Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/04/2007 G Issue 12614
الثقافية
الخميس 24 ربيع الأول 1428   العدد  12614
التشكيلية الأميرة نوف بنت بندر آل سعود لـ(الجزيرة ):
الفن التشكيلي السعودي منفتح على كل المدارس والفنان السعودي تجاوز المحلية

* تونس - فرح التومي:

رغم حداثة سنها فإنها تحمل مشروعاً ثقافياً تحلم بأن تطوف به العالم، مشروع يستمد أسسه من الريشة والألوان ويضم في جنباته تلك معاني الحب والخير والفرح والجمال.. إنّها الأميرة نوف بنت بندر آل سعود ذات الـ24 ربيعاً خريجة العلوم اختارت التعاطي مع الفن التشكيلي من منطلق حبّها للإبداع وافتتحت قاعة للعرض من منطلق حبها للمبدعين.

ولأنّها تؤمن بأن الفن رسالة ولا يمكن أن يظل حبيس صالات العروض, ها هي في تونس حيث تعرض على الجمهور تشكيلة ضخمة من اللوحات في إطار معرض يقام حالياً في قاعة (دار الفنون) بتونس العاصمة تحت عنوان (ألوان خليجية) ترأسه ويشارك فيه عدد من كبار فناني الخليج بداية من اليوم الخميس وإلى غاية يوم 13 أبريل الجاري.

(الجزيرة) حاورت سمو الأميرة في هذا اللقاء الخاص.

* بداية إلام تصبو الفنانة نوف بنت بندر من خلال إشرافها على هذا المعرض المنتقل بالأمس مصر واليوم تونس وغدا الجزائر في انتظار محطات قادمة تحط فيها هذا المعرض الجماعي ألوان خليجية؟

- طموحي هو التعريف بالفن التشكيلي السعودي والخليجي، وتقريبه من المتلقي العربي. والمعرض الحالي هو جزء من هذا الطموح أرنو إلى انتشار الفن التشكيلي الخليجي والعربي عموما على المستوى العالمي وهو الحلم الذي أعمل على تحقيقه - إن شاء الله -، وبالطبع بدأت بالسعودية ثم قمت بجولة في الخليج والآن جولة أخرى في بلدان المتوسط.

* في هذا الاتجاه نلاحظ تقصيرا كبيرا على المستوى العربي فالمواطن الخليجي يجهل الكثير عن الفن التشكيلي المغاربي على سبيل المثال والحال نفسه بالنسبة للمواطن المغاربي برأيك من يتحمّل مسؤولية هذا التقصير؟

- مسؤولية الفنان نفسه الذي لا يعمل على التعريف بنفسه كما يجب وعلى سبيل المثال هناك العديد من الفنانين التشكيليين السعوديين بارزين في الغرب حيث يعيشون، لكننا في السعودية لا نعرف عنهم شيئا وذلك تقصير منهم.. شخصيا تلقيت العديد من الدعوات للعرض في دول أوربية ولكن ذلك

مشروع مؤجل بالنسبة لي حتى أتمم مهمتي

في التعريف بفني وبالفن التشكيلي الخليجي عموما داخل الوطن العربي، وأنا مؤمنة بضرورة التعرّف على بعضنا البعض أولا وإرساء تقاليد التبادل الثقافي بين الفنانين العرب ومن ثم الانتشار عالميا.

* برأيك كيف يمكن التجسيم عن واقع المرأة العربية والمساهمة في النهوض بدورها من خلال التعاطي مع التشكيل؟

- الفن التشكيلي لغة عالمية وهو فن الجمال قبل كل شيء ومن خلال هذا الفن بالإمكان التعبير عن موضوعات مختلفة روحانية، اجتماعية، سياسية وإذا كانت اللوحة بإمضاء امرأة فإنه من المؤكد أن تعكس إلى جانب ذلك نفسية المرأة وهذا ما تلاحظونه في معرض (ألوان خليجية).

وقبل هذا المعرض كنا نظمنا معرضا خيريّا في مدينة الرياض يحمل عنوان (ريشة واحدة) وقد أخذ صدى كبيرا جدّا خاصة وأنه كان تعبيرا صادقا عن أزمات تمرّ بها دول عربية هي لبنان وفلسطين والعراق، كما كان هذا المعرض بمثابة بارقة أمل بمستقبل أفضل من خلال الموضوعات والألوان. معنى ذلك أن الفن التشكيلي ليس فقط رسالة وإنّما أيضاً وسيلة للحلم والخيال والجمال وأيضا وسيلة لاتخاذ موقف ما والتعبير عنه.

* متى اكتشفت موهبة فن التشكيل في نفسك

هل كان ذلك فجأة أم أن الموهبة كامنة لديك منذ الصغر؟

- الموهبة موجودة لدي منذ الصغر، لكنني منذ أن أسست (قاعة لحظ للفنون التشكيلية) عملت على تأطير هذه الموهبة بجملة من الأهداف تختلف عن السائد في الخليج، لاقت تجاوبا كبيرا جدّا في السعودية من قبل الإعلاميين وحتى من قبل المجتمع السعودي ووجدت تشجيعا كبيرا من الجميع.

* فيمَ يتمثل وجه الاختلاف بين قاعة (لحظ) وبقية قاعات عرض الفن

التشكيلي الأخرى؟

- تأسيسي قاعة لحظ كان وليد رغبة شخصية في تغيير النظرة إلى الفن التشكيلي، ذلك أن أغلب القاعات الخاصة الموجودة في السعودية ذات طابع تجاري وغايتي من (قاعة لحظ) إبراز المواهب والتعريف بالفنانين والتعريف أكثر بالفن التشكيلي السعودي فالغاية ليست تجارية وإنّما فنية.

* كيف تقيمين واقع الفن التشكيلي السعودي اليوم؟

- الفن التشكيلي السعودي منفتح على جميع المدارس.. لكن المشهد الحالي للفن التشكيلي السعودي يقوم على التجديد أساسا مثلما يطغي السريالي على الأعمال التشكيلية في الكويت على سبيل المثال.. لكن المعرض الحالي (ألوان

خليجية) يعكس كل المدارس وكل اتجاهات الفن التشكيلي من الانطباعي إلى التجديدي، كما أن الفنان الخليجي خرج بالموضوعات من دائرة المحلية إلى فضاءات أرحب.

* كون اختصاصك الأكاديمي العلمي باحثة في علم الجينات وكونك تميلين إلى الفنون الجميلة هل من الممكن الحديث عن تكامل أم عن قطيعة بين العلم والفن اليوم انطلاقا من تجربتك الشخصية.

- كما تعلمين لقد درست علم الوراثة وحاليا أنا متخصصة في الأمراض الوراثية في مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، ومن أهدافي الشخصية الحصول على الدكتوراه في هذا الاختصاص لكنني انقطعت عنها لحين الاعتناء بقاعة لحظ للمعارض التي أردت من خلال تأسيسها أن أعطي بعضا من نفسي لمجال الفن... ومن خلال تجربتي في الجمع بين ممارستي لمهنتي كباحثة في علم الجينات والاعتناء بموهبتي في الفن التشكيلي اكتشفت وجود تكامل كبير بين العلم والفن بل أستطيع أن أؤكد لك أن تخصصي العلمي أفادني كثيراً في تشكيل لوحاتي من حيث اعتماد الدّقة في تشكيل لوحاتي وفي صياغة مضمونها.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد