Al Jazirah NewsPaper Friday  20/04/2007 G Issue 12622
الاقتصادية
الجمعة 03 ربيع الثاني 1428   العدد  12622
بعد خبرة 40 عاماً في أرامكو السعودية و12 عاماً كإداري تنفيذي
عبدالله جمعة: الاستخدام الأمثل لرأس المال البشري سر نجاح المنظومة الاقتصادية

* الخبر - حسين بالحارث:

ناقش عبدالله بن صالح بن جمعة رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين مؤخراً مع نحو 300 من أعضاء الجمعية العربية للموارد البشرية (أشرم) في لقاء صريح ومباشر أبرز تحديات الموارد البشرية، من وجهة نظره كرئيسٍِ وإداري تنفيذي لإحدى أبرز مؤسسات الأعمال العملاقة، مؤكداً أن دور الموارد البشرية لا ينحصر في قطاع الأعمال فقط، وإنما يشمل جميع جوانب الحياة والنهضة في الوطن بشكل عام.

وتناول جمعة موقع إدارة الموارد البشرية من الصورة المؤسسية الأشمل والأكبر، قائلاً: كنا نكتفي بالقول إن إدارة الموارد البشرية مهمة لتحقيق التطوير المهني والشخصي للعاملين، أما اليوم، فإننا ندرك أنها تنهض بمسؤوليات حساسة، حيث إن التطور المهني للعاملين من أبناء وطننا لا يشكل عنصراً حيوياً في نجاح مؤسساتنا فحسب، وإنما هو ركيزة أساس في نهضة وتطور مجتمعاتنا وبلداننا.

وأكد جمعة أن الاستخدام الفاعل لرأس المال البشري يؤدي إلى النجاح الاقتصادي وهو القاعدة الحقيقية والعنصر الفاعل لازدهار الأمم؛ لأن المال والموارد الطبيعية عنصران جامدان في العملية الإنتاجية، ولعل التأمل في مسيرة التاريخ يعطينا الكثير والكثير من الأمثلة والشواهد على صدق هذه القاعدة، كما أن زيادة نسبة المتعلمين بين السكان تؤدي بدورها إلى توفير قاعدة موارد بشرية أكثر تعلماً.

وذهب جمعة في حديثه إلى اقتصاد عصر المعلومات، والمعدل السريع للتغيرات التقنية بحكم أنهما يلعبان دور الوسيط المحفز الإضافي في جميع هذه النجاحات، مشيراً إلى أن إنتاجية الموظفين تضاعفت بعد البدء في استخدام الحاسب الآلي والإنترنت والتقنيات الأخرى. ورجّح جمعة أن المؤسسات التي ترى أن ولاء موظفيها لها أمرٌ حتميٌ آلي ولا تهتم بهم الاهتمام الكافي، محكوم عليها بالفشل المحتم، وأن على المؤسسات التي ترغب جادةً في العمل بكفاءة وفي المحافظة على ما أحرزته من نجاحاتٍ في العمل وفي الوفاء بالتزاماتها، أن تضع استراتيجيات إدارة الموارد البشرية في أعلى قائمة أولوياتها.

ودعا جمعة المشاركين لتأمل حال موظفي اليوم وهم يكادون يكونون محاطين بالتقنيات السلكية واللاسلكية من كل جهة، فهم يحملون أجهزة اللابتوب، والهاتف النقال، ورسائل ال(إس إم إس) والبريد الإلكتروني و(البلاكبيري) و(المساعد الرقمي الشخصي)، وأكد الأستاذ جمعة أنه في هذا العالم الجديد المتميز والمنفتح يعتبر من المهم للغاية التواصل مع الآخرين وفهم شبكة العلاقات المعقدة التي تميز عالم العمل والقدرة على تحويل الخبرات والمعارف إلى إجراءات ذات معنى وقرارات حكيمة. وذكر أن التكنولوجيا الحديثة ساعدت في إلغاء الحدود التقليدية بين المؤسسات بعد أن فتحت المجال لمجتمعات الممارسة الافتراضية والمشاركة المعرفية بين المجالات المختلفة والتدفق غير المسبوق لمعلومات وأفكار أكثر وأغزر.

وطرح جمعة ثلاثة تساؤلات مهمّة عن كيفية الاستفادة من رأس المال البشري، وكذا من طاقات الموظفين للحصول على مستويات الأداء المطلوبة، وكيفية تحويل مهاراتهم وطاقاتهم إلى نتائج ملموسة. واستحضر جمعة للإجابة عن تلك التساؤلات، تجربة أرامكو السعودية المتعلقة بإدارة الموارد البشرية، قائلاً إن أرامكو السعودية، على الرغم من تجربتها الطويلة والغنية في هذا المجال، تسعى باستمرار وبلا انقطاع للتعلم وقيادة التغير وتحقيق المزيد من التحسين في خبراتها وأساليب إدارتها للموارد البشرية، وذلك بما يحافظ لها على التميز المستمر.

واستشهد، على سبيل المثال، تجربة الشركة في سعودة وظائفها، وبخاصة في المجالات الرئيسة والمتطورة؛ مثل أعمال الزيت والغاز - التي تمثل جوهر أعمال الشركة - وفي الخدمات الطبية.

وقال: لقد علمتنا هذه التجربة المتميزة أنه يجب على كل شركة أو مؤسسة أن تضع وتوضح الرؤية الخاصة بها، وتحدد أهدافها الاستراتيجية، وتدرس تأثيراتها، حتى يمكنها صياغة استراتيجيات تطوير مواردها البشرية بحيث ترتبط ارتباطا وثيقا بتوجه المؤسسة الاستراتجي واحتياجاتها الحالية والمستقبلية.

وعبر جمعة عن اعتزازه بقوله: إننا اليوم نرى موظفي أرامكو السعودية الذي يعملون في مجالات التنقيب والإنتاج والتكرير والتوزيع والنقل يدرسون استراتيجيات الإنتاج والتصنيع والتسويق التي ستكون مناسبة بعد عشرات السنين من الآن.

واعتقد أن محترفي الموارد البشرية والتعليم في العالم العربي عليهم أن يدرسوا استراتيجيات إدارة الموارد البشرية التي ستكون مناسبة بعد عشرين أو ثلاثين سنة من الآن، وأن يتخذوا الخطوات اللازمة التي ستمكن الموظفين العرب من مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص التي ستكون متاحة في عام 2030م.

الجدير بالذكر أن جمعية أشرم، هي جمعية مهنية غير ربحية مرتبطة بجمعية (شرم) الدولية، تأسست عام 1992م بهدف تبادل الخبرات والمعرفة بين محترفي تنمية الموارد البشرية في المنطقة من خلال برامج متخصصة في تأهيل الأعضاء وعقد الندوات والمؤتمرات وإجراء البحوث والاستشارات والتعاون مع جهات العمل.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد