Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/08/2007 G Issue 12753
الرأي
الاربعاء 16 شعبان 1428   العدد  12753
رحيل الموسوعة الشيخ عبدالعزيز الصرامي
عبدالعزيز بن ناصر البراك- وزارة التربية والتعليم

في يوم الثلاثاء الموافق 24-7-1428هـ انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ عبدالعزيز بن محمد الصرامي عن عمر ناهز السبعين قضاه في خدمة دينه ووطنه باذلاً جهده ووقته في ذلك، فقد ترعرع منذ نعومة أظافره في بيت علم وتعليم فقد كان جده الشيخ عبدالعزيز بن صالح الصرامي قاضياً لمدة 30 سنة، كان خلالها يقوم بالتدريس لطلبة العلم في جامع الدلم ومن بعده جاء ابن الشيخ محمد والد الشيخ عبدالعزيز الصرامي الذي أثر في حياته حيث درس على يديه مبادئ الشريعة وحفظ القرآن الكريم، بعد ذلك تتلمذ على يدي العلامة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - إبان قضائه في الخرج في الفترة من 1357 - 1371هـ، وبعد افتتاح مدرسة بن عباس الابتدائية في الدلم عمل مدرسا فيها ثم مساعدا لمديرها أخيه الشيخ صالح بن محمد الصرامي ثم مديرا للمدرسة وإماماً وخطيباً لجامع المحماض جنوب الدلم وإماماً لمسجد الفرخة بالدلم، بعد ذلك انتقل إلى وزارة العدل وترقى فيها حتى أصبح رئيسا لكتاب الضبط في محكمة الرياض الكبرى حتى أحيل على التقاعد في عام 1413هـ بالإضافة إلى ذلك كان إماما وخطيباً لجامع الشواعر بحي سلام فترة طويلة لما يتميز به من صوت جهوري جميل وقد شغل نفسه بعد تقاعده بكثرة الإطلاع وتسجيل المعلومات التاريخية وتلاوة القرآن الكريم حيث كان يبقى ما بين المغرب حتى آذان العشاء في المسجد تالياً للقرآن، وقد عرف عن الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله - أنه شخصية متعددة المواهب وذا حافظة قوية فقد كان - رحمه الله - يحفظ المتون الشرعية والأدبية ويحفظ كثيراً من القصائد القديمة التي كان يلقيها بصوته الرخيم المؤثر كما كان مرجعاً في التاريخ وبالأخص تاريخ الدلم والخرج بصورة عامة وله اهتمام كبير بمآثر العلماء والقضاة وقد استفدت منه أيَّما استفادة، حينما كتبت عن علماء الخرج وكان يراجع ما هو مكتوب عنهم كما زودني بالوثائق المهمة لهم إذ أن أغلب هؤلاء كان سيطويه النسيان لعدم التوثيق لحياتهم ومنهم جده الشيخ عبدالعزيز بن صالح الصرامي قاضي الخرج في عهد الملك عبدالعزيز - رحمهما الله -. وقد سجل ذلك في كتاب علماء وقضاة الدلم، حيث كان الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله - من المشجعين لي في ذلك.

وإلى جانب ذلك كان لطيف المعشر باشا هاشاً لزواره ومحبيه يمتعهم بأنواع الطرف والآبيات الشعرية المتعددة الأغراض كل ذلك كان من ذاكرته، كما يزور أحبابه في أماكنهم للسؤال عنهم والتبسط بالحديث معهم كما كان - رحمه الله - كريماً لا تمر فترة إلا ولديه ضيوف حيث يتولى الدعوة للأشخاص بنفسه ويفرح بحضورهم، وكان حريصا على صلة الرحم يسأل عن الصغير والكبير منهم، فكان في المناسبات يبادر كبارهم ويلاطف صغارهم ويحرص على زيارة مرضاهم، كما يسهم في التخفيف عن مصائبهم ويحرص على مواساتهم، وكان صبوراً محتسباً عانى من المرض الذي أقعده أكثر من أربع سنوات ومع ذلك لم يكن يشتكي أو يتوجع، بل كان يحرص على ملاطفة زواره والترحيب بهم والسؤال عنهم وعن أحوالهم.

وفي الختام أتطلع أن يتم تزويدي بأي معلومة تضاف لهذا المقال من محبيه ومعارفه وهم كثر سائلاً المولى أن يتغمده بعفوه وأن يسبغ عليه شآبيب الرحمة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد