Al Jazirah NewsPaper Friday  02/11/2007 G Issue 12818
أبناء الجزيرة
الجمعة 22 شوال 1428   العدد  12818
الستّ تَتَر

من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال

حكاية شعبية من مصر

الراوي: عثمان سعيد حامد

الجامع: أحمد عبد الرحيم

كان فيه ثلاث أخوات يتيمات، يغزلن القطن، ويبعن الغزل في السوق، ويشترين بما يكسبن ما يلزمهن.

وذات يوم، بينما كانت البنات جالسات على سطح البيت يغزلن، إذ وقع مِغزل الأخت الصغرى في بيت الغول المجاور لبيتهن.

فكرت الفتيات فيما يفعلن لاسترجاع مغزلهن.. خلعت كل واحدة منهن طرحتها، وربطتها بطرحة أختها.. حتى صارت الطِّراحُ حبلاً طويلاً.. ربطن أختهن الصغرى بطرفه، وأمسكن بالطرف الآخر، وأدلين أختهن في بيت الغول، ولكن الطِّراحَ انقطعت، وسقطت الصغيرة في بيت الغول.

خافت الصغيرة، وقامت تبحث عن مخرج، فلم تجد.. وتحيَّرت ماذا تفعل؟ وأخيراً استقرت على رأي.. قامت إلى بيت الغول، فنظفته، وطبخت له، وغسلت هدومه، وملأت القُلل، ثم اختبأت في أحد الأركان.

دخل الغول يتشمَّم، وقال: ريح إنس، ريح إنس ليس من الجنس اظهر وبان، عليك الأمان.. إن كنت ولداً، فأنت ابني، وإن كنت بنتاً، فأنت ابنتي.

وخرجت الصغيرة من مخبئها، ففرح بها الغول، وقال لها: أنت ابنتي، وستبقين معي.

ظلت الصغيرة في بيت الغول، تنظف وتغسل وتملأ القُلل كل يوم، وفي يوم من الأيام زهقت الصغيرة.. فصعدت إلى سطح البيت تتسلى، فرأت أمامها جُنينة السلطان، ورأت نعامة ابن السلطان تتمشى في الجنينة، فقالت لها: صباح الخير يا نعامة ابن السلطان.

ردت النعامة: صباح النور يا بنت الغول.. يا من يُكَبِّرك أبوك ويُسَمِّنُك، ويستدير ليأكلك.

زعِلت البنت وبكت، وظلت كل يوم تصعد إلى سطح البيت، وترى النعامة، وتُصَبِّحُها، فترد النعامة الرد نفسه.

هَزَلَتِ الفتاة الصغيرة، واصفر لونها، وقلق الغول على صغيرته، فسألها: ما لك؟

وحكت له ما دار.. فقال لها: إن كرَّرَت لك النعامة كلامها، فقولي لها: أبي يُكبِّرني ويُسمِّنني لابن السلطان يتزوجني، وريشك أُنجِّدُ به فرشي، ودمك أنقش به نقشي.

وفي اليوم التالي صعدت البنت فوق السطح، فرأت النعامة، ونادت: صباح الخير يا نعامة ابن السلطان.

ردت النعامة: صباح الخير يا بنتَ الغول، يا من يُكبِّرك أبوك ويُسمِّنك، ويستدير ليأكلك.

فقالت لها بنت الغول: أبي يُكبِّرني ويُسَمِّنني، لابن السلطان يتزوجني، وريشك أنجّد به فرشي، ودمك أنقش به نقشي.

وخافت النعامة، وأخذت تنتف ريشها.

وتكرر الحوار بينهما في الأيام التالية، والنعامة يتناقص ريشها، وابن السلطان ينزل إلى الجنينة، فيرى ما أصاب نعامته، وقرر أخيراً أن يختبئ في الجنينة حتى يكشف السر.

ورأى ابن السلطان بنت الغول تطل من فوق السطح، وسمعها تقول: صباح الخير يا نعامة ابن السلطان، ورأى النعامة ترد عليها، صباح النور يا بنت الغول، يا من أبوك يكبرك ويسمنك، ويستدير ليأكلك، ثم سمع الفتاة تقول: أبي يكبرني ويسمنني، لابن السلطان يتزوجني، وريشك أنجد به فرشي، ودمك أنقش به نقشي ورأى النعامة تنتف ما تبقى من ريشها.

أعجب ابن السلطان بجمال بنت الغول.. وقرر أن يتزوجها، فطلب يدها من أبيها، ووافق الأب وأقيمت الأفراح والليالي الملاح، وبنى ابن السلطان لعروسه قصراً جميلاً أسكنها فيه.

سأل ابن السلطان عروسه عن اسمها، فلم ترد وراح كل يوم يدخل غرفتها ويقول: صباح الخير يا عائشة، صباح الخير يا خديجة، صباح الخير يا بدّور، صباح الخير يا فاطمة، ولكنها لم ترد عليه، فصار ينزل إلى ردهة القصر.. ويجلس وحيداً زَعِلا.

وكان للعروس قُلَّة وإبريق، ينزلان كل صباح على السُّلَّم ليتملئا بالماء، ثم يعودا إلى حجرة العروس.

وبينما كان ابن السلطان جالساً يوماً بردهة القصر حزيناً، وقد حطَّ خده على يده، إذ رأى القلة والإبريق ينزلان، والقلة تخبط الإبريق فتكسر بوزه، والإبريق يشتد به الغضب، ويقول للقلة: سأعود إلى سيدتي وأقول لها: يا ست تَتَر، يا من أمك الشمس وأبوك القمر، القلة كسرت لي بوزي.

ويستولي الفرح على ابن السلطان، ويقفز صاعداً السُّلَّم، مسرعاً إلى حجرة زوجته، ويقول لها: يا ست تتر، يا من أمك الشمس وأبوك القمر، رُدِّي عليَّ أنا قلبي انفطر.

وردت عليه الست تَتَر.. وعاشا في التبات والنبات، وخلّفا صبياناً وبناتاً وتوته توته فرغت الحدوته.

رسوم
1- مجد أبو السحن 12 سنة
2- رشيد أبو ليلى 10 سنوت
3- عنان حسين 10 سنوات
4- محمد صفر سلطان 10 سنوات
5- عامر الأسطه 10 سنوات
6- لؤي الحربي 11 سنة
7- سيف السمير 11 سنة
8- صهيب سهيل 10 سنوات



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد