Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/09/2007 G Issue 12775
الريـاضيـة
الخميس 08 رمضان 1428   العدد  12775
في ظل العشوائية الداخلية
هل ينجح احترافنا الخارجي؟

جاءت تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بعد نهائيات كأس آسيا الأخيرة بشأن تبنيه بشكل شخصي مسألة احتراف اللاعب السعودي خارجياً، ورؤيته التي أجمع عليها الجميع من أن تطور الكرة السعودية يأتي أولاً من خلال احتكاك اللاعبين.. وهذا لن يحدث إلا بتسهيل ودعم الاحتراف الخارجي للاعبين، ومع هذا التوجه والحرص الكبير الذي أبداه سموه تنبعث ثمة أسئلة كبرى لا نوجهها نحن كمتابعين ورياضيين، بل مصدرها الأندية الأوروبية التي تستهدف لاعبينا ليحترفوا فيها، وهي عن حقوق تلك الأندية تجاه اللاعبين السعوديين في ظل عدم وضوح الأنظمة الكروية لدينا، وإننا رغم وصولنا للعالمية أربع مرات ما زلنا نسمع عبارة (حتى إشعار آخر) كما وردت في إيقاف خالد عزيز.

السؤال الكبير الذي يطرح نفسه، هل الأندية الأوروبية تجهل مستوى لاعبينا وقدراتهم وهم الذين وصلوا للعالمية أربع مرات..؟ في مقابل أن محترفين من كوريا واليابان والصين وحتى من فيتنام وتايلند يحترفون في أوروبا وهم أقل مستوى ومهارة وأداء من لاعبينا.. وهنا ينتفي افتراض أن الأندية الأوروبية لا ترغب في لاعبينا لأنها تجهلهم أو لا تثق في قدراتهم، بل لأسباب أجزم أنها تتعلق بأنظمتنا الاحترافية التي تتعامل مع اللاعب..!!

تصوروا مثلاً لو أن خالد عزيز كان في بلد أوروبي، وحدث منه ما حدث في معسكر المنتخب، هل سيقبل النادي الأوروبي أن تضيع ملايينه واستثماراته في اللاعب بقرار (إيقاف) سنة كاملة.. إن موقف الإعلام الأوروبي والعالمي من كرتنا ما زال يحمل ذات الفكرة والرؤية، من أننا شعب يحب الكرة لكنه لا يتقن (إدارتها!!) وحملاتهم التي تتردد في صحفهم بعد (إقالة) أي مدرب يأتي لكرتنا لم يحمل ولو لمرة واحدة هناك أنه حرص على تطوير الكرة.. بقدر ما حمل على صيغ وصور أخرى.. لعل أبسطها التدخل في عمل المدرب..!!

وأعود للحديث عن احتراف اللاعب الخارجي، فأقول إن المهم قبل أن نبحث عنه، أن نؤهل ونهيئ أنفسنا له، بتطوير أنظمتنا ومراجعة كيفية تعاملنا مع الوقائع التي تواجهنا، إذ إننا - مع الأسف - ما زلنا نتعامل مع رياضتنا وفق الانتماءات والميول، وليس وفق أن ما يقرر (يخدم) الرياضة في المملكة أو يهدمها..!!قضية خالد عزيز تكشف أننا ما زلنا نتعامل مع اللاعب بنظرة صغيرة لا تليق به، وتجعله مهما بلغ من مجد وشهرة وخدمة لمنتخب بلاده، لا يفرق بينه وبين أي لاعب آخر، هذا على صعيد اللاعب ذاته.أما الأندية، فهي بالتأكيد تأتي في آخر الاهتمامات ولعلي هنا أسأل: ماذا لو كان لاعبو القادسية يلعبون في نادٍ أوروبي أو حتى عربي، هل سيتم (انتزاعهم) من أنديتهم وحرمانهم منها كما يفعل مع القادسية مثلاً.. الذي صارع العام الماضي على البقاء وها هو يكرر الدرس هذا العام..؟ أجزم أن التعامل سيختلف، بل حتى قرارات الإيقاف التي اتخذت بحق محمد نور أو خالد عزيز لن نراها البتة، وهنا بالتأكيد سيرجع الأمر إلى تقدير الاتحاد السعودي (لحق) النادي الخارجي بلاعبيه، وهذا (التقدير).. أليس أولى به نادي الوطن..!!؟ خسر الهلال (حقه) في البطولة الآسيوية.. بسبب (معسكر) سبق كأس العالم بشهرين..!! هل سيحرم برشلونة أو أرسنال أو حتى السد القطري من لاعب سعودي محترف لو كان أحد لاعبيه..!!؟ المنطق والواقع يقول غير ذلك، ومعه ينطلق السؤال المؤلم الأكبر: لماذا يكون (تكريمنا) لمن (يخدمنا) من أنديتنا بهذه الصورة..!!؟ التي تحرم النادي من لاعب قام بتدريبه وتأهيله وصرف عليه ملايين لأجل أن يظفر بعقده؟ أليس (جحا أولى بلحم ثوره..!!؟) مع الاعتذار على المثل.. أليست أنديتنا أحق بالتقدير (النظامي) الذي يحترم (اللوائح) والقوانين، ويحفظ للوطن حقه، ولأندية (الوطن) حقها..!!؟ ومن زاوية أخرى، هل سنجد شركات تبادر بتوقيع عقود استثمارية أو ما يشبه شراء الأندية كعقد الهلال مع موبايلي، وهي تحرم من أن ينافس من ترعاه في البطولات العالمية بسبب أنظمة غير واضحة، ومعسكرات غير مجدية، وإيقافات للاعبين بدون أسباب مقنعة أو مقبولة..!!؟ إنني أناشد سمو الرئيس العام الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل مع حرصهم الكبير وقدراتهما المتميزة في إدارة شؤون المنتخب والكرة السعودية، أن يبادرا إلى (غربلة) اتحاد كرة القدم، ولا بأس من الاستعانة بخبراء أجانب، وفتح قنوات تواصل مع الجامعات السعودية لترشيح المتخصصين والأكاديميين والخبراء للعمل في الاتحاد وتزويده بالدراسات والرؤى العلمية، بعيداً عن (تكرار) الأسماء التي ربما تكون قد فشلت في مهماتها السابقة ومن باب أولى ستفشل بهذه المهمة، فبلد فيه أكثر من 22 مليون نسمة نسبة المتعلمين منهم تصل إلى 85% لن يعجز عن إيجاد عناصر مؤهلة ومتميزة في (خدمة) وطنها وبلدها بكل إخلاص وسمو..

سليمان التركي - بريدة


abumohmd@naseej.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد