Al Jazirah NewsPaper Thursday  07/06/2007 G Issue 12670
الريـاضيـة
الخميس 21 جمادى الأول 1428   العدد  12670
ما بين (نكسة 67) و(نكسة العين) أزمة مصداقية!!

خلال الأيام القليلة الماضية مرّت الذكرى الأربعون لنكسة 67 ، ويقول المعاصرون لذلك الحدث الرهيب عندما بدأت الحرب مع بزوغ صباح الرابع من يونيو حزيران 1967م كان الإعلام العربي المسموع خلال الأيام الستة وهي مدة الحرب ينقل أخباراً غير صحيحة وصوراً بخلاف ما كان يحدث على أرض المعركة، فكان العرب يسمعون عن إسقاط طائرات العدو حتى بات الناس إثر هذه الأخبار يترقبون النصر المبيّن ورايات العزة ترفرف فوق سواري تل أبيب بعد إلقاء اليهود في البحر! إلى أن اكتشفوا لاحقاً أن كل ما كان ينقل إليهم لم يكن سوى أكاذيب لتغطية الكارثة، فكانت الصدمة كبيرة جداً، ومع الفارق الكبير والشاسع أقول ما أشبه الليلة بالبارحة! فقد ذهب الهلال إلى معسكر العين للتحضير النهائي للنهائي والأمل يحدو عشاقه بأن يتوج الزعيم صدارته بأغلى الكؤوس وكانت رسائل (العين) إلى القلوب الهلالية عبر الجوال تتحدث عن المعنويات المرتفعة وتصف الجو الأسري السائد في المعسكر وتؤكّد أن لياقة اللاعبين تمكّنهم من خوض الأشواط الإضافية بنفس الرتم الذي بدأوا به المباراة فبقي المدرج الهلالي الكبير خلال أربعة أيام تداعبه الأمنيات الجميلة وهو يسمع كل هذه الأخبار الرائعة وعندما جاءت ساعة الحقيقة توقف نبض الهلال مع بداية الشوط الثاني وبات اللاعبون يتناقلون الكرة بتثاقل وبطء كما لو كانوا قد عادوا من العين على أقدامهم! فماذا جرى؟! علاوة على العودة المتأخرة جداً إلى الرياض كشفت بعض التقارير الصحفية خفايا وكواليس معسكر العين بدون مونتاج وتحدثت عن خلاف نشب بين الرئيس وقائد الفريق!! وإذا ما صحت تلك الرواية فيمكننا القول: إذا عرف السبب بطل العجب! إلا أنه رغم كل هذه المعطيات التي تكفي لإحباط عزيمة منتخب نجوم العالم كان الهلال بيده حسم المباراة لو تعامل مدرب الغفلة باكيتا مع أحداث المباراة كما ينبغي ولن أزيد على كلام الكابتن فيصل أبو اثنين عندما انتقد التشكيلة التي دخل بها المباراة التي جاءت لتؤكّد بأنه مدرب مفلس ولا يملك أي فكر تكتيكي، ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه المتابعون دخول فهد مبارك على الجهة اليمنى ونواف التمياط على الجهة اليسرى لتعويض غياب الشلهوب والاكتفاء بالغامدي وعزيز في العمق مع منح التايب فرصة التقدّم والربط بين الوسط وياسر القحطاني بكراته الماكرة كان داهية هذا الزمن ماركوس باكيتا له رؤية فنية ثاقبة تقوم على مبدأ خير وسيلة للدفاع الدفاع! فهذه فلسفته وتلك طريقته منذ مجيئه إلى أن يغادر غير مأسوف عليه، ذلك التخبيص التدريبي لم يدفع ثمنه سوى ذلك الجمهور العاشق، فما ذنب ذلك الرجل الذي اصطحب أولاده لاستاد الملك فهد بعد أن ألبسهم شعار الهلال، ما ذنب تلك المرأة التي تابعت دروس أطفالها وواجباتهم مبكراً ليتفرّغوا لمشاهدة المباراة، وما ذنب ذلك الطالب الجامعي الذي تحدى الظروف وحضر للاستاد أو شاهد المباراة عبر التلفزيون ثم داس على قلبه بعد الخسارة وتحامل على آلامه وذهب ليؤدي اختباره! ما ذنب هؤلاء جميعاً لكي يلعب بمشاعرهم مدرب أحمق أو لاعب مستهلك غير مبال بالكرات التي تمر من أمامه وتأخذ طريقها للمرمى الهلالي. إن على الإدارة الهلالية الجديدة بقيادة المهندس طارق التويجري الذي أتمنى له من الأعماق كل التوفيق والسداد بأن تعيد النظر في اللاعبين المستهلكين خصوصاً من بلغ منهم سن اليأس الكروي فقد باتوا عالة على الفريق وخزينة النادي تئن من المبالغ الطائلة التي يتقاضونها دون جدوى وإعطاء الفرصة للوجوه الشابة وضخ المواهب الناشئة في أوردة الفريق الأول خصوصاً في خط الدفاع، فهذا الفريق الأولمبي يتدرب طوال العام ولديه كادر فني متكامل ومع ذلك لم نشاهد أياً منهم يمثّل الفريق الأول! لكن عزاءنا بأن رجال الهلال لن يتركوا زعيم آسيا الأول يضيع في زحمة مشاغلهم وارتباطاتهم وأنهم سيقفون معه قلباً وقالباً، ثم أتوجه لجمهور الهلال الوفي بأن لا يضيق كمداً بعد الخسارة لأنها ليست النهاية، فالبطولة التي خسرها الهلال لم يزل يحمل الرقم القياسي في تحقيقها بواقع 10 ألقاب، إذن لم يزل الهلال هو البطل رغم الخسارة ولم يزل للزعيم مع قادم البطولات صولات وجولات.. ثم إن آخر بطولة حققها نجوم الزعيم كانت قبل 10 أشهر فقط وليس 10 سنوات! إذن لا مبرر لأي حزن وحتى لو خسر الهلال حزمة من البطولات لعدة سنوات لا قدّر الله أجزم بأن الجمهور العاشق سيظل على العهد وسيردد: أحبك ما تكفيني ولا يا قلبي وعيني أنا من كثر ما أحبك قليلة لجلك سنيني!! ودمتم سالمين.

بالمختصر المفيد

سبق لي في مقال سابق أن ذكرت أن جملة من الهلاليين يتمنون ملاقاة الاتحاد في النهائي لأنه الأسهل وما زلت عند رأيي فكانت المباراة في أيدي الهلاليين لولا الدعم اللوجستي الذي قدّمه باكيتا للاتحاديين!

عموماً الفوز الاتحادي في نهاية الأمر كان مستحقاً.

الفرحة العارمة التي ظهر بها الرئيس لها ما يبررها لأنها قد لا تتكرّر إلا بعد 3 سنوات!

النقل التلفزيوني للنهائي كان مميزاً وهو يصل للمشاهدين في أقطار آسيا وأوروبا وإفريقيا.

حتى وهو يخسر يظل الهلال كبيراً في تخفيف آلام البعض والتنفيس عنهم، ألم تروا حجم الفرحة التي ارتسمت على محيّا المحرومين من البطولات مع أنديتهم؟!

بعد حادثة نور مع الصحفي التي مرّت مرور الكرام ماذا بقي من الانضباط؟!

يبدو أن الشركة الراعية أسقط في يدها بعد أن استقر النادي المدلّل في مؤخرة الترتيب الأمر الذي قد يقود إلى إطلاق بطولة دوري أبطال (البلايستيشن) لضمان مشاركته!

ربما كان من محاسن مراسم التتويج مشاهدة الابتسامة العريضة غير المسبوقة لمتعهد إحضار الحكام الأجانب!

بعد أن كان الجمهور إياه يحمل شالات (11) نادياً محلياً عندما تقابل الزعيم أصبح شعار النادي الخليجي هو رقم (12) بهدف مؤازرته عندما يقابل ممثلي الوطن!! صورة مع التحية للوطنية!

محمد السالم


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد