Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/04/2007 G Issue 12621
الثقافية
الخميس 02 ربيع الثاني 1428   العدد  12621
المسيرة الثقافية للمرأة عبر العصور .. الفن التشكيلي كثقافة بصرية (2-2)
للمرأة دور رائد في دفع مسيرة الفنون التشكيلية وإبرازها محلياً وعالمياً

مها بنت عبد الله السنان

تواصل الزميلة مها السنان طرح ما جاء في ورقتها المقدمة في منتدى السيدة خديجة بنت خويلد (واقعية وجود المرأة في التنمية الوطنية) جدة 1 ربيع الأول 1428م، حيث تناول موضوع الأسبوع الماضي الجزء الأول من الورقة مسيرة المرأة السعودية في المجال التشكيلي كناحية ثقافية، من حيث وجود عنصر المرأة في فنون ما قبل الإسلام ودورها في الفنون التقليدية، إضافة إلى علاقة المرأة السعودية بالحركة التشكيلية المعاصرة كممارسة من خلالها واستعراض للمنافذ الحكومية التي تدعم التشكيلية السعودية ودور المرأة من خلالها.

وفي هذا الجزء يتم استعراض منافذ القطاع الخاص التي تملكها أو تديرها الأنثى، والتي كان لها دور فاعل في الحركة التشكيلية المحلية.

المؤسسات الثقافية الخاصة والرسمية:

كان دور المرأة السعودية في القطاع الخاص رائداً في دفع المسيرة التشكيلية للأمام وكانت لرعاية هذه المؤسسات أثر بارز دعم هذا النتاج الثقافي.

ومن الأمثلة الحية في هذه الرعاية:

1- مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع

أسست الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبد العزيز مؤسسة المنصورية عام 1999م بهدف نشر الفن السعودي دولياً، وتأمين فرص الاحتكاك بين فن الداخل وفنون الخارج، ووضع الفنان السعودي المتميز ضمن السياق العالمي الذي يليق به وإلقاء الضوء على حضارة هذا البلد العريق ومبدعيه الجادين.

2 - متحف ودارة صفية بن زقر

إيماناً منها بأهمية توثيق التراث المادي والمعنوي قامت صفية بن زقر بافتتاح دارة ومتحف خاص بأعمالها عام 1420هـ 2000م، كأول متحف من نوعه في المملكة، يضم صالة عرض دائمة لأعمالها ومرسم خاص وآخر عام ومكتبة تضم العديد من المراجع في التراث والفن التشكيلي ومجموعة قيمة من المقتنيات التراثية.

3 - مؤسسة الفن النقي ومعهد الفنون والمهارات

تبنّت الأميرة أضواء بنت يزيد الواعدين والواعدات تشكيلياً من خلال مؤسستها الفن النقي التي تأسست عام 1420هـ، بالإضافة إلى رعاية الفن التشكيلي السعودي بصفة عامة من خلال المعارض التشكيلية والأنشطة الثقافية، وذلك من خلال صالة العرض ذات المواصفات العالمية والتي نترقب افتتاحها قريبا بإذن الله، إضافة إلى معهد الفنون والمهارات كأول معهد من نوعه مصدق في مجال الفنون البصرية.

4 - المركز السعودي للفنون في جدة

أسست كلٌّ من نورة بنت بدر بن محمد بن عبد الرحمن ومنى القصبي، المركز السعودي للفنون التشكيلية عام 1408هـ ويقوم المركز بإقامة العديد من المعارض سنويا بالتعاون مع جهات راعية مختلفة، وقد زاد عدد المعارض المقامة عن المائة معرض حتى عام 1998م.

5 - مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف

أقام أكثر من 21 معرضاً سنوياً لعضواته من فنانات القطيف، ويُعد مرسماً فاعلاً يخدم فنانات المنطقة من حيث التعليم وتوفير فرص الاحتكاك، ويشرف على المركز عدد من السيدات السعوديات بينما يشرف على العملية التعليمية الفنانة المصرية القديرة سهير الجوهري.

6 - جمعية النهضة

قامت سارة بنت فيصل بن عبد العزيز آل سعود بإنشاء جمعية النهضة النسائية الخيرية عام 1382هـ - 1962م وتهدف الجمعية إلى خدمة المجتمع السعودي عن طريق تنمية قدرات المرأة ، وتقدم الجمعية الدعم للفنانات في عدة مجالات وذلك من خلال الدورات والبرامج الفنية التي تقدمها، تقوم أيضا بدور الوسيط بين جهات مختلفة بتنظيم مشاركة الفنانات، كما تتولى تنظيم المعارض لصالحها مثل معرض رؤيتي 1عام ورؤيتي 2 عام أو لصالح جهات أخرى مثل الحرس الوطني خلال مهرجان الجنادرية 13.

7 - مركز المناهل

تأسس مركز المناهل سنة 1989م كمركز نسائي من ناحية التأسيس والرئاسة وتقديم الخدمات، ودوره في دعم الحركة التشكيلية بصفة عامة والفنانة التشكيلية على وجه الخصوص عن طريق رعايته للمعرض الأول لفنانات منطقة الرياض عام 1419هـ- 1998م، ومعارض أخرى لاحقة وتوفير مكتب لمجموعة فنانات منطقة الرياض. وفي مدينة الرياض على سبيل المثال يمكن القول إن 50% من صالات العرض الفنية والتجارية في مجال الفنون التشكيلية تملكها نساء ومن أقدمها جاليري عهود الذي تملكه عهود النجران، أما القاعة الأحدث فهي حوار التي تملكها شذا الطاسان، بينما نترقب لافتتاح أحدث صالة عرض لمؤسسة الفن النقي التي تملكها الأميرة أضواء بنت يزيد.

المشاركات الخارجية

تأتي أهمية المشاركات الخارجية في المجال التشكيلي كونها واجهة ثقافية وخير سفير لعالم يفهم لغة الصورة، وفي مجتمع يقدر دور المرأة ويفهم خصائصها نجد أن مشاركتها الخارجية رسالة تعبر عن هذا الدور وذلك التقدير لمحو أي صورة خاطئة لها في الخارج، ويتم من خلاله التعريف الإيجابي للثقافة السعودية ودور المرأة من خلالها.

وقد عرضت أعمال التشكيلية السعودية في عدد من الدول العربية والأجنبية مثل بريطانيا واسبانيا وفرنسا وإيطاليا والهند وأمريكا من خلال الجهات الحكومية كالسفارات وأرامكو ووزارة الثقافة، أو الجهات الخاصة مثل مؤسسات المنصورية والفن النقي وجمعية النهضة. أو بجهود فردية من الفنانة ذاتها.

ومن نتاج تلك المشاركات حصول الرائدة منيرة موصلي على جائزة الأمم المتحدة لملصقها (أرضي وناسي) ، وفوز شادية عالم بجائزة الخطوط الجوية البريطانية لتمثيل عملها الفني الذي يعكس الثقافة السعودية، وذلك على إحدى طائراتها.

الصعوبات والمعوقات

1 - لا تزال هناك هيمنة ذكورية على الأنشطة الفنية مثل تحكيم المسابقات وإدارة الأنشطة والمشاركات الخارجية.

2 - قلة فرص الاحتكاك للفنانة التشكيلية للرفع من مستوى أدائها.

3 - غياب التوظيف الحكومي في المؤسسات الثقافية.

النتائج

* للمرأة دور حيوي وفاعل في إدارة الأنشطة الثقافية التشكيلية .. حيث أثبتت المرأة السعودية تميزها في الجانب الثقافي الذي يعبِّر عن إبداعها في هذا المجال، ليس في إنتاج الثقافة فقط، بل التميز في إدارة الأنشطة الثقافية كما رأينا من خلال الجهود الفريدة في القطاع الخاص.

* تمتلك التشكيلية السعودية موهبة الإبداع ومقومات النجاح ولكنها بحاجة إلى الاحتكاك والتدريب في هذا المجال.

ومن التوصيات لتفعيل مشاركتها

* تأهيل المرأة في هذا المجال وإيجاد منافذ للتدريب وفرص الاحتكاك، وذلك بين التشكيليات الرائدات والناشئات وأيضا مع التجارب العالمية في هذا المجال.

* دعم المبدعات من خلال الاقتناء من قِبل القطاعين العام والخاص.

* تكريم الرائدات المبدعات في هذا المجال.

* مشاركة المرأة في منظمات المجتمع المدني كعضو في مجالس إدارة الجمعيات .. لتكون من خلالها في موقع المقرر لا المنفذ فقط.

* مرافقة المرأة لأعمالها في المشاركات الخارجية.

* إيجاد قسم نسائي متكامل في وزارة الثقافة .. ليس الهدف منه خدمة الفنانة التشكيلية فقط بل أيضا استثمار طاقاتها الإبداعية في هذا المجال أسوة بالمؤسسات التعليمية أو الثقافية كالجامعات والمتحف الوطني والتلفزيون والإذاعة .. الخ.

* مقاعد قيادية للمرأة في هذا المجال.

كما نأمل بل نتوقع بإذن الله في ظل حرص حكومية خادم الحرمين الشريفين على توفير كافة الفرص المناسبة لمشاركة المرأة في مسيرة التنمية، نأمل أن نشهد توسعاً لمجالات المقاعد القيادية للمرأة في هذا المجال مثل الملحقيات الثقافية في السفارات أو المراكز القيادية في وزارة الثقافة، لأنها تمثل الجانب الثقافي المشرق لهذا الوطن.

وأخيرا فإنّ نسبة من النساء السعوديات يتّسمن بالذكاء ويمتلكن المهارات والحماس لدرجة الاندفاع - وأهم من ذلك كله الإخلاص والوطنية .. وهي مقومات كافية لنجاح المرأة في إدارة النشاط الثقافي على مستوى صنع القرار.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد