Al Jazirah NewsPaper Friday  07/07/2007 G Issue 12700
ملحق الطائف
السبت 22 جمادىالآخرة 1428   العدد  12700
مساجد وقصور الطائف وحصونها الأثرية شواهد على العراقة
الطائف لا تشبه إلا نفسها وآثارها رموز تميزها وسمة من سماتها

تحقيق - محمد عيد الوذيناني

الطائف مدينة لاتشبه إلا نفسها لتميزها بتاريخها وآثارها وبطبيعتها واعتدال جوها طول العام.

ومن أهم كـنوز الطائـف الأثـرية أنـها تضـم عـدداً من المساجد الأثرية نذكـر منهـا على سبـيل المـثال لا الحصر:

مسجد الكوع - ومسجد الخبزه - ومسجد عداس - ومسجد عبدالله بن عباس - ومسجد المدهون - ومسجد الهادي - ومسجد القنطره........الخ

ومن القصور الأثرية :

قصر شبرا التاريخي المعروف والمميز الذي أصبح رمزاً من رموز الطائف ولا يزال شامخاً ويحتوي الآن المتحف الذي يضم آثار الطائف .

وكذلك قصر الكاتب في حي السلامة وهذا القصر يحتفظ برونقه وجماله، وقصر الكعكي الذي اتخذه الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله سكناً له في وقت الصيف .

إضافة إلى العديد من القصور والدور القديمة التي نعرض للقارىء الكريم بعضاً من صورها . ويرجع الفضل في ذلك بعد الله إلى الاستعانه بكتاب ثراء الآثار في منطقة الطائف.

وكتاب بقايا الأمس.

للأستاذ المؤرخ حماد السالمي .

ولإعطاء القارىء فكرة موجزة بالكلمة والصور عن آثار الطائف نقدم له أنموذجاً مختصراً عن الطائف في الماضي .

بداية بالمساجد الأثرية والقصور القديمة ثم الحصون ومن أشهرها حصن الشاعر المشهور بديوي الواقداني.

مسجد عبدالله بن عباس

رضي الله عنهم

يتبادر إلى الذهن عند ذكر اسم هذا المسجد أنه الجامع الكبير في قلب الطائف، لكن الأصح إن المسجد هو أنه بناه الحبر عبدالله بن عباس رضي الله عنهما الذي يقع في المثناه في السفح الشرقي لجبل المدهون خلف قصر المثناه للأفراح، , وعلى يسار الخارج من الطريق السريع إلى المثناه العليا وقد بناه عند قدومه الطائف، ويقال بأن البناء الحالي هو الذي شيد أواخر العصر العثماني , والمسجد مربع الشكل تقريباً في مؤخرته فناء مكشوف مستطيل الشكل ، وبه نوافذ وأبواب على نمط إسلامي ، وهو مبني بالحجر الخالص ومسقوف بالخشب، وقد تهدم جزؤه الشمالي الشرقي .

( أما مسجد عبدالله بن عباس الجامع الكبير اليوم فيذكر العجيمي أن أول من بناه هو الخليفة الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيء بالله سنة 592 هـ )

مسجد الكوع

يسمى أيضاً مسجد الموقف، , ويقع أسفل جبل أبي زبيدة على يسار الذاهب من المثناه إلى الطائف،

, وهو ضمن منظومة مساجد المثناه

القديمة .

(ومسجد الكوع مربع الشكل تقريباً طوله 8 أمتار وعرضه 7 أمتار وارتفاعه 3 أمتار، وفي مؤخرته فناء مكشوف طوله سبعة أمتار وعرضه أربـعة أمتار، ويتكون المسجد من بائكتـين طـول كل منهما سبعة أمتـار وعرضها أربعة أمتار يفصل بينهما جـدار يـتوسطه باب معقود تكتنفه نافذتان صغـيرتان معقودتان، وعلى يمين الداخل من الباب يوجد محراب صغير بجانبه نافذة صغيرة مربعة الشكل، ويحيط بالمسجد سور صغير يتألف من أربعة مداميك ارتفاعه متر واحد، ومدخل المسجد إلى الشرق )

ويقال بأن الرسول (ص) عند قدومه إلى الطائف أول مرة وقف بهذا الموقع.

مسجد الخبزة

يقع مسجد الخبزة - بفتح الأول والثاني والثالث - في بستان الرقاب الكبير بالمثناه الغربية، قريباً من مسجد الكوع بأقل من 33 م ( وهو مربع الشكل في بنائه القديم كما وصفه المؤرخون، ولا ينبىء شكله الحالي بأنه مسجد أثري لما طرأ عليه من تغيير بعد تجديده، تقع مئذنته في الجزء الجنوبي الشرقي، وعلى يمين المحراب منبر مما يدل على أنه جامع قديم ) ولا يمكن أن نسترسل في وصف مسجد أثري تم تجديده وتغيير معالمه.

مسجد عداس

( يقع هذا المسجد في وسط بساتين المثناه الغربية إلى الشرق من مسجد الخبزة بنصف كيلو متر تقريباً، وهو مسجد صغير تم تجديده حديثاً , وتقام فيه الصلاة وينسب إلى عداس النصراني مولى عتبة ابني ربيعة ) والذي كان له مع الرسول (ص) عند قدومه إلى الطائف قصة مشهورة مذكورة في كتب السيرة .

مسجد القابل

سمي أيضاً مسجد القنطرة ومسجد المدهون نسبة إلى الجبل الذي يقع عند أسفله من الناحية الشمالية الغربية، وهو يقابل مسجد عداس، ومن موقعه يمكن مشاهدة جميع مساجد المثناه الأثرية ( الكوع- الخبزة- عداس- ابن عباس ) هذا المسجد متهدم لا يستفاد منه، تميزه منارة غاية في الجمال أسطوانية متدرجة ( وشكلها يذكرنا بالمآذن الملونة التي ظهرت في العصر العباسي في جامع سامراء الكبير ثم بمصر في جامع أحمد بن طولون , ويرجع بناؤه الحالي إلى أواخر العصر العثماني )

مسجد السدرة

هو أيضاً مسجد الصادرة كما ذكر المؤرخون القدامى في السيرة النبوية

, وهذا المسجد ينسب إلى الرسول

(ص) , ويقع عند القرن الأسود من نخب مما يلي بلاد وقدان شرق الطائف , وهي البقعة التي توقف فيها الرسول (ص) عند دخوله الطائف من جهة ليه .

ومسجد السدرة يبدو وقد تم إصلاحه , واختفت معالم المسجد الأثري المعروف , وهو مستطيل الشكل ، وملحق به ميضأة ومئذنة وتحيطه مقبرة من الجنوب مسورة.

الحصون والقرى الأثرية

في منطقة الطائف نحن في الواقع أمام كم هائل من الحصون التي تعتلي قمم الجبال أو تتوسط وتعلو البيوت المتلاصقة.

هذه الحصون وهذه القرى الأثرية المتهدمة هنا وهناك هي بقايا حياة كانت مفعمة بالعمل وبالكفاح، وفيها تتجلى حكمة الإنسان وبعد نظره وحاجته للآخرين، مما يجعله يقترب منهم في السكن على هذا النحو كما شوهد في قرية منيفة، وقرية العقرب، وقرى كثيرة غيرها .

العنصر الوحيد المستخدم في تشييد القصور خارج مدينة الطائف غالباً هو الحجر الذي يستخدم بمهارة في بناء حصن من دورين وأكثر، يخصص دوره السفلي لخزن الأغذية، والثاني للتحصين والدفاع عن القرية من خلال فتحات في الأعلى تسمح بالرؤية والمراقبة وتسمح بالتصويب من فوهة البندقية .

أما الدور فهي متلاصقة ولا يوجد سوى ممرات ضيقة، وقد تفتح على بعضها كانت تعبر عن مجتمع يعيش في الماضي ككتلة واحدة لا يستغني بعضه عن الآخر .

إن القرى في العادة تقام قريباً من الحقول ومصاب الأودية , وتكون مشرفة عليها من تلة أو جبل مرتفع , وفي حال وجود سد فإن القرية تقام قريباً منه على مرتفع، وقليلاً ما نجد حصناً يقوم وحده , ذلك أن القرية لا بد أن يلحق بها حصن أو أكثر وهذا أمر مشاهد في كل أودية الطائف وقراه، بل إن نظاماً فريداً لا بد أنه كان معمولاً به لرفع الماء من الآبار إلى بركة وسط قرية الحجاج بن يوسف في الصخيرة على ارتفاع قرابة 250 متراً، وهذه هي القرية التي كان بها حصن النغر الذي قال عنه العجيمي ( بأنه لثقيف وأن به 40 بيتاً وفيه بئر وهو بالقرب من مسجد الحجاج بن يوسف ). إن هذا الحصن من الحصون التي يعود تاريخها إلى ماقبل الإسلام , ولو استرسلت في بحث الحصون والقرى لتطلب الأمر عدة مجلدات , ولكني أكتفي في هذا الجانب بتقديم حصن له علاقة بشخصية شعبية وشعرية محبوبة , لا ينكرها أحد , ألا وهو حصن بديوى الوقداني .

حصن بديوى

في وادي نخب من بلاد وقدان يقوم حصن جميل منيع على هضبة صخرية صغيرة في متسع تحيطه أشجار برية، وحوله بساتين مزروعة شرق الطريق السريع من جهة المعارض، أو المنطقة الصناعية حالياً هذا الحصن ينسب إلى شاعر وقدان المشهور ( بديوي الوقداني ) الذي توفي عام 1296 هـ، وهو شاعر نبطي لا زال الناس على كافة طبقاتهم يرددون أشعاره في الحكمة والغزل، وله شعر فصيح، ولكن أشعاره على كثرتها ضائعة لم تجمع والحصن المشهور مكون من دورين، الأول للسكن، والثاني برج مراقبة وحوله أبنية ودور قديمة .

قصر شبرا

قصر شبرا يعتبر من رموز الطائف الأثرية ولا يزال هذا القصر شامخاً وقد أمر ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتجديده وترميمه والآن يحوي متحف الآثار.

بيت الكاتب

ويعتبر معلماً أثرياً في حي السلامه ولا يزال هذا البيت قائماً بصورته الحالية يحتفظ بمعماره المميز.

منزل قديم في حي السلامة

هذا المنزل الأثري يعطي دلالة على مدى قدرة المعماري السعودي على إجادة البناء بالحجر ولا زال هذا المنزل يتميز ببنائه المميز بالحجر.

قصر محمد عرب

بالمثناه

هذا القصر لايزال يحتفظ بشكله الواضح بالصورة في حي المثناه على أحد مرتفعاتها منزل قديم في حي قروي هنا يتضح فن البناء بالحجر الخالص والذي كان يجيده المعماري السعودي في السابق.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد