Al Jazirah NewsPaper Friday  20/04/2007 G Issue 12622
مقـالات
الجمعة 03 ربيع الثاني 1428   العدد  12622
شروط الالتحاق بالدفاع المدني
عبدالله صالح محمد الحمود

عندما نقول كلمة (دفاع) فإن أول ما يتبادر للأذهان هو المناشدة في المساعدة للذود عن الأرواح والممتلكات، فمن هذا التعريف المختصر، فإن هذه المفردة لا بد لكي تتأتى إلى واقع ملموس، وواقع يحقق الهدف المؤمل منها، واجب أن يكون ذلك المرء المكلف بالدفاع عن الأرواح والممتلكات، على قدر كاف من المواصفات البشرية المفترض أن تكون فيه، بدءاً من عزمه وقدرته على أداء مهمة الدفاع والمدافعة، وانتهاءً بحضور شجاعته المستمرة طوال حياته العملية، مروراً بتأهيله التأهيل العلمي والعملي والفني مع استمرارية خضوعه إلى تدريبات نظرية وعملية، بسبب ما يستجد من متغيرات حياتية مستمرة، المديرية العامة للدفاع المدني ورجالها، نلمس منهم خصوصاً في الآونة الأخيرة، جهوداً ذات خدمات طيبة يشكرون على تقديمها للناس، ولكن وبسبب النمو السكاني المضطرد، وتعدد أنشطة الحياة وتنوع واختلاف طبيعة المساكن والمتاجر وظهور مراكز الترفيه المتعددة، بات وجوب توافر الطرق الدفاعية المفترض الإتيان بها خدمة للمجتمع من أن تكون طرقا نوعية العطاء، فأصبح على المكلف بها أن يكون ذا تدريب متخصص، وذا مهارة عالية نحو إتقان التعامل مع الآلة الحديثة خصوصاً ذات التقنية العالية، وقبل ذلك وجوب توافر تهيئة عامة وبمقدرة ذات جاهزية مطلقة من قبل الفرد نحو القيام في دفاعه تجاه المجتمع المتغير دوماً، فنحن نلحظ أن بعض مراكز الدفاع المدني المنتشرة في أنحاء البلاد لا يتوافر بها أفراد مدربون تدريباً مأمولاً، سواء على السباحة أو التسلق على واجهات المباني أو الأعمال الكهربائية أو القدرة على ممارسة القفز، إلى عدد من مناحي الدفاع المطلوبة في حالة نشوء حريق أو أضرار طبيعية وغير طبيعية لا قدر الله، أعتقد أن الذي يحول دون الحصول على كفاءات وقدرات متدربة نحو مواجهة مثل هذه الأخطار، هو بداية أن بعضا ممن يتم قبولهم كأفراد أو ضباط للعمل في جهاز الدفاع المدني ليسوا ذوي مقدرة في التعامل مع متطلبات الدفاع عامة، وإنهم وإن تم تدريبهم من خلال معاهد الدفاع المدني عند عقد دورات قصيرة لهم، لم يتم اكسابهم التأهيل المؤمل منه تقديم خبرات دفاعية منشودة، فالحل الأمثل ألا يتم قبول أي فرد للعمل في جهاز مهم وحساس كهذا إلا أن يكون مهيأ نفسياً وقادراً على التعامل مع متطلبات الدفاع، ولديه دوافع داخلية مسبقاً قبل الانخراط في هذا السلك الوظيفي، ثم لا بد أن يتم تدريبه على عدد من الأعمال التي تواجه رجال الدفاع المدني عند انطلاقتهم في الذود عن الأرواح والممتلكات، مثل إعطائهم دورات حول طريقة التعامل مع التمديدات الكهربائية من ناحية إيقاف تشغيلها وعزل هذه التمديدات عن المياه والصرف الصحي لتوقي سلامة المكان، خصوصاً عند تأخر وصول قوة الطوارئ في شركة الكهرباء، وتدريبات مستمرة على السباحة لإنقاذ الغرقى، وتدريبات للإسعافات الأولية في حال تأخر رجال الإسعافات الأولية، والتدريب على الدخول بخراطيم المياه إلى الطرقات الضيقة، والسعي قدر المستطاع نحو عدم إيقاع الضرر على الممتلكات المراد إنقاذها، إنها مطالب وأماني، نأمل أن تتحقق لدى هذا الجهاز الوطني الصديق، الذي تمنيت أن يكون له لجنة أهلية، تسمى لجنة أصدقاء الدفاع المدني، مثل اللجان القائمة حالياً (لجنة أصدقاء الهلال الأحمر - لجنة أصدقاء المرضى).

كاتب اقتصادي

ناسوخ 2697771-01


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد