Al Jazirah NewsPaper Monday  21/05/2007 G Issue 12653
الاقتصادية
الأثنين 4 جمادى الأول 1428   العدد  12653
أنا فخور بمهنتي
سهم بن ضاوي الدعجاني

أنا أحمد الهزازي، فخور أنني حلاق سعودي في الرياض بمساعدة برامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع وبدعم مادي ومهني منها، ومساندة من مركز المنشآت الصغيرة بالمؤسسة العامة للتعليم المهني. تمكنت من استئجار محل للحلاقة في مدينة الرياض وتجهيزه بالمعدات الضرورية وبدء العمل. أنا فخور بمهنتي هذه، فهي مربحة وخلاقة وتجعلني على تواصل دائم مع زبائني.

هذه الكلمات النابضة بمحبة العمل المهني والواعية لتكريس ثقافة المهنة في مجتمعنا السعودية والدالة على حضور القطاع الخاص في خارطة التنمية، تذكرتها وأنا أشاهد بشكل يومي كثرة الفرص الحقيقية للعمل الميداني والمهني الذي يهرب منه بعض أبنائنا السعوديين، وقفزت تلك العبارات السابقة التي وردت على لسان أحد أبنائنا الذين نجحوا في التصالح المهني مع ذواتهم، وبدؤوا فعلاً رحلة العطاء لهذا الوطن والكسب الحلال دون تردد ودون قيود من أي طرف كان.

إن مشكلة شبابنا - بكل صراحة - هي مع ذواتهم باستسلامهم لثقافة المجتمع التي ما زالت تضع بعض المهن والحرف في دائرة العيب الاجتماعي. والتحدي الحقيقي أمام الجهات المخططة لهؤلاء الشباب هو الخروج بتلك المهن من دائرة العيب إلى دائرة الشرف والفخر من خلال برامج توعوية مدروسة لإعادة هيكلة النظرة الاجتماعية للعمل المهني بعيداً عن (بريق) الوظيفة وأضواء المكاتب.

مثل ما تقبل المجتمع وقبله الشباب وظيفة محاسب (كاشير) في المحال التجارية الكبيرة، ومثل ما تعامل المتسوق السعودي مع (البائع) السعودي الموجود حالياً في عدد من المحال التجارية في أسواقنا المحلية سيتعامل يوماً ما مع بقية الشباب في مهن أخرى يحتاجها المجتمع في المرحلة الراهنة.

(أنا فخور بمهنتي) شعار يجب على شبابنا السعودي رفعه أمام بعض شرائح مجتمعنا التي لم تعِ بعد أن العمل في (مهنة) مقنعة ومربحة، خير من الانتظار في طوابير الوظيفة المنتظرة.

(أنا فخور بمهنتي) متى تتحول إلى فلسفة واقعية تأخذ بيد الشاب السعودي إلى الانخراط في كل فرصة وظيفية تتلاءم مع حاجته وقدرته قبل كل شيء، وخصوصاً أننا نعيش هذه الأيام إطلاق عدد كبير من المشروعات التنموية التي تحتاج إلى الأيدي العاملة السعودية بالدرجة الأولى.

وأخيراً..

أثناء متابعتي حفلات الأهالي في منطقتي الحدود الشمالية والجوف، وخلال سماعي المشروعات التنموية الكبرى التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - تسآلت: كم تحتاج تلك المشروعات التنموية من الأيدي السعودية من خلال تأسيس البنية التحتية لها؟ وهل لدى أبنائنا في السعودية الاستعداد للانخراط في تلك المشروعات الطموحة، كل حسب إمكاناته وقدراته؟ المهم آن الأوان أن يباشر الشباب السعودي حضوره الإيجابي في المشاركة في تأسيس تلك المشروعات قبل تشغيلها بشغل الفرص الوظيفية التامة لنمارس جميعاً البناء الحقيقي لهذا الوطن للإسهام بشكل إيجابي في التنمية الشاملة.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب»6885« ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد