أتى التحرك الجديد للنهوض بدور المجالس البلدية من جديد، بهدف السعي نحو توافر حراك تنموي يحقق تطلعات أفراد المجتمع، ويسهم في إيجاد نقلة تطويرية في الشأن البلدي على وجه الخصوص، وكان هذا التوجه المحمود محل تقدير وإعجاب من لدن كافة سكان المملكة مواطنين ومقيمين، ومما زاد الجميع إعجاباً ورضى هو أن نصف أعضاء هذه المجالس منتخبين من قبل الأهالي، بمنهجية ديمقراطية تؤكد سلامة هذا التوجه المؤسساتي المأمول، وكأمر طبيعي شرع المرشحون لعضوية هذه المجالس بتقديم برامجهم الانتخابية، وكنا قد قرأنا العديد من الوعود، والآمال التي رسمها هؤلاء المرشحون لناخبيهم، إلى درجة قرأنا عن البعض ممن نال مقاعد في هذه المجالس أنه يؤكد استقالته أو طلبه التقاعد المبكر من وظيفته الحكومية ليتفرغ للعمل في المجلس البلدي التابع له، ولعلي هنا أتطرق بحكم إقامتي في مدينة الرياض عن دور المجلس البلدي لمدينة الرياض، وهنا لابد لنا من القول عن هذا المجلس من منطلقين، المنطلق الأول: أن مشاركة هؤلاء الأعضاء وعلى وجه الخصوص المنتخبين هي مشاركة تطوعية، وإن كان هناك من مكافأة مالية عن الجلسات فهي لا تقارن بارتباط العضو بعمل وطني كهذا، ولهذا يقدر لأعضاء المجلس المشاركة الوطنية في مثل هذه المجالس، أما المنطلق الآخر فهو توجيه عتاب لأعضاء المجلس خصوصاً أولئك المنتخبين من قبل جمهور الناخبين الذين توجهوا آنذاك إلى صناديق الاقتراع، وكان يحدوهم الأمل والتطلع في أن من انتخبوه سوف يكون شخص قريب منهم، ومن طلباتهم البلدية المشروعة، فمنذ بدء أعمال المجلس البلدي بالرياض لم يسبق أن قرأنا عن عضو في هذا المجلس معلناً رقم اتصال له سواء رقم فاكس أو هاتف، أو أنه يحدد مكاناً وزماناً معينين في الأسبوع أو الشهر لاستقبال ساكني مدينة الرياض، وفي لقاء أجرته صحيفة الرياض في العدد (14238) مع المهندس طارق القصبي نائب رئيس المجلس البلدي بالرياض، قال فيه: إن المجلس يعقد لقاءات أسبوعية مع المواطنين في الأحياء، وأقول هنا أنني من سكان حي الملك فهد ولم أسمع عن لقاء جرى فيه، وذكر أن هناك هواتفاً لاستقبال أي شكوى أو استفسار، ولم يسبق أن قرأنا عن أرقام الاتصال هذه، خصوصاً أنه كان من المفترض أن تذكر على الأقل ضمن هذا اللقاء الصحفي مع نائب رئيس المجلس، بالرغم أنه من الواجب أن تظهر لنا إعلانات أسبوعية تنادي الجميع بتلقي الاتصالات على هاتف مجاني أو غير مجاني لسهولة التواصل مع المجلس، ثم إن المهندس القصبي قد أبدى رضاه عن إنجازات المجلس، وهذا تقديره الخاص، ولكن نحن كمواطنين لنا تقييمنا وآراؤنا التي قد تختلف كثيراً عن تقدير الأعضاء لإنجازاتهم، ونقدنا القائم تجاههم حتى اللحظة، وعلى أي حال لابد أن يدرك المجلس أن لدينا العديد من الأسئلة والتطلعات التي نرى أنها لن تتحقق في ظل عدم تفعيل دور المجلس من جوانب عدة، أهمها إيجاد نقلة تطويرية في الرقابة البلدية، والمضي قدماً في بناء جسر إعلامي مع الجميع، إضافة إلى تبني مقترحات وآراء ساكني المدينة من أهالي ومستثمرين، تحقيقاً نحو تطلعات مجتمعية مأمولة من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية.