Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/01/2008 G Issue 12885
الريـاضيـة
الثلاثاء 30 ذو الحجة 1428   العدد  12885
للعقل السليم
كرسي!
تركي ناصر السديري

قدم الزميل هاني المقبل الصحفي في جريدة الوطن اقتراحاً مستنيراً يتمثل في إيجاد (كرسي بحث) متخصص بالبحوث الرياضية في جامعة الملك سعود، وقد أيد هذا الاقتراح المهم عميد كلية التربية البدنية والرياضية بالجامعة الدكتور علي الجفري، وكذلك الدكتور حبيب الربعان الأستاذ في الكلية المتخصصة بعلوم التربية الرياضية.

وأحيي الزميل المقبل على اهتمامه بهذا الشأن الرياضي العلمي وبذله جهد طرح هذا المطلب اللحوح وسعيه إلى نقل آراء الأكاديمي الرياضي في هذا الموضوع، والذي سيمكن الرياضة السعودية من تحقيق وجود وتواجد رياضي أفضل وأنفع ممارسة وأداء بالنسبة للفرد والمجتمع ومؤسسات المجتمع الرياضي (الأندية والاتحادات الرياضية).

يقول الزميل المقبل: على الرغم من تنوع مجالات كراسي البحوث حالياً في جامعة الملك سعود ما بين تخصصات علمية ودينية وثقافية اجتماعية وإعلامية، فإن التخصص الرياضي (ما يزال غائباً) على الرغم من ضرورته للتعامل مع مشكلات الرياضة السعودية التي تتطلب حلاً دائماً وفق منهج علمي وعملي صحيح بعيداً عن نمطية تشكيل اللجان المؤقتة والخروج بتوصيات آنية لا تفي بحل المشكلات.

* كم فرحت بمثل هذا الاهتمام الصحفي، والمتعلق بشأن رياضي مهم وضروري يشكل منحنى صحيحاً في الولوج إلى ساحة التناول الرياضي المغّيب، أعني الطرح العلمي والواعي والذي يعاني من حالة شح شحيح في طول وعرض اهتمامات الإعلام الرياضي.. (الكروي).. الذي ظل (منطنطاً) للكرة، و(ملوحاً) بأعلام النادي، والتحول إلى (ميكرفون) ناقل ومضيء لأقوال وهلوسات رئيس وعضو النادي.

لهذا ظلت ساحة الطرح الرياضي تُشغل في حيزها الأكبر في ما يشبه ساحة (قلطة) بين شعراء قبائل الأندية.. الأمية والمحسوبين عليها من طلاب ولهّاث.. المغانم وأداء واجبات الفزعة والهتاف.. ولزوم ما يلزم من (سلوم): ما يرد الكريم.. إلا لئيم!!.

اقتراح.. (الوطن) تفاعل معه عميد كلية التربية البدنية والرياضية بجامعة الملك سعود الدكتور علي الجفري الذي أبدى تفاؤله بمستقبل قريب لواقع الكراسي البحثي.. الرياضي.

الدكتور الجفري أرجع عدم تفعيل كرسي بحثي رياضي إلى عاملين: (الأول).. غياب الوعي عن القائمين على الشأن الرياضي وبالذات الأندية من داعمين وشرفيين ورجال أعمال.. وهؤلاء غير واعين بجدوى البحوث ذات الصلة بالرياضة!.

العامل (الثاني): عجز القطاعات الأكاديمية بالجامعات السعودية عن التواصل مع رجال المال والأعمال الذين تنقصهم المعرفة التامة بالنتائج البحثية وجدواها على المجتمع السعودي وشبابه ورياضته.

فعلاً.. أتعجب غياب (العلمية) من المشهد الرياضي وتحديداً في (العمل الرياضي) على صعيد الأندية والاتحادات والجهاز المركزي في القطاع الرياضي والشبابي، وليس أولى من ذلك أن قطاع الرياضة والشباب (يا للخجل) لا يتوافر له (مركز للبحوث والدراسات). وكما قال أحد دكاترة علوم الرياضة في المملكة: مؤسسة رياضية وشبابية ليس فيها مركز للبحوث والدراسات.. تنتمي إلى حقبة زمنية تقليدية.. تجاوزها الزمن.

كالمؤسسة التجارية التي تدير مشروعاتها وأحوالها بدون دراسات جدوى اقتصادية في زماننا الراهن..!.. فقط تعتمد على (فراسة) الخبرة والاعتقاد.. والعزم والتوكل..!

بمناسبة هذا الأمر.. أكرر من جديد الدعوى إلى أهمية وضرورة الدعوى إلى (حوار وطني رياضي) أتمنى أن يتصدى له (الحوار الوطني) ويخصص أحد ملتقياته له. وكذلك أطالب الرئاسة العامة لرعاية الشباب تدشين إقامة حوار رياضي سنوي تستمع فيه إلى هموم وآمال وتطلعات وإسهامات الفكر والنقد والعلم الرياضي في مسائل الرياضة السعودية، ويكون بمثابة الوعاء الحاوي لأطروحات وآراء الرياضيين وتتكشف من خلاله حقيقة تطلعات المجتمع السعودي الرياضية.

(مخ) الكرة السعودية.. يا جماعة!

نقلت الصحف الرياضية تصريح رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري والذي كشف من خلاله أن أمين اتحاد الكرة السعودي فيصل عبدالهادي قد أعطى الاتفاقيين (معلومة غير صحيحة) تتعلق بكيفية احتساب الأهداف في الأشواط الإضافية في المباريات مما أجبر المسؤولين الاتفاقيين على إكمال اللعب.. وتنفيذ ركلات الترجيح!!.

وأثار الأستاذ الدوسري مسألة عدم مرافقة ممثل الكرة السعودية (الاتفاق) لأي عضو من الاتحاد السعودي أسوة بالأندية التي تمثل المملكة في المناسبات الرياضية.. وأشار رئيس الاتفاق إلى أن أمين اتحاد الكرة تواجد في أبوظبي بصفته عضواً في اللجنة التنظيمية للبطولة.

محزن أن تكون الكوادر التي تدير (مخ) الكرة السعودية على هذا القدر من الارتجالية، وافتقادها لمنهج علمي لإدارة شؤون عملها وسيلة وأداة، مما يفقد الكرة السعودية أندية ومنتخبات نتائج وإنجازات نتيجة خطأ رأي ورؤية.. مرة، أو افتقاد معلومة ومتابعة ورصد للأحداث والمتغيرات وبقاؤها رهينة للعمل الاجتهادي الفراسي، وجهود اللحظات الأخيرة.

شخصياً، لا أتوقع من عقلية مشاركة في 8-صفر الشهيرة أن تضيف جديداً، وأن تعطي ما تحتاجه الكرة السعودية.. ولا أعلم ما هي معيارية اختيار الكفاءة المناسبة في المكان الصحيح.. ولكن كل ما أعلمه أن (مخ) الكرة يتمثل في أمانة اتحاد الكرة.. بمقدار ما يملكه من علم ومعرفة وخبرة ونجاح.. بقدر ما تتألق وتنجح هذه الكرة.

آن الأوان إلى مراجعة أحوال أمانة اتحاد الكرة.. وإعادة ترتيب أوضاعها وكوادرها.. بشكل علمي معياراً ورؤية، بعيداً عن المجاملة ونزعات التشجيع..الاستلطافية.

حكمة.. تأملوها

وظيفة المفكرين والكتاب هي التشكيك في الكمال (أنطونيو تابوتشي).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد