Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/07/2007 G Issue 12694
وَرّاق الجزيرة
الأحد 16 جمادىالآخرة 1428   العدد  12694
من رجال الملك عبدالعزيز
عبدالله بن حلوان

كتب - عبدالعزيز محمد حلوان

في كل حركة من حركات التغيير والتوحيد والبناء لا بد من تكاتف نوعيات معينة من الرجال الذين يؤمنون بتلك الخطوات ويقتنعون بجدوى الهدف والفكرة التي يرمي إليها قائدهم، وفي عهد المؤسس والباني لأعظم كيان لدولة إسلامية عصرية الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - كان هناك رجال يعرفون جيداً الصفات التي توفرت في جلالة الملك المؤسس - رحمه الله - وتولى كل منهم جانباً مهماً من الجوانب المساندة لعملية التوحيد التي قادها الملك بنجاح، وقد ترك هؤلاء الرجال بصمات ناصعة خلدها تاريخ تكوين وتوحيد وبناء المملكة العربية السعودية، وتنبع تلك المواقف - عادة - من الإيمان العميق بضرورة التوحيد والبناء ومن الوطنية المتعمقة والمتجذرة في النفوس التي غالباً ما تكون موروثة عن مواقف الآباء والأجداد، وعبدالله بن حلوان من هذا النموذج الفريد.

هو عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل سلمان المشهور بعبدالله بن حلوان ولد في الرياض عام 1299هـ من أسرة اشتهرت في خدمة الدولة منذ أيام الدولة السعودية الأولى، حيث وجد فيه الملك عبدالعزيز القوة في القتال وإخلاصه ولما يتمتع به من عمق في التفكير لذلك حمله الملك عبدالعزيز ثقته في قيادة الجيوش والسرايا ولحرص عبدالله بن حلوان ولحبه لقائده الملك عبدالعزيز لم يجرؤ أن يخيب ظن قائدة ولو للحظة واحدة في ذلك الوقت.

كان عبدالله بن حلوان أحد رجال الملك عبدالعزيز وواحداً من أشجع قواده شارك في معظم المعارك وتولى قيادة الجيش والسرايا عدة مرات ومنها الأحساء فقد أرسل الملك عبدالعزيز آنذاك سريتين إحداهما بقيادة عبدالله بن حلوان لتحرير عقير وكذلك يقوم على شؤونها كأول والٍ على العقير وأول رئيس لميناء للمملكة كما شارك في حركة بن رفادة حيث أمر الملك عبدالعزيز عبدالله بن حلوان بقيادة سرية والتوجه إلى ضباء، كما شارك ابن حلوان في معظم الطرفية ومعركة الاشعلي ومعركة كنزان عندما فرحوا بشائعة مقتل الملك عبدالعزيز وإذا بالملك يحطم فرحتهم ويهزمهم ويرفع معنويات جنده ويعلن زواجه في تلك الليلة وقد أرسل الملك عبدالعزيز بعبدالله بن حلوان ليخطب له وكذلك شارك في ضم حائل ومعركة حصار جدة حيث كان بن حلوان قائد المدفعية.

ومن أقوال المؤرخين والأدباء الذين ذكروه نشر في صحيفة بتاريخ 4-3-1409هـ رقم العدد 5860 في صفحة (ضيف الجزيرة) حوار مع أحد رجال الملك عبدالعزيز وهو عبدالله بن سليمان بن إبراهيم القيعان حيث ذكر أن بن حلوان هو رجل المصاعب كما يسمى وكان معنا في حرب ابن رفاد وكان - رحمه الله - يسمى (أمير فوق العادة) حيث إن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - كان يعتمد عليه في مثل هذه المواقف فكان يتميز بشجاعة لا يصدقها إلا من يراه رحمهم الله جميعاً، ومنهم ممن ذكر ابن حلوان الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس في كتابه (تاريخ اليمامة) فقد ذكر أن أسرة آل حلوان هم رجال حرب ورياسة وإمارة أما عبدالله بن حلوان فهو أبرز رجال الملك عبدالعزيز وأشجعهم وفي كتاب (معجم اليمامة) عن أبطال الفداء ذكر منهم عبدالله بن حلوان، وفي كتاب للمؤلف إبراهيم بن عبدالرحمن بن خميس (أسود آل سعود وتجربتي في الحياة) إنه نادر في الشجاعة والحكمة والبسالة، وفي كتاب للشيخ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد حينما تحدث عن عبدالله بن حلوان قال إنه من الأسر المعروفة بنجد كان على رأس سرية تركها الملك عبدالعزيز في العقير بعد رحيل الأتراك وهو قائد الحملة التي قضت على فتنة حامد بن رفادة عام 1351هـ ويعد من أشجع رجال الملك عبدالعزيز وأثرهم بسالة وهو من الحسين من أهل الرياض وقد تحدث أحد الرواة المعاصرين للملك عبدالعزيز أن التاريخ يؤخذ من حلوان لأنه كان مع الملك عبدالعزيز تحت البيرق، وقد حصل على ألقاب عديدة منها ما لقبه الملك عبدالعزيز (حلوان) وصاحب المهمات الصعبة ولقب أيضاً أبو السرايا.

ويوجد برقيات ذكر فيها عبدالله بن حلوان ومنها برقية مستعجلة من عبدالله بن حلوان وابن سلطان إلى الملك عبدالعزيز يخبران فيها عن بداية المعركة وكيف كانت وماهي النتائج والظروف التي حصلت عام 1351هـ وبرقية أخرى من عبدالله بن حلوان إلى الملك عبدالعزيز مفادها تسلم الأغراض والأخبار بآخر المستجدات وما حدث أيام توليه إمارة العقير بعد أن أرسل من الملك عبدالعزيز ليحتل العقير وتوليه شؤون الميناء.

ويملك عدداً من الأسلحة ومنها بندقية مكتوب عليها عبدالعزيز آل سعود أهداها له الملك عبدالعزيز ومسدس من الغنائم من حرب الرغامة مكتوب عليه (المملكة الحجازية الهاشمية) وأخيراً في هذه النبذة المختصرة عن أحد رجال الملك عبدالعزيز حاولت أن أذكر بعضاً من ملامح رجال تلك الفترة التاريخية الذين عاشوا تحت لواء الملك عبدالعزيز وكانت وفاته عام 1382هـ وقد أرسله الملك سعود على نفقته إلى لبنان للعلاج واستضافه الملك فيصل (ولي العهد في ذلك الوقع) في الطائف.

* من كتاب رجال الملك عبدالعزيز.. عبدالله بن حلوان

للمؤلف.. تركي بن مساعد بن حلوان


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد