Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/01/2008 G Issue 12880
محليــات
الخميس 25 ذو الحجة 1428   العدد  12880
لما هو آت
متى الرماد...!
د. خيرية إبراهيم السقاف

ثمة ما يسقط على النفس زخات من برودة بين أن تفضي بلهيب أو أن تتبركن على وقيد...

لم يكن يسيرا أن تتمادى في الأحلام...

فالأبنية الشاهقة من حولها قد تطاولت الأحلام وطالت منافاتها القصية...

قدماها لم تعدا تتخيلان وعورة الدروب لأن أجنحة الأماني فردت على سعة الخيالات في فضاءات لا مدى لها...

قدماها لم تعودا تحتسيان الحصى بوفرة فرو... أو بسماكة نسيج...كل شيء امتد ليختصر لها المسافات في ومضة عين...كما بارقة حلم...

كل أمر عصي غدا بين حاجبيها...

رموشها لم تعد تخشيان غبار الريح فمطر الوميض وسكون الندى يجعلان من الأرض تحت قدميها بساطا لأحلام لم تكن هي ولا جيلها ولا من قبلهم يحلمون بمثلها...

لقمة في يدها لم تعد مآل اشتهاء الجوع ففمها اختلطت فيه المذاقات حتى غدت أمعاؤها كمينا لما طاب وما لم يطب...

يداها لم يعد حلمهما تناول النادر والشحيح...كل بارقة وصقيل وسميك ورهيف بسط لأصابعها كي تغوص وتغوص...

عالجت أحلامها في وفرة الآهات حين لم يكن صدرها وحده حارسا لتلك الأحلام بل كان الممتن في قاعات الدروس وهي تلقى بدءا عليه وانتهاء عنده...

عيناها ترسلان لصدرها إشارات وميض تتلاهف عندها ارتعاشاته يتضور ألما وتنسحق عينها احمرارا...

كل الذي في قارعة الطريق أحلام ووفرة حروف وعجاج أصوات وقرع طبول وطحين رحى...

والليل يغلي في حلكته والأحلام نذير بركان...

كفها يدب فيه من النار مسيل وهي تمد للأحلام تصافحها فينهض دبيب صدرها وتطمس عيناها لهبة البركان...

لم تكن لاهي ولا جيلها فريسة الخوف ولا ضحية الأماني...

لكنها تتحول من جنبها الأيسر للأيمن...تستعيذ بالله من كومة تخيلات...فيما شجرة الجيران تحف بورقها طرف الباب...فتهوي أحلام جارتها وهي تقول تهمس: أحزن عليهم كثيرا وتحتضن صغارها...أخشى عليهم الريح والغبار... ورأس الشجرة وبسطة الطريق...

أحلام...

كومة جمر...

فمتى الرماد...؟

مقتطفة من أوراق قيد التحبير



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد