Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/11/2007 G Issue 12829
الرأي
الثلاثاء 03 ذو القعدة 1428   العدد  12829
الإذاعة المدرسية بين التكرار والإهمال
فايز بن ظاهر الشراري

للإذاعة المدرسية أهمية كبرى متى ما قامت المدرسة بتفعيلها وتوجيهها التوجيه السليم؛ فمن خلالها يتم تثقيف الطلاب وتقديم المعلومات المفيدة لهم، ناهيك عن أنه يمكن استغلال الإذاعة المدرسية لتكون عاملاً مساعداً لترغيب الطلاب في المدرسة من خلال إضافة فقرات مسلية يتخللها تقديم الجوائز الرمزية للطلاب.

وعلى الرغم من أن مدارسنا تحرص على وجود برنامج إذاعي صباحي في كل يوم دراسي، وعلى الرغم من وجود معلمين يحرصون على أن تظهر الإذاعة الصباحية كما يجب، إلا أننا نجد أن (غالبية) مدارسنا تتعامل مع الإذاعة الصباحية على أساس أنها (روتين) يجب أن تقوم به المدرسة لكي لا يشاع عن المدرسة بأنها لا تؤدي الإذاعة الصباحية.

باعتقادي أن مدارسنا لم تقم بتفعيل الإذاعة المدرسية كما يجب، أو بمعنى أدق أن مدارسنا غير قادرة على استثمار الإذاعة المدرسية لخدمة الأهداف التربوية والتعليمية التي تسعى المدرسة إلى تحقيقها في نفوس وعقول الطلاب.

حيث نجد أن البرنامج الإذاعي الصباحي - غالباً - ما يتصف بالتكرار وضعف البرامج، حيث نجد أن البرنامج الإذاعي لا يتعدى تلاوة القرآن الكريم وفقرة (هل تعلم) وهذه الفقرة نجد أن المعلومات التي تقدّم من خلالها قد تتكرر على مدار أيام الأسبوع ومن قبل نفس الطلاب!! وقد يُضاف إلى هاتين الفقرتين فقرة (حكمة اليوم) ولهذه الفقرة حكاية مع التكرار، حيث إننا نجد أن بعضاً من مدارسنا قد تكتفي بحكمة واحدة يتم إلقاؤها كل يوم وما حكمة (من جد وجد ومن زرع حصد). وكذلك حكمة (العلم في الصغر كالنقش على الحجر). إلا دليل على ذلك التكرار الممل لفقرات الإذاعة المدرسية.

وبحكم انتمائي للميدان التربوي أرى أن هناك أسباباً تعيق المدرسة من الاستفادة من الإذاعة المدرسية ولعلي ألخص الأسباب في الآتي:

1 - عدم وجود معلم مؤهل يشرف على الإذاعة المدرسية.

2 - عدم تقديم حوافز للمعلم الذي يشرف على الإذاعة فالإذاعة المدرسية تعتبر نشاطاً مهماً يتطلب ممن يشرف عليه الإعداد والمتابعة والبحث والتنظيم وتهيئة الطلاب المشاركين في الإذاعة وتوجيههم وتدريبهم على طريقة إعداد وإلقاء فقرات الإذاعة لتخرج الإذاعة بالشكل المطلوب، وكل ذلك يمثِّل عبئاً على المعلم المشرف على الإذاعة. ومع هذا نجد أن غالبية مديري المدارس لا يقدّرون أهمية الإذاعة المدرسية، فهم يعتبرونها مجرد مهمة بسيطة وروتينية وأن من يشرف عليها لا يستحق أن يقدّم له حوافز أو مميزات.

3 - تعاني المدارس المستأجرة من عدم توفر الأدوات والوسائل التي يحتاج إليها المعلم المشرف على الإذاعة كجهاز الصوت وحامل المايكروفون ومنصة التقديم وكذلك غرفة خاصة للإذاعة المدرسية.

ولعلي هنا أقترح بعض الأمور التي آمل أن يتنبه لها المسؤولون عن التربية والتعليم في بلادنا، إذا ما أردنا تفعيل دور الإذاعة المدرسية والاستفادة منها بشكل يخدم المدرسة والطلاب، وهي كالآتي:

1- ضرورة استحداث دورة في (الإذاعة المدرسية) يتم من خلالها تثقيف المعلمين بأهداف الإذاعة المدرسية وطرق أدائها ليكونوا قادرين على إعداد إذاعة مدرسية نموذجية تخدم المدرسة لتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية.

2 - وضع خطة باسم (خطة الإذاعة المدرسية) تكون من أهدافها غرس القيم النبيلة في نفوس الطلاب، وتنمية روح المواطنة الصالحة لديهم، وحماية عقولهم ممن يحاول التغرير بها، ورفع مستوى وعي وثقافة الطلاب في كافة أمور حياتهم، مع مراعاة أن هذه الخطة يجب ألا تمنع المدرسة من تقديم كل ما يخدم الطلاب، وإعطاء المعلم المشرف على الإذاعة فرصة للإبداع وتقديم كل ما يرى أنه سيخدم المدرسة والطلاب والمجتمع وبما لا يتعارض مع سياسة التعليم.

3 - استغلال الإذاعة المدرسية لتكون المدرسة جسر تواصل بين الطلاب وبقية مؤسسات المجتمع. وذلك من خلال جعل الإذاعة المدرسية وسيلة تعين تلك المؤسسات على إيصال حملاتها التوعوية المختلفة إلى الناشئة، وهذا يتطلب فتح المجال أمام تلك المؤسسات لدعم الإذاعة المدرسية ببرامج وفقرات من شأنها توعية الطلاب بأهداف كل حملة، بدلاً من التركيز على الإعلانات والملصقات التوعوية غير المجدية، ومقترحي هذا تحديداً آمل أن تتنبه له مؤسسات المجتمع التي تحتاج إلى إيصال حملاتها التوعوية إلى الناشئة وبشكل إيجابي، فمن يهمهم أمر العمل والعمال وكذلك البيئة وترشيد المياه والكهرباء والتوعية من الأمراض المختلفة والمحافظة على الأمن والسلامة العامة سيجدون في الإذاعة المدرسية فرصة كبيرة لتفعيل حملاتهم التوعوية بشكل أكثر إيجابية.

4 - إعداد كتيبات ونشرات يتم توزيعها على مدارسنا تتضمن أمثلة لبرامج إذاعية مدرسية نموذجية لكي يستفيد منها المعلم المشرف على الإذاعة وكذلك الطلاب المشاركون في الإذاعة.

5 - تقديم الحوافز للمعلم المشرف على الإذاعة المدرسية من خلال تخفيض نصابه من الحصص أو إعفائه من بعض المهام والمناوبة وحصص الانتظار، وذلك لكي يتمكن من أداء دوره كمشرف على الإذاعة كما يجب.

6 - إذا لم يكن مدير المدرسة قادراً على تخفيض نصاب المعلم المشرف على الإذاعة لعدم إمكانية ذلك، فعندها يتوجب على مدير المدرسة تكليف أكبر قدر من معلمي المدرسة للإشراف على الإذاعة بحيث يتم تخصيص يوم لكل معلم يقوم من خلاله بإلاشراف على الإذاعة.

الإذاعة المدرسية نشاط مهم يعين المدرسة على تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المرجوة ويساهم في رفع درجة الوعي لدى الطلاب بمختلف أمور مجتمعهم بصفة خاصة وأمور حياتهم بصفة عامة، وما يجب علينا القيام به هو العمل على تفعيل دور الإذاعة المدرسية وفق (منهجية مدروسة).

وكلي أمل ألا يبقى التعامل مع الإذاعة المدرسية بالشكل القائم الآن والذي لا يتيح للمدرسة فرصة الاستفادة من هذا النشاط المهم جداً.



fauz11@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد