Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/10/2007 G Issue 12813
رأي الجزيرة
الأحد 17 شوال 1428   العدد  12813
تعقيدات التسوية في دارفور

مع تخلف فصائل كبرى عن محادثات السلام السودانية الخاصة بإقليم دارفور، فإن المنظمين لم يفقدوا الأمل في انضمام الرافضين وذلك من خلال تمديد أمد المحادثات ربما لتستمر أسابيع بدلا من عدة أيام، بل إن مبعوث الاتحاد الإفريقي قال إن الذين لم يحضروا بحجة عدم التوصل إلى رؤية مشتركة بين الفصائل يمكنهم مواصلة مشاوراتهم في سرت بليبيا حيث تجرى هذه المفاوضات.

ومن الواضح أن مصاعب جمة تحيط بهذه المحادثات، لكن المصاعب الأخطر هي التي يعاني منها أهل دارفور أنفسهم، ولذلك فإنه من المتوقع أن تتزايد المعاناة طالما ظلت المواقف السياسية للفرقاء متباعدة، بل إنه حتى في صفوف المعارضة المسلحة هناك انقسامات متواصلة، حيث يتحدث الناس عن حوالي 20 فصيلا يحملون السلاح، بينما كان هناك فصيلان في سنوات الصراع الأولى قبل أكثر بقليل من ثلاثة أعوام.

وأي تعقيدات على صعيد جهود التسوية تنعكس فورا على الأرض لتزيد من تفاقم ظروف هي صعبة أصلا، لذا يبدو من الضروري أن تركز مختلف الأطراف على الحد الأدنى من التوافق الذي يمكن من خلاله تخفيف ظروف الحرب الصعبة على المدنيين.

وتحيط بالمشكلة بالإضافة إلى الصراعات الداخلية تعقيدات التنافس الدولي التي تتقاطع وفقا للرؤى الإستراتيجية للقوى العظمى التي تنظر إلى مناطق الصراع في أي مكان في العالم وفقا لرؤية ذاتية صرفة لا تتوافق في معظم الأحيان مع المعطيات والتطلعات المحلية.

ومهما كان الأمر فإن المسؤوليات المتعلقة بأوضاع المدنيين وتشردهم وتعرضهم للقتل وغير ذلك من أهوال الحروب ينبغي أن تجعل الفرقاء أكثر التزاما تجاه هؤلاء الضحايا، من خلال الإصرار على التسوية السلمية، وهي تستوجب في هذه الحالة التقليل من سقف المطالب لكل فريق وذلك بابتدار صيغة تجعل الجميع مستعدين لإبداء التنازلات التي بدونها لا يمكن الوصول إلى التسوية المنشودة.

لقد انقضى الكثير من الوقت في البحث عن السلام، وبدلا من ذلك فإن الذي يحدث هو أن الصراع يزداد تعقيدا، ومن الواضح أن المسألة تحتاج إلى مبادرات جسورة تتجاوز مجرد الطموحات السياسية لكل فصيل وصولا إلى هموم الإنسان العادي في دارفور الذي يتطلع إلى السلام والى التنمية والى مقومات العيش الكريم.

وتبدو المسألة في دارفور ذات شقين، فهناك ما يتعلق بتوافق الفصائل فيما بينها وإزالة خلافاتها سعيا نحو رؤية مشتركة من جانب، وصراع كل هؤلاء مع الحكومة وهو الأمر الذي يفترض أن يكون موضوعا لهذه المفاوضات.








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد