Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/08/2007 G Issue 12743
الاقتصادية
الأحد 06 شعبان 1428   العدد  12743
رؤية اقتصادية
هل أصبح السفر كابوساً مخيفاً؟
سلطان بن محمد المالك

بدأت مقالي بتساؤل، ولعل ما سأتطرق إليه في ثنايا المقال يقدم بعض الإجابات عنه!!

فقد كان السفر للخارج في السابق ميسراً للغاية ولا يتطلب من الشخص إلا الحاجة للسفر وتوفر المال، فإجراءات الحصول على تأشيرات السفر من السفارات الأجنبية سهلة وميسرة جداً، وبالإمكان الحصول على أكثر من تأشيرة من أكثر من سفارة أجنبية في اليوم الواحد. إلا أنه وكما يعلم الجميع وبعد أحداث (الحادي عشر من سبتمبر) تبدل الحال رأساً على عقب، وظهرت العديد من الصعوبات والعقبات التي تربك الراغب في السفر، فصعوبات السفر تبدأ من البدء في طلب الحصول على تأشيرة من إحدى السفارات الأجنبية والتي فرضت شروطاً وطلبات قاسية جداً، وبعضها صعب التحقيق، علاوة على ذلك فالحصول على التأشيرة يتطلب من الشخص قبول بعض التنازلات والتي في بعض الحالات تصل إلى درجة (الإهانة والإذلال) التي لم نعتادها، ومخطئ من يعتقد أن الحصول على تأشيرة الدخول للدولة المراد السفر لها هو نهاية المطاف، بل إن هناك مفاجآت عديدة تنتظر المسافر منذ توجهه للمطار، ولعلي ألخص أهمها ومن ملاحظات وقفت عليها بنفسي، فالخروج قبل الرحلة بساعتين أصبح غير كاف، بل يجب الذهاب على الأقل قبل الرحلة بثلاث ساعات بسبب التشديد في الإجراءات الأمنية في كل المطارات وعلى المسافر التواجد مبكراً والوقوف في طوابير (مملة) مهما كانت (درجة إركابه) قبل تسليم عفشه واستلام كروت الصعود للطائرة، كما فرضت أنظمة جديدة تنص على ألا يتجاوز وزن الحقيبة 32 كيلو بأي حال من الأحوال وما زاد يجب إخراجه من الحقيبة.

وقبل الوصول لصالة انتظار ركوب الطائرة سيمر الراكب على نقطة تفتيش أخرى وهنا يجب عليه عدم حمل أي سوائل حتى علبة (مياه صحية) لإرواء عطش أطفاله تعتبر ممنوعة والعطورات والمستحضرات التجميلية بكل أنواعها يجب ألا تزيد على 100 ملم وإلا سيكون مصيرها سلة المهملات.

وبعد.. أتساءل: لماذا السفر، إذا كنا سنتعرض لكل ذلك وأكثر، فالواحد من خروجه للمطار يعيش في رعب لحين استلام أمتعته ووصوله إلى مقر إقامته. هذا بخلاف التحقيق والأسئلة التي يتعرض لها البعض من قبل الجوازات والجمارك لبعض الدول الأجنبية التي لا تخلو أبداً من الاستهزاء والاستفزاز، ولا يفرق فيها بين الشاب والرجل والعائلة فالجميع معرض لتلك المواقف.

ولديَّ تساؤل موجه إلى المكاتب السياحية والخطوط الناقلة، أين دوركم في توعية المسافر وإبلاغه بجميع الأنظمة والإجراءات الجديدة؟ لماذا لا يتم إبلاغ الراكب بمثل هذه الأنظمة الجديدة لكيلا يتعرض للمساءلة والمواقف المحرجة؟

ختاما، أنا لم أتطرق لمشكلات تأخير الرحلات وفقدان الأمتعة بسبب ما ذكر فتلك مشكلات أخرى لا يسع المجال للحديث عنها، لا اعتراض على النظام والحذر واجب ومهم جداً.

ونسأل الله أن تنتهي وتزول كل المسببات التي أدت إلى ذلك وأن يعود كل شيء كما كان وتعود متعة السفر والتجول داخل المطارات كما كانت في السابق.

Fax2325320@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7410 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد