Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/12/2007 G Issue 12854
الطبية
السبت 28 ذو القعدة 1428   العدد  12854
بين النساء والرجال فوبيا تساقط الشعر!

تكثر شكاوى تساقط الشعر بين الرجال والنساء، وهي شكوى مثيرة للقلق بل الرعب في بعض الأحيان.

نوضح بداية أن الشعرة تمر بشكل طبيعي بثلاث أطوار، وهي: مرحلة النموAnagen وتستمر حوالي 3 سنوات. ومرحلة الراحة Catagen وتستمر أسابيع عدة. ومرحلة التراجع Telogen وتستمر أشهرا عدة.

وتختلف دورة نمو الشعر حسب عوامل عدة، منها: الوراثة واختلاف الفصول (الشتاء والصيف)، والجنس؛ إذ إن عمر الشعرة لدى النساء يتراوح من (2 إلى 8 سنوات) وهو أطول بكثير منه عند الرجال.

ويؤدي دخول الشعرة في مرحلة التراجع إلى سقوطها مع الحفاظ على بصيلة الشعرة التي تشكل بذرة لنمو شعرة جديدة ستمر بكامل أطوار النمو السابقة، ومن هنا يأتي تساقط الشعر الطبيعي، فمن المقبول به تساقط من 100 إلى 120 شعرة في اليوم دون وجود سبب مرضي.

أما أسباب تساقط الشعر المرضية فهي عديدة جداً، وتختلف أشكالها سواء كان تساقط شعر موضعياً يصيب بقعاً محددة من فروة الرأس أو الجسم، أو تساقط شعر منتشراً على شكل تساقط يتخلل الفروة، كما تختلف باختلاف أسبابها، فالصلع الذكوري أكثر حدوثاً لدى الرجال من النساء؛ إذ تعتبر الوراثة أهم سبب في الصلع، وتزداد احتمالية ظهوره لدى الأشخاص الذين يحملون مورثة الصلع من كلا الوالدين.

وهناك إمكانية لإصابة النساء بهذا النوع من التساقط، ولكن بتواتر أقل من الرجال، ويكون نموذج التساقط هنا مختلفاً بشكله، في هذه الحالات لا بد من البحث عن أسباب هرمونية لدى السيدة التي تعاني من الصلع، ولا نكتفي بوجود الأسباب الوراثية.

أما أكثر أنواع تساقط الشعر المرضي شيوعاً التي تصيب النساء فهو تساقط الشعر بسبب فقر الدم بعوز الحديد، الذي قد ينجم عن تغذية غير متوازنة، أو بسبب النزف الذي تتعرض له النساء بعد الولادة أو أثناء الدورة الشهرية. إن هذا النوع من التساقط هو أسهل الأنواع من ناحية العلاج بعد التأكد من سببه بإجراء تحليل دم ومعايرة نسبة الحديد في الدم.

أما تساقط الشعر لدى النساء بعد الولادة فلا يعزى للنزف فقط بل للتبدلات الهرمونية التي تمر بها المرأة خلال الحمل وبعده، وعادة يكون تساقطاً متوسط الشدة يبدأ بعد 3 - 5 أشهر من الولادة.

كما تسبب الأدوية تساقطاً في الشعر، وهي من الأسباب التي كثيراً ما يغفل عنها؛ ذلك أن المسكنات (مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية) التي يتناولها معظم المرضى بعشوائية دون وصفات طبية تؤدي بكثرة استخدامها إلى تساقط شعر متوسط الشدة، بينما الأدوية المضادة للانقسام التي يعالج بها مرضى السرطان تؤدي إلى تساقط شعر شديد، كذلك فإن بعض أنواع حبوب منع الحمل قد تؤدي إلى تساقط في الشعر رغم أن بعضها الآخر يحسن من كثافة الشعر.

أما تساقط الشعر بسبب الشدّات Stress مثل العمليات الجراحية أو الشدات النفسية فغالباً يبدأ بسرعة أي بعد أسبوعين تقريباً ويكون تساقط شديداً، كما أنه يصيب كلا الجنسين وبأي عمر.

كذلك فإن التغذية غير المتوازنة مثل ناقصة البروتين أو ناقصة العوامل الزهيدة (مثل الزنك) أو اتباع حميات غذائية غير مضبوطة لإنقاص الوزن، كل هذا قد يؤدي إلى تساقط شعر الفروة ويكون تساقطاً شديداً.

إن الأمراض التي تؤدي إلى ارتفاع الحرارة المتكرر مثل الحُمّة التيفية قد تؤدي كذلك إلى تساقط الشعر، ويحدث ذلك بعد حوالي 10 أسابيع من المرض الأساسي، وتشفى تماماً بعد فترة.

نأتي هنا إلى تساقط الشعر بأسباب تجميلية، الذي غالباً ما يصيب النساء، وحتى الفتيات الصغيرات في العمر لا ينجون منه؛ وذلك بسبب الإجراءات التجميلية الشائعة هذه الأيام لكل الأعمار، وتزداد نسبة حدوث هذا النوع من التساقط بشكل تصاعدي، ويعود التساقط إلى استخدام الأمشاط الحرارية أو الفرشاة المدورة أو تمليس الشعر أو تموج الشعر أو شد الشعر الشديد.

قد تترافق بعد الأمراض الداخلية بتساقط الشعر مثل الداء السكري، قصور الدرق، فرط نشاط الدرق والقصور الكلوي.

إن (عادة) نتف الشعر تعتبر الحالة الأكثر شيوعياً لتساقط الشعر بسبب عوامل نفسية مثل القلق أو الاكتئاب. لا يصيب فقط الأطفال بل قد يصاب بها الكبار وأحياناً ذوو مستوى ثقافي عالٍ، وتحتاج هذه الحالة هنا إلى استشارة نفسية، إضافة إلى المعالجة الجلدية.

أما تساقط الشعر الموضعي أو الثعلبة فلا تزال أسبابه غير محددة؛ فقد يعود إلى عوامل نفسية أو وراثية أو مناعية أو التهابية.. فقد تصاحب أي التهاب في الجسم وتشفى بشفائه، وهي لا تصيب فقط الفروة بل قد تصيب أي منطقة مشعرة بالجسم، وتشاهد لدى الأطفال والكبار أيضا، ولا بد من نفي الأسباب الفطرية في حال إصابة الأطفال.

قد يكون سبب التساقط في منطقة محددة من الفروة كيسة دهنية تحت المنطقة المصابة أو بسبب وحمة ثؤلولية أو وحمة دهنية.

في كل الأحوال قد يبقى سبب تساقط الشعر مجهولاً في 16 - 45% من الحالات، وإن الوصول إلى العامل المسبب للتساقط يحتاج إلى حنكة ودراسة جيدة وأسئلة مكثفة، فقد يبقى الطبيب مع مريضه وقتاً ليس بالقصير لحل هذه المشكلة.

د. رزان قادري
استشارية أمراض جلدية والعلاج بالليزر



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد