Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/06/2007 G Issue 12668
الريـاضيـة
الثلاثاء 19 جمادى الأول 1428   العدد  12668
لقاء الثلاثاء
خسارة إدارية!
عبد الكريم الجاسر

خسر الهلال كل مكتسباته هذا الموسم.. وخرج خالي الوفاض بعد أن ظل متصدراً للمسابقة الأهم والأغلى كأس دوري خادم الحرمين الشريفين طوال الموسم.. خسر ليخرج خالي الوفاض من البطولات بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بآخر البطولات المحلية على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين.

الخسارة الهلالية جاءت على طريقة بيدي لا بيد عمر.. وربما أن دعوة قد أصابت الهلاليين على طريقة (اللهم اجعل تدميرهم في تدبيرهم) هكذا دمّرت الإدارة الهلالية كل حظوظ الفريق في تحقيق اللقب بقرارات شخصية فردية قدمت الفريق لقمة سائغة لخصمه وقدمت معه البطولة على طبق من ذهب للاتحاد.

البعض من (البسطاء) راح يلوم باكيتا وأخطاء باكيتا في المباراة وهؤلاء قد يكون معهم بعض الحق لأنهم لا يعرفون عن الفريق وأوضاعه الداخلية أكثر مما يشاهدون في جهاز التليفزيون.. لكن العارف ببواطن الأمور يعلم أن الأمور أكبر من تخبطات مدرب أو سوء تشكيل وتغيير.. فالمسألة تتعلّق بإعداد فريق وتجهيزه نفسياً ومعنوياً وبدنياً وتهيئة أفراده لأداء مباراة بطولة بحجم نهائي الدوري.

والهلال منذ رحلة طاشكند وهو يعيش صراعات داخلية وعمليات شد وجذب سببها الإدارة تجاه بعض اللاعبين والفريق ما سبب الوضع الذي كان عليه الأداء في النهائي.. فالتحرشات باللاعبين والتدخل في عمل الجهاز الفني وتحديد من يلعب ومن لا يلعب وفرض القرار الشخصي في إقامة معسكر لا هدف وجدوى منه لمدة ثلاثة أيام وإرهاق الفريق ولاعبيه في آخر أسبوع قبل النهائي كلها قرارات شخصية تتحمّلها الإدارة ويكفي أن الفريق لم يصل الرياض سوى قبل ساعات معدودة من المباراة ليفقد الفريق بالتالي ميزة اللعب على أرضه وما يوفره ذلك من راحة واستقرار للفريق.. لكن الإدارة اخترعت (سفرة) وأرهقت الفريق وعبثت ببرنامجه لتفرض القرار والسيطرة وبالتالي تجير كل ما سيتحقق لها ولقراراتها.

ولذلك ظهر الفريق مفككاً منهكاً أفراده تائهون لا يستطيعون اللعب بمستواهم المعهود فضلاً عن ما تحتاجه المباريات النهائية من تألق وإبداع وجهد مضاعف.. من هنا فقد كانت كل الأمور الأساسية للفريق متهدمة تماماً كما المبنى الذي تهدّم أساسه ولا يفيد فيه أي ديكور أو دهان أو ترميم وهذا ما كان يمكن أن يقوم به المدرب مثلاً.

وهذا ليس دفاعاً عن باكيتا فقد تحدثت شخصياً عن سلبياته بعد عودته للهلال مجدداً وتخليه عن كل أسباب وعوامل نجاحه السابقة مع الفريق.. لكن المشكلة في النهائي كانت أكبر من الأمور الفنية داخل الملعب وطالت أساس الفريق وعوامل نجاحه وأسباب تفوقه.

ولذلك أقول إن السبب الرئيسي في خروج الهلال هو الإدارة وتحديداً رئيس النادي الذي اتخذ العديد من القرارات السلبية التي أثَّرت على الفريق وابتعاده النفسي عن اللاعبين بخلاف ابتعاده الجسدي حين أقام في دبي والفريق في العين طوال فترة المعسكر رغم قصرها.

والحال الذي وصل إليه الفريق إدارياً هذا الموسم بالذات في نهايته يجعل أمر التغيير الإداري ضرورة ملحة وهو ما حدث باستقالة الرئيس وتنصيب نائبه المهندس طارق التويجري لمدة عام.. فالهلال مقبل على مرحلة حرجة وحساسة خلقتها الإدارة الحالية التي انتهت علاقتها بالهلال على طريقة إذا جيت رايح كثر الفضائح بدلاً من أن يكون ختامها مسكاً يحتفظ بالذكرى الجيدة للإدارة وما قدّمته في المواسم السابقة من عمل يستحق التقدير والثناء.

** الأوضاع الحالية للهلال تنذر بكارثة مقبلة في ظل التخبط الذي واكب نهاية الموسم.. وهو تخبط أفقد الفريق كل إمكاناته في الوقت الذي يمتلك الفريق مقومات عديدة للنجاح بما يمتلكه من عناصر شابة وأسماء واعدة تحتاج لرجل خبير وقائد شجاع يعيد صياغة الفريق ويحقّق المطالب الجماهيرية بتجديد دماء الفريق وفتح المجال للعناصر الشابة والتخلّي عن الأسماء المستهلكة وترك القرار للأمور الفنية لتحدّد من الأفضل والأقدر على خدمة الفريق ما يعني عودة أهم الميزات التي تدعم تفوق أي فريق وهي عملية البقاء للأفضل وليس للأقرب.. وهذه للأسف هي التي عصفت بالفريق في آخر شهرين وأوصلته لهذا الوضع المزري والمظهر المخجل الذي كان عليه الهلال في النهائي الكبير.

لمسات

** بخسارة الهلال وفوز الاتحاد انقلبت الأمور في لمحة بصر، فعاد الهدوء والاستقرار للاتحاد وتفجّرت المشاكل في الهلال!!

* * *

** هل ينتظر من فريق يصل ليلة المباراة النهائية أن يحقّق بطولتها، وكيف يجرؤ من يملك القرار الهلالي على العبث بالفريق بهذا الشكل.

* * *

** هل يعتقد الرئيس الهلالي أنه هو من حقق البطولات السابقة؟! إذا كان يظن ذلك فهو واهم لأن الهلال هو من حقّق له هذه البطولات والدليل ما فعله الرئيس هذا الموسم وكيف أخرجه خالي الوفاض بقراراته الفردية وتدخله المباشر!!

* * *

** لأنه لا بد أن يخرج أحد الفريقين فائزاً في النهائي والآخر مهزوماً وجد الاتحاديون أنفسهم أبطالاً للدوري.

* * *

** الدور الكبير الذي يقوم به الأمير عبد الله بن مساعد داخل البيت الهلالي يستحق التقدير والثناء، حيث تصدى سموه للأوضاع الأخيرة وتدخل بقوة لتجديد عقود اللاعبين وصياغة المستقبل الهلالي ليؤكّد من جديد أنه فعلاً أحد أهم رجالات الزعيم.

* * *

** عودة الأستاذ عادل البطي لإدارة الكرة الهلالية أولى الخطوات التي يجب أن يتخذها الهلاليون سريعاً.

* * *

** المرحلة الثانية من دوري أبطال آسيا على الأبواب.. وهي تحتاج لتحرك هلالي سريع لإعداد الفريق مجدداً لهذه البطولة المهمة بعد أن عاد لنقطة الصفر!

* * *

** استمرار طارق التايب لا يجب أن يكون محل نقاش، فهذا النجم الجماهيري مكسب كبير وكبير جداً للهلال.

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6469 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد