية والمراكز الاجتماعية في الأحياء، وهناك مؤسسات مجتمع مدني قائمة منذ القدم وقارب البعض منها إلى أكثر من خمس عقود من الزمن في عمرها، وهي جمعياتنا الخيرية، فهذه الجمعيات النوعية بطبيعة أنشطتها تُمثِّل الرسالة السامية نحو تحقيق وتوفير الأمن والأمان إذا ما طبقت أنظمتها وتشريعاتها ووجدت لها اللوائح المدروسة والواقعية، والمتلائمة مع متطلبات العصر، فالجمعيات الخيرية في المملكة، التي أضحت ذات تخصصات ومناشط عديدة، أضحت تُسهم إسهاماً جليلاً في خدمة المجتمع، لِمَ لا وقد أصبح لدينا جمعيات تُعنى برعاية الأيتام، وأصدقاء للمرضى، ومرضى السرطان، ومرضى الصرع، ورعاية شاملة للأسر السعودية المقيمة في الخارج، وجمعيات خيرية تقدم الغذاء والملبس والسكن وذلك في كل مدينة وقرية، وجمعيات لمساعدة الشباب على الزواج والإسكان الخيري، والتي أصبح تعدادها بالمئات ولله الحمد، فكل هذه الجمعيات وبكلمة حق تُعد مؤسسات مجتمع مدني، وتؤدي الدور المفترض القيام به تجاه خدمة المجتمع، ولا شك أن نجاحها الكبير يتوقف على الإدارة الجيدة والأمانة في العمل، والإنسان بطبعه ماذا يحتاج سوى العيش الكريم وتوفير احتياجاته الآنية والمستقبلية، وهذا هو من أسباب نشوء ما يُسمى بمؤسسات المجتمع المدني.

تبقى أن نقول إن مؤسسات المجتمع المدني مهما كان دورها داخل المجتمع تتطلب منا المزيد من الدعم المالي والمعنوي، والمشاركة في دفع عجلة أعمالها، خصوصاً من الناحية الاستشارية والحضور المتواصل لها، لجعلها مؤسسات قادرة على تخطي الصعاب ونافعة للأجيال.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7318» ثم أرسلها إلى الكود 82244

(*)كاتب اقتصادي - ناسوخ 2697771 - 01


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد