Al Jazirah NewsPaper Sunday  10/06/2007 G Issue 12673
الاقتصادية
الأحد 24 جمادى الأول 1428   العدد  12673
الربيعان ل«الجزيرة»: تعطيل 60% من طاقة مصانع الأعلاف السعودية
سياسة الصوامع والغلال الإغراقية ودعم الشعير تعصف بصناعة الأعلاف

يشكل القطاع الحيواني جزءاً مهما من القطاع الزراعي في المملكة حيث يشكل 33% من الناتج المحلي الزراعي، وتشير إحصائية وزارة الزراعة إلى أن عدد الإبل في المملكة بلغ 862 ألفا والأبقار 352 ألفا والضأن 12مليونا و112ألف رأس والماعز 5 ملايين و643رأسا، وهذه الملايين من الثروة الحيوانية لاشك أنها بحاجة إلى توفير كميات كبيرة من الأعلاف، وتتجه معظم الدول إلى الأعلاف المصنعة لسد حاجة الثروة الحيوانية لديها، والمملكة تشهد تحركا نشطا لصناعة أعلاف إلا أن هذه الحركة تواجه العديد من المصاعب التي نتعرف عليها في هذا حوارنا مع المهندس عبدالله بن سليمان الربيعان الرئيس التنفيذي لشركة اراسكو..

بداية كيف تقيمون وضع صناعة الأعلاف فى المملكة؟

-وضع الصناعة كمجال استثمار صعب وخاصة أن منتجات صناعة الأعلاف تعتبر سلعا تمثل التكلفة والسعرعوامل رئيسة لنجاحها، وتقل الطاقة المستغلة فى مصانعنا عن 40% بجانب الصعوبات الكبيرة التى تواجهها فى قطاع الماشية وإلى حد كبير فى قطاع الدواجن، وتحتاج إلى الكثير من الجهد لتصبح صناعة مجدية للاستثمار وخاصة فى ظل توفر مجالات كثيرة أعلى مردود وأقل مخاطر .

** لكل نشاط صناعي معوقات، ما هي أبرز معوقات صناعة الأعلاف ؟

- الحقيقة أن صناعة الأعلاف فى المملكة قد واجهت وتواجه خلال الخمسة عشر عاما الماضية الكثير من المعوقات والصعوبات بعضها يتعلق بسياسات المملكة فى قطاع تغذية الحيوان، لعل أهمها وأكثرها تأثيرا هو سياسة دعم الشعير التى بدأت منذ أكثر من ثلاثين عاما التي نتج عنها قناعة الغالبية الساحقة من المربين وخاصة أبناء البادية أن الشعير هو أفضل الأعلاف لماشيتهم يضاف إلى ذلك رخص ثمنه وصعوبة منافسته من قبل مصنعي الأعلاف الكاملة أو الأعلاف التي توفر الطاقة وتحتاج إلى الألياف لإكمال المحتوى الغذائي التي تحتاج الشعير بالإضافة إلى مواد أخرى لإنتاج علف متكامل العناصر يوفر احتياجات الحيوان حسب الغرض من تربيته, مما خلق قناعة لدى الكثيرين من المصنعين بعدم الجدوى من العمل بهذا القطاع، وخاصة أعلاف الماشية، وتدني استغلال الطاقة المتاحة لتصل إلى أقل من 40%.

كذلك سياسة البيع الإغراقية التى تتبناها المؤسسة العامة للصوامع فى بيع منتجاتها من الأعلاف التي لا تأخذ باعتبارها تكاليف الإنتاج وخلق صعوبات للمربين الآخرين الذين يشترون بأسعار أعلى، وعليهم أن يتنافسوا كمنتجين بالسوق. يضاف إلى ذلك أن الغالبية الساحقة من المربين يحتاجون إلى تمويل لمسحوباتهم من الأعلاف مما يجعل مصنع الأعلاف شريكا في المخاطر التي يواجهها المربي. كما أن هناك معوقات وصعوبات أخرى تتمثل في سياسات البيع الإغراقية وخاصة فى قطاع الدواجن المستوردة من الكثير من الدول المصدرة في أوربا وامريكا مع محدودية الحماية التي تتوفر في المملكة للمنتجين مما جعل المنافسة شرسة وصعبة تنعكس سلبيا على مصنعي الأعلاف.

يضاف إلى ذلك جهل المربي بالكثير من الأمور المتعلقة بإدارة المزارع وأهمية الوقاية الحيوية لحمايتها من الأمراض وأهمية العمل بشكل جماعي للحد من انتشارها مع غياب البرامج الوطنية الشاملة لمكافحة تلك الأمراض مما أضعف وضع المربي والمزارع وأخل بوضعهم بالتزاماتهم المالية تجاه مصنعي الأعلاف وخلق وضعا صعبا لهم.

ولكن بدون شك أن إستراتيجية الأعلاف الجديدة التي أعلنت عنها وزارة الزراعة سيكون له أثر طيب في تحسين الوضع وتطوير الصناعة واقتصاديات الثروة الحيوانية في المملكة .

** هناك من يتحدث عن غياب الجانب البحثي لدى شركات صناعة الأعلاف في الوطن العربي، ما أبرز أسباب ذلك؟

- بالتأكيد عندما تكون الصناعة في وضع اقتصادي صعب فإن ما يخصص للبحث والتطوير هو غالبا محدود، ويصعب إقناع معظم المستثمرين فى جدوى ومردود الصرف عليه, ما عدا أولئك الذين يرون أنه خلال البحث يستطيعون أن يجدوا فرصا جيدة تحقق ميزة نسبية تجعلهم أو يجعل عملاءهم في وضع تنافسي أفضل . ونحن في شركة (اراسكو) قد استثمرنا الكثير في مجال البحث والتطوير في صناعة الأعلاف، وجرى تمويل الكثير من الأبحاث العلمية المهمة في قطاعات الثروة الحيوانية لقناعتنا بضرورة وجود تغيير جذري فى سياسة توفير الأعلاف في المملكة، وكذلك الحاجة إلى التطوير وتحسين الأداء للقطاع لنكون في وضع تنافسي ومستعدين للتعامل مع المتغيرات المتوقعة في هذه الصناعة محليا ودوليا يضاف إلى ذلك الحاجة إلى وضع المربي في وضع تنافسي جيد للتعامل مع تلك المتغيرات ومقاومة المنافسة الشرسة القادمة من الخارج لارتباط مصيرنا بمصيره.

** هل لديكم تقارير عن حجم سوق صناعة الأعلاف بالمملكة؟

- حجم الطاقة التصنيعية المتوفرة في المملكة بحدود 6 ملايين طن والطاقة المستغلة بحدود 40% من الطاقة، وسيعتمد حجم السوق المتاح على الإسلوب الذي ستطبق به الإستراتيجية الجديدة ومستوى الدعم الإرشادي الذي ستقوم به وزارة الزراعة.

** هناك من يتحدث عن منافسة شرسة تتعرض لها صناعة الأعلاف السعودية؟ هل تلمسون مثل تلك المنافسة؟ وما أبرز مظاهرها؟

- هذا صحيح فكما أسلفت تتعرض صناعة الأعلاف لمنافسة شديدة من الشعير بالنسبة لأعلاف الماشية ويتنافس وبشكل قوي مصنعو الأعلاف على سوق أعلاف الدواجن بجانب المنافسة غير المتكافئة مع المؤسسة العامة للصوامع.

** في المملكة نحو 40 مصنعا للأعلاف، كيف ترون إمكانية الاندماج بينها أو بين بعضها؟

- يوجد الكثير من الصعوبات أمام الاندماج، لعل من أهمها هو الاختلاف فى الإمكانات والأسس التي صممت وبنيت عليها تلك المصانع بجانب المواقع وأساليب المناولة وحجم هذه المصانع وإتلاف ثقافتها، لكن هذا لايعني عدم وجود امكانية اندماجات ولكن ستحتاج الكثير من التغييرات والتضحيات.

** هناك بعض الحوافز التي تمنح لمصانع الأعلاف هل ترون أنها كافية لدعم هذا النوع من الصناعات.

- الحوافز التي تمنح لمصانع الأعلاف لا تتناسب مع سياسة دعم الشعير يضاف إلى ذلك أن هناك حاجة ماسة لتغيير سياسة الدعم ولعل الإستراتيجية الجديدة ستعالج هذا الوضع، وسيكون لها مردود كبير على قطاع الثروة الحيوانية فى المملكة ووضعه التنافسي ورفع كفاءته، ولعل الحاجة ماسة الآن إلى مراجعة برامج الدعم لعملاء الصناعة من المربين الذين في بعض المجالات الهامة في مجالات الرعاية الصحية وخاصة بإيجاد خطط وطنية شاملة للقضاء على العديد من الأمراض المستوطنة، وكذلك في مجالات الإرشاد والتوعية والدعم الفني. وأتمنى أن يستغل بعض الوفر الكبير الذى سيحدث نتيجة للإستراتيجية الجديدة للأعلاف بدعم تلك النشاطات المهمة التي سيكون لها الأثر الكبير في تحسين أوضاع المربين الاقتصادية، وخاصة أبناء البادية ورفع القدرة التنافسية من خلال رفع الأداء.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد