Al Jazirah NewsPaper Friday  30/11/2007 G Issue 12846
الريـاضيـة
الجمعة 20 ذو القعدة 1428   العدد  12846

ميادين
مابين إنفلونزا الخيول.. وجشع شركات البيطرة!
عايض البقمي

 

مع حلول الشتاء يلوح في الأفق داء الإنفلونزا حيث يشكل شبحاً سنوياً لا يستثني شخصاً من هجماته وإذا كانت الطيور قد باتت تعيش أيضاً كوابيس الإنفلونزا فإن هذا الداء أصبح لا يفرق بين إنسان وحيوان، ليصبح الجميع في مرمى ضرباته وليكتم الجميع أنفاسهم تحسباً من أضراره.

الخيول لم تكن استثناء عن مصيبة غيرها، ففي بداية الصيف الماضي، وقبل سباقات المصيف هجمت (إنفلونزا الخيول) على خيولنا لتفتك بها، ولتهتك قواها بأعراض صحية سالبة، مما أخل بالأدوار المبرمجة التي كانت تنتظر الخيول الموجودة آنذاك بالطائف، لكن الغيمة انقشعت سريعاً والحمدلله، حيث يبدو أن أجواء الطائف العليلة لم تناسب إنفلونزا الخيل الفتاكة لتعود العافية! ونسأل الله أن يبقي خيلنا ومن قبل ذلك إنساننا، معافين من كل الأوبئة والأمراض.

والآن على الرغم من انقضاء أكثر من 7 أشهر على (إنفلونزا الخيول) لم تخرج بتقارير طبية عن صحة تلك الحادثة، في وقت تداولت فيه أوساط الفروسية تصريحات أحد الأطباء البيطريين المختصين الذي أرجع موجة إنفلونزا الخيل الماضية إلى عدد من الخيول القادمة من إحدى الدول الخليجية الشقيقة، مؤكداً بأدلة يراها دامغة أن تلك الخيل كانت وراء الظاهرة، رغم أن تلك الدولة تطبق تطعيمات إنفلونزا الخيل بشكل موسمي منظم لكن الطبيب أشار إلى القصور من انعدام مراكز الحجر الصحي وفي ظل عدم وجود من يهدينا ويتبرع علينا بتطعيمات الخيل ضد الإنفلونزا وهي تطعيمات تتوفر بالمجان في كل الدول، فالخوف كل الخوف أن نفاجأ بهذه التطعيمات وهي تُباع في شركات البيطرة، وصيدليات التوزيع الدوائية للخيل، التي التهمت كل ما في جيوبنا من جراء جشعها الكبير، حيث تنهك مواردنا الشحيحة ليل نهار، دون رقيب ينقذنا من مخالبها.

إن ما نعرفه هو وجود شركتين بيطريتين تتحكمان بأسعار الأدوية في هذا المجال، لكن المفاجأة أن أدوية الخيل تحديداً، والموجودة حالياً في كل أنحاء المملكة تُباع وفق أرباح مضاعفة للشركتين، ويزيد الأمر سوءاً أن الصيدليات الموزعة تأخذ نصيبها أيضاً وهي تبيع أدويتها التي يوفرها لها الموزع الأكبر ليكون لها غنيمتها مع الحوت الكبير! ومما يزيد المفاجأة دوياً أن أدوية الخيل ليست كأدوية الصيدليات البشرية، فهي ليست مسعَّرة، ولا يتم تدوين قيمة الدواء على عبواتها، ليزداد العبء على المنتخبين الصغار الصابرين على الأذى، فمن أراد الشراء فعليه أن يدفع حسب أسعارهم الباهظة ومن لم يعجبه الحال فليضرب رأسه بحائط الصيدلية!!

وبالمناسبة، فإن بائعي أدوية الخيل يتحججون في أسعارهم بأعذار واهية نسمعها منذ سنوات وهي أن ارتفاع الأسعار يعود إلى ارتفاع (اليورو)، في حين أن جولة صغيرة في أحد مواقع الإنترنت المتخصصة، توضح أن سعر الدواء عند منافذ البيع عندنا تفوق كثيراً ارتفاعها اليورو والاسترليني وكل العملات الصعبة المتداولة في السوق!

إن أحوال أهل الخيل مكانك سراً في وقت تعيش فيه رياضة الإبل (مزايين وجيش) عصرها الذهبي وتحققت صفقات كبيرة ومتواصلة، بل وقد قرأنا مؤخراً توقيع عقد لبناء مستشفى كبير متخصص في الإبل.

نقول هنيئاً لأهل الإبل واللهم لا حسد ونرجو لهم دوام التوفيق، أما نحن أهل الخيل فكان الله في عوننا، حيث تتجاذبنا أنواع المعاناة وتنهك كاهلنا الأدوية والفيتامينات غير المسعّرة!! وأسعار الشعير والبرسيم التي ظلت أسعارها في ارتفاع مستمر!

إن المعاناة لا تنحصر فيما سبق، ولكن لها وجوهاً أخرى مثل انعدام الخدمات الأساسية في مزارع الإنتاج مثل الكهرباء والماء إضافة إلى قوائم أخرى تطول وتطول رغم وجود المخارج والحلول.. (رايكم دام عزنا وعزكم).

المسار الأخير:

قالوا من أول بالأمثال القديمة

أحب أ نا الطَّيب وأسوي سواياه

وأبغض بغيضه

لا وضح وانكشفلك


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد