Al Jazirah NewsPaper Monday  11/06/2007 G Issue 12674
الاقتصادية
الأثنين 25 جمادى الأول 1428   العدد  12674
طالبت بالتفريق بين صاحبات المال والأعمال ..حصة العون ل«الجزيرة»:
الأكاديميات وصيات على سيدات الأعمال .. والسبب مجلس الغرف!!

حوار - أحمد العتيبي

أوضحت سيدة الأعمال حصة العون أنه من الخطأ الاعتقاد بأن جميع صاحبات الأموال هن سيدات أعمال موضحة أن غالبية سيدات الأموال قد حصلن على أموالهن إما عن طريق الإرث أو ينحدرن من أسر ثرية.وألقت العون اللائمة على الغرف التجارية فيما يتعلق بمزاحمة الاكاديميات لسيدات الأعمال في الحصول على لجان الغرف التجارية، مشيرة إلى أن تخصصهن في مجالات علم النفس واللغة العربية لا يخدم القطاع الاقتصادي بالشكل المطلوب.

وقالت العون: إن تمويل المشاريع التدريبية والتعليمية الخاصة بسيدات الأعمال هو مؤشر ايجابي تشكر عليه وزارة المالية، متمنية أن تتاح الفرصة لكل صاحبات المشاريع التي تهتم بتنمية الإنسان عامة والمرأة خاصة، وتفعيل جميع المشاريع المجمدة التي لم تجد التمويل المناسب..الكثير من الآراء التي تصب في واقع المرأة تطرحها الاستاذة العون في حوارها مع الجزيرة، فإلى نص الحوار:

* ما هي الأسباب التي أدت إلى انعدام الفرص الاستثمارية لدىالمرأة والتي بدورها جعلت مشاركتها ضئيلة في سوق العمل على الرغم من صعوبة تجاهل أهميتها ومكانتها في سوق الاستثمارالسعودي؟

- الخوف وعدم أخذ الأمور بجدية وكثرة النصب والاحتيال عليها جعل المرأة تسعى جاهدة للحفاظ على أموالها، وقناعاتها بالإضافة إلى انعدام الخبرة والمغامرة والتفرغ التام؛ حيث إن بعض الثروات عادت على بعض السيدات عن طريق (الإرث) ولو لاحظنا إلى بعض صاحبات هذه الأموال والأرصدة لوجدناهن سيدات كبيرات في السن لا يتقن التجارة، والبعض منهن مجرد (شريكات) في شركات عائلية آلت إليهن عن طريق الإرث أيضا، لذلك من الخطأ الاعتقاد بأن جميع صاحبات الأموال (سيدات أعمال) لأن الغالبية منهن سيدات غنيات ينحدرن من أسر غنية فقط، وليس لديهن خبرة أو معرفة (بالمال والأعمال).

لذا المرأة التي ينطبق عليها لقب سيدة أعمال قليل، وهناك فرق بين من تملك المال والفكر والطموح والشجاعة للدخول إلىعالم المال والأعمال.. ومن تهاب هذا الوسط وتكتفي بالمتابعة أو الدخول في شراكات مضمونة مثل سوق الأسهم، ولو أنها استثمرت هذه الأموال المجمدة في مشاريعحيوية كإنشاء شركات ذات بعد تدريبي وصناعي يستفاد منها لكان هناك نقله نوعية وعائد ربحي على صاحبات المال، فالاستثمار فيالعنصر البشري مهم وجاد وذو عائد ربحي مضاعف.

* باعتبارك سيدة أعمال.. أين هو دور سيدات الأعمال من الحلول الايجابية لحل هذه القضايا خصوصا مع تزايد أعداد الخريجات الشابات ووجود التشبع في العديد من التخصصات والذي بدوره أدى إلى تقلص فرص التوظيف وتوفر الوظائف أمام هؤلاء الفتيات؟

- (الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأمثل للأوطان) استراتيجية أطلقتها منذ 7سنوات وعملت على نشرها إعلاميا وتبنيتها من خلال شركة الموارد البشرية النسائية التي تهدف إلىالتدريب والتأهيل المنتهي بالتوظيف، وإنشاء المدن الصناعية للأسر المنتجة كحل ناجح لمشاكل البطالة والفقر والجهل, هذا الثالوث المرعب.

طاولة الغرف أكثر رحابة

* ما رأيك باتجاه الأكاديميات في الجامعات إلى الدخول في المجال الاقتصادي من خلال عقدهن للمؤتمرات والاجتماعات ومزاحمة سيدات الأعمال في الحصول على كراسي لجان الغرف التجارية، رغم أن سيدات الأعمال هن أولى بهذه المقاعد؟

- للأسف الذي يقف خلف هذه الظاهرة هي الغر ف التجارية ومجلسالغرف، وذلك لتحييد وإبعاد سيدات الأعمال عن حقوقهن المسلوبة خاصة سيدات الأعمال الجادات، فقد تم الاستعاضة عنهن بالأخوات الأكاديميات، فعندما تتم دعوتهن يحضرن وعندما يطلب منهن عدم الحضور فهن يتمتعن بكل حقوقهن في قطاعاتهن الأكاديمية ولا تجرؤ واحدة من سيدات الأعمال (لاحتلال مقاعدهن) بأي شكل منالأشكال. والغريب أن عضوات اللجنة الوطنية بمجلس الغرف فاق عددهن (40 أكاديمية) والغالبية منهن أستاذات لغة عربية - علم نفس - علم اجتماع - تاريخ - جغرافيا - دراسات إسلامية.! فماذا يستفاد منهن في مجال الصناعة او التجارة ..؟!! نحن لا نمانع في تعاون أعضاء اللجنة ويمكن لنا أن نستفيد من استشارتهن في أمور خاصة ببعض المشاريع، وقد تم انسحاب غالبية سيدات الأعمال من هذه اللجنة، ونحن لم نشهد أساتذة ورجال العلم في الجامعات والكليات يحتلون مقاعد رجال المال والأعمال لكن المرأة للأسف توضع عليها امرأة أخرى كوصية لأسباب لا نعرفها، والغريب أن أستاذاتنا الموقرات لازلن يمارسن الحضور وتوزيع المهام بدون أي إحساس بالمسؤولية أو شعور بالخطأ، وفي المقابل لو حضرنا نحن كضيوف في جامعاتهن لا يسمح لنا بالمداخلات .. بالرغم من إنني طالبت بتشكيل هذه اللجنة عندما سلمت صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله (ملف المرأة السعودية) والمعوقات والحلول حول عدم مشاركتها، وقد كانت له عبارة شهيرة قالها لي (على خشمي) وقد كان عند وعده. كما أنني المرأة السعودية الوحيدة التي طالبت بتطبيق قرار مجلس الوزراء الخاص بالمرأة الذي احتوى على تسعة بنود وجميعها تصب في مصلحة المرأة، وتفعل نشاطها ومشاركتها وأنا أستغرب من عدم تفرغ هؤلاء الأكاديميات الفاضلات لحل مشكلات التعليم العالي ومساعدة خريجاتهن على التحصيل العلمي حتى يجدن وظائف عامة وخاصة بعد التخرج.. وبالمناسبة بعد انسحاب سيدات الأعمال عقدت جامعة الملك سعود مؤتمرا عن الشراكة بين التعليم العالي والقطاع الخاص، وطلبت مني المشاركة بورقة وحضور فعاليات المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام، لكن الغريب أن هؤلاء الأكاديميات الـ 40 لم يحضرن هذا المؤتمر ولم يشاركن أبدا، رغم أن هذا المؤتمر خاص بقضايا التعليم وعلاقته بالقطاع الخاص، فيبدو (إن طاولة الغرف التجارية أكثر رحابة).!!!

* على الرغم من دخول المرأة السعودية عدة مجالات استثمارية إلا أن استثماراتها اقتصرت على مهن معينة تدخل في الإطار التقليدي للمشاريع النسائية التي ارتبطت بها والتي لم تكن بتلك القوة والرحابة بحيث تستوعب قدرات النساء الادخارية.. فما هي الأسباب التي تحد من طبيعة دخول المرأة في مجالات استثمارية أوسع؟

- في مقدمتها عدم الوعي إلى جانب الخوف من بعض القوانين والأنظمة بالإضافة إلى عدم الاهتمام وأمور أخرى لا علم لي بها.

* ماهو شعورك في احتلالك المرتبة العاشرة في قائمة أقوى50 سيدة وذلك من خلال الإحصائية التي أعدتها مجلة فوربز العربية؟

- تفاجأت بذلك من بعض الإخوة والأخوات القراء، ولم أبلغ بهذا المنصب مسبقا، ولو كنت أعلم بالمسابقة (كان زينت الأجوبة لأحصل على المركز الأول) عفوا أنا أمزح .!!

* لبعض سيدات ألاعمال مشاريع عديدة ورغم خصوصيتها إلا أنها مشاريع غير مستنيرة، ولا تستطيع تحريك سوق اقتصاد الدولة برأيك ماهي الأسباب؟

- طبعا الوعي كما أسلفنا مسبقا والتخصص والقناعة المعنية والإصرار والصبر والالتزام والاستعداد النفسي والمالي والدراسات وأخيرا الابتكار والإبداع وعدم التقليد والمحاكاة.

* مارأيك باتجاه العديد من السيدات على ابتكار العديد من المشاريع الاستثمارية البسيطة من داخل منازلهن كتعاونهن مع بعضالمطابخ والمطاعم الكبيرة لإعداد الوجبات الرئيسية؟

- لا مانع في ذلك فالعمل في المنزل جزء من الحركة التنموية الوطنية وكل امرأة أدرى بظروف أسرتها.

* هل تعتقدين أن المحفزات والتسهيلات الحكومية باتت مشجعة للمرأة المستثمرة أم أن ذلك غير متوفر حتى الآن؟!

- المحفزات والتسهيلات ليست دائما تصب في مصلحة الوطن، فمن استطاع استصدار ترخيص استثنائي حاز عليه، ولكن المفترض أن الأنظمة قد خصصت لمصلحة الإنسان ولحفظ حقوق الطرفين على أن تتسم بالمرونة التي تساعد على نمو الاستثمارات.

* مؤخرا قدمت وزارة المالية دعما لإحدى السيدات لإقامة مشروعتعليمي في المنطقة الشرقية بمبلغ 4ملايين ريال.. كيف ترين هذه الخطوة؟

- نعم (تمويل المشاريع التدريبية والتعليمية) الخاصة بسيدات الأعمال هو مؤشر إيجابي تشكر عليه وزارة المالية، وأتمنى أن يعم الخير وأن تتاح الفرصة لكل صاحبات المشاريع التي تهتم بتنمية الإنسان عامة والمرأة خاصة، وأن تستمر هذه الخطوة في تفعيل جميع المشاريع المجمدة التي لم تجد التمويل المناسب خاصة من الدولة، وعلى سبيل المثال نحن لا نرغب أبدا في تمويل البنوك التجارية بشروطها؛ لأن الدولة حفظها الله تملك القدرة على دعم المشاريع التي تنمي الإنسان السعودي، لكن المطلوب تخفيف الشروط وتسهيلها والإسراع في الحصول عليها، دعما وعونا لكل المشاريع الحيوية.

سيرة ذاتية

حصة بنت عبدالرحمن العون:

- رئيس مجلس إدارة (شركة البداية القابضة)

- نائبة رئيس مجلس سيدات الأعمال بدول الخليج العربية (الناطق الرسمي) الأمين العام لمستثمرات العرب.

- الاستشارية الصناعية الأولى بالشرق الأوسط.

- صاحبة امتياز ودراسة المدن الصناعية للأسر المنتجة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد