Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/08/2007 G Issue 12731
أصداء
الثلاثاء 24 رجب 1428   العدد  12731
المصحف الشريف كله على صفحة واحدة وفي أصغر مصحف

ضمّت مكتبة الإسكندرية مؤخراً إلى مقتنياتها لوحة جدارية نادرة تضم آيات القرآن الكريم كله في صفحة واحدة، وتبلغ مساحة اللوحة 125سم طولاً ? 75 سم عرضاً، وكتب اللوحة التي استغرقت شهرين كاملين بالخط الفارسي الغباري الخطاط المصري محمد إبراهيم الأفندي، أحد أساتذة مدرسة تحسين الخطوط العربية الملكية، وكان انتهاؤه منها حسب توقيعه عليها يوم الأحد 24 من جمادى الأولى 1364هـ، الموافق 6 من مايو 1945م، وكان الخطاط أهدى لوحته إلى الملك فاروق الأول في العيد التاسع لجلوسه على العرش سنة 1945م.. ويشار إلى أن محمد إبراهيم أول من كتب القرآن الكريم كاملاً على صفحة واحدة في تاريخ الإسلام.

ومن جانب آخر، يطالب الشاب اللبناني حسن عبد ربه موسوعة جينس للاعتراف بمصحفه بصفته أصغر مصحف في العالم، وهو مصحف كامل مذهب، وقد ورث حسن عبد ربه المصحف عن جدته التي ورثته بدورها عن جدها، ويعود عمر المصحف إلى أكثر من 150 عاماً، ولا يتجاوز طول صفحات المصحف 1سم.

نظرة تاريخية

سُمّي هذا النوع من الكتابة الدقيقة التي لا ترى في الغالب بالعين المجردة بالكتابة الغبارية لأنه يشبه ذرّات الغبار، وقد عُرف هذا النوع من الكتابة في التراث العربي لدى مجموعة من الخطاطين، كما عُرف في المراسلات السياسية المشفّرة التي يطيّرونها بالحمام الزاجل.. وقد تنوّعت أشكال الكتابة في التراث كالكتابة على حبات الأرز والقمح، وعلى البيض، وعلى قطعة صغيرة جداً من الورق.. ومن أشهر الخطاطين وأقدمهم في الكتابة الغبارية:

(1) الخطاط عز الدين جواد بن سليمان بن غالب بن معمر بن مغيث بن أبي المكارم بن حسين بن إبراهيم اللخمي (ت756هـ)، ويعرف بابن أمير الغَرب، قال عنه ابن حجر في (الدرر الكامنة) 2/ 91: (كتب مصحفاً مضبوطاً يقرأ في الليل، وزنه كله أوقية بالمصري، جلده من ذلك خمسة دراهم، وكتب آية الكرسي على أرزة).. وترجمه الزركلي في (الإعلام) 2/ 142.

(2) الخطاط إسماعيل الزُّمُكْحُل (ت788هـ)، قال عنه ابن حجر في (الدرر) 1/ 458- 459: (كانت كتابته للخط الدقيق إلى الغاية، لا يطمس واواً ولا ميماً، فلم يكن يدركه أحد في ذلك، حتى كان يكتب سورة الإخلاص على أرزة، وكتب من المصاحف اللطاف شيئاً كثيراً).

(3) الخطاط صالح بن يحيى بن يونس الموصلي السعدي (المقتول سنة 1244هـ)، ترجمه الزركلي في (الإعلام) 3/ 198، وهو شاعر وخطاط بارع، وكان عجباً في كتابة الخط الدقيق، وله ألواح رائعة في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد، ومن آثاره دائرة قطرها 3سم كتب فيها سورة (عمّ يتساءلون) كاملة.

(4) الخطاط اللبناني الدرزي نسيب بن سعيد مكارم (ت1391هـ)، وهو من نسل الخطاط عز الدين جواد بن سليمان اللخمي المذكور قبل قليل، برع في الخط والكتابة الدقيقة بالعين المجردة على البيض وحبّات الأرز والقمح والعدس، ومن تحفه حبة أرز كتب عليها أربع سور من القرآن، هي الفاتحة والإخلاص والفلق والناس.. وله عجائب كثيرة، وأقام معرضاً في بعبدا لمجموعة من لوحاته قبل وفاته بأيام سنة 1391هـ، وقُلِّد في حفل افتتاحه وسام الأرز الوطني، وترجمه الزركلي في (الإعلام) 8/ 18.

(5) الخطاط محمد طاهر بن عبد القادر بن محمود الكردي (ت1400هـ)، كاتب مصحف مكة المكرّمة، قال محمد علي مغربي في ترجمته في (أعلام الحجاز) 2/ 323: (ولقد بلغ من إتقان الشيخ طاهر لفنون الخط أنه كان يكتب بعض قصار السور مثل سورة الإخلاص على حبة من الأرز، وقد أهداني بعض هذه الحبات من الأرز المكتوب عليها بعض قصار السور، وقد فُقدتْ ضمن ما فُقد من أوراقي، ولكن صديقنا الشيخ محمد نور جمجوم، رجل الأعمال المعروف، لا يزال يحتفظ بحبة من الأرز بكتابة طاهر الكردي رحمه الله، وقد أطلعني عليها في هذه الأيام، ولعل عمرها يزيد عن الأربعين عاماً - أكثر من الستين اليوم -).. ويشار إلى أن لدى أحفاد الكردي في جدة بعض من هذه الحبات حتى اليوم.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد