Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/01/2008 G Issue 12886
الاقتصادية
الاربعاء 01 محرم 1429   العدد  12886
أكد أن شركته «الفتى الذي سيقول ها أنا ذا».. رئيس بترورابغ المهندس سعد الدوسري ل«الجزيرة»:
لن تفضلنا أرامكو سعرياً على أحد.. وشراكتها مع داوكيمكال ما تزال طور الدراسة ولن تؤثر علينا

رابغ - فهد العجلان وسعد الشهري

التحدي الكبير الذي تواجهه الشركات الكبرى والعملاقة أن تلد من رحمها شركة كبرى تكتسب تقديرها من ذاتها دون أن تحاصرها دائرة الاهتمام بالشركة الأم!!

وبترورابغ رغم إصرارها على التأكيد على بنوتها للعملاقين أرامكوا السعودية وسوموتومو اليابانية، إلا أنها تصر رغم ذلك على أنها الفتى الذي لن تكبله شهرة الشركتين وأنها الفتى الذي سيقول ها أنا ذا!!هذا ما قاله لنا المهندس سعد الدوسري رئيس شركة بترورابغ أثناء زيارة إعلامية أطلعنا فيها على واقع هذه الشركة، ولم نشأ أن نغادرها قبل أن يشاركنا قارئ (الجزيرة) بعض التساؤلات حول واقع الشركة ومستقبلها، فإلى الحوار:

التوقعات جيدة

* بدأ الاكتتاب في شركة بترورابغ وغالباً ما يكون للشركات المطروحة سقف للتوقعات فما هي توقعاتكم حول تغطية الاكتتاب؟

- في الحقيقة نحن متفائلون، وتوقعاتنا إذا ما قارناها بتجربة الشركات التي تنتمي إلى ذات الصناعة وسبقتنا إلى الطرح مطمئنة وستكشف البيانات التي ستصدر حول الاكتتاب عن الأرقام، والتي نتوقع أن تكون جيدة إن شاء الله.

العلاقة مع أرامكو

* تصفون توقعات تغطية الاكتتاب بالجيدة... لكن ألا تعتقدون أن الحملة الترويجية لاكتتاب بترورابغ قد فرطت في التركيز على العلاقة بين أرامكو السعودية وبترورابغ من جهة أن الأولى شريك كبير في الثانية باعتبار الثقة التي تحظى بها هذه الشركة محلياً وعالمياً والدعوات التي تنادي بطرح أرامكو السعودية ذاتها للاكتتاب؟

- حاولنا أن نغطي في الحملة الترويجية واقع بترورابغ وتقديمها ككيان مستقل، فنحن لسنا أرامكو السعودية ولا سوموتومو اليابانية، ولنا شخصيتنا الاعتبارية المستقلة ومنتجاتنا الخاصة التي تختلف عن منتجات الشركتين، وقد أشرنا في الحملة الترويجية لعلاقتنا بهما, وقد يكون الأمر كما أشرت أننا لم نبرز هذه العلاقة بالشكل الذي يتوقعه البعض؛ لأننا كما أسلفت شركة تريد أن ترسخ مستقبلها في السوق، ونحن في شركة بترورابغ ورغم انتمائنا كابن لشركتين عملاقتين هما أرامكو وسوموتومو نؤمن بالبيت القائل: (ليس الفتى من قال كان أبي .. إن الفتى من قال ها أنا ذا).

* يبدو أن ثقتكم بأن تكونوا في بترورابغ الفتى الذي يقول ها أنا ذا قد انعكست في تصريح سابق لكم أشرتم فيه أن شركات عالمية قد تغلق أبوابها بعد دخول شركة بترورابغ المنافسة على كعكة سوق البتروكيماويات العالمي... فهل يطال هذا التوقع شركات أخرى محلية؟ وكيف تنظرون إلى طبيعة المنافسة مع شركة كبرى مثل سابك؟

- دعني أوضح نقطة مهمة أنا في الحقيقة أتحدث عن منطقة الشرق الأوسط والخليج على وجه الخصوص وأعني أن شركة بترورابغ والشركات العديدة التي ستبدأ إنتاجها في الجبيل وينبع خلال السنتين القادمتين وكذلك دخول شركات بتروكيماوية خليجية قوية إلى السوق خلال الفترة القادمة سيؤثر بشكل كبير في السوق العالمي، بحيث أن الشركات العالمية التي تقدم منتجات بتروكيماوية على أساس لقيم مرتفع السعر ستواجه صعوبة حقيقية في الاستمرار فوجود اللقيم ذي السعر المنافس ولمدة طويلة لشركات البتروكيماويات الخليجية وخاصة السعودية سيدعم هذه الشركات في مواجهة شركات البتروكيماويات القديمة في أوروبا وأمريكا والشرق الأقصى.

والذين لا يملكون لقيماً من هذا النوع خصوصاً حين يكون السوق محدوداً وهذا ما كنت أقصده وأتمنى أن يكون واضحاً، فلم أكن أقصد أن شركة رابغ هي من سيقوم بذلك وإنما قصدت أن هذا الواقع سيساهم بتحقيق ذلك وشركة بترورابغ ولا شك جزء من هذا الواقع.

التفضيل السعري

* سعادة المهندس.. مادمتم ذكرتم الواقع.. فالواقع يشير إلى علاقة شراكة قوية بين بترورابغ وأرامكو السعودية، فهل ستعم هذه العلاقة شركة بترورابغ في الحصول على المواد الأولية بأسعار تفضيلية من أرامكو وهل ستستفيد الشركة من الخبرة المتراكمة لدى أرامكو والشريك الأجنبي وكيف سيكون ذلك؟

- يجب أن أؤكد هنا أن بترورابغ شركة مستقلة لها كيانها ومجلس إدارتها المستقل ومديروها وموظفوها وفيما لو طلبت من أرامكو السعودية أو شركة سوموتومو أي خدمة أو سلعة فإنها ستدفع مقابلاً لذلك ولن يكون هناك تفضيل سعري لنا على أحد فنحن سنتعامل بتسعيرة الغاز الذي تنتجه أرامكو للجميع، وبالمناسبة هذه التسعيرة والإمداد والموافقة على التسليم كله يتحدد من خلال وزارة البترول والثروة المعدنية.

ازدواجية الشراكة!!

* حديث الشراكة مهندس سعد يقودنا إلى السؤال عن الشراكة التي ما تزال في طور التشكل بين أرامكو السعودية وشركة داو كيميكال العالمية والتي تتمثل في إنشاء مجمع ضخم للبتروكيماويات في رأس تنورة. ألا ترون أن ثمة آثاراً عكسية قد تحملها مثل هذه الشراكات العكسية تساهم في التأثير السلبي على أداء شركتكم؟

- أولاً لا بد من الإشارة إلى أن مشروع الشراكة بين أرامكو السعودية وشركة داوكيمكال ما يزال طور الدراسة وسيحتاج للوقت لكي يقرر الطرفان المضي في المشروع من عدمه.. ولكن يجب التأكيد على أن هذا النوع من المشاريع لا يتم الحسم فيها إلا بعد دراسات مستفيضة ومعمقة حول واقع السوق والتكنولوجيا وشركة أرامكو كما تعلمون تسعى إلى تعظيم القيمة المضافة من خلال الدمج بين المصافي وإنتاج البتروكيماويات ولا أعتقد أن ثمة أي تأثير سلبي علينا في بترورابغ إذا ما تم مثل هذا المشروع فالسوق العالمية كبيرة.

صداقة البيئة

* سعادة المهندس لا يخطئ المرء ملاحظة تركيز شركة بترورابغ على البيئة ومحاولة تقديم الشركة نفسها كصديقة لها... لكن كما تعلمون فالشركة تنتمي إلى قطاع يعده الكثيرون الملوث الأكبر لها. فكيف ستواجهون هذا التحدي وماذا تملكون لإقناع الجمهور بجدية صداقتكم للبيئة؟

- لا يجب أن نقبل الطرح الذي يقدم المنتجات البتروكيماوية على أنها ملوث للبيئة فكل شيء حولنا الآن تدخل المنتجات البتروكيماوية في تصنيعه ملابسنا وطاولاتنا وأقلامنا وسياراتنا وجهاز التسجيل الذي يلتقط حديثنا الآن... كل شيء تقريبا يحمل هذه المنتجات، ولذا فإني أعتقد أن هذا الاعتقاد السائد مبالغ فيه... أما حول شركة بترورابغ فأؤكد لكم أننا نطبق كل المعايير البيئية المطبقة في المملكة العربية السعودية وكذلك معايير الممولين الرئيسيين والبنود الخاصة بذلك وبعضها أكثر صرامة من المعايير السعودية.. والعالم اليوم كما تعلمون يتجه نحو تحقيق البيئة النظيفة ونحن كشركة ملتزمون بذلك ولا يمكن لنا أن ننفصل عن الركب العالمي.

تطوير الموارد البشرية

* أخيراً.. لا نود أن نتجاوز السؤال عن موقع الموارد البشرية السعودية في بترورابغ فكم نسبتها حالياً وما الخطط المستقبلية تجاه تطويرها؟

- الموارد البشرية السعودية تبلغ نسبتها حاليا 80% تقريبا من مجموع العاملين في الشركة ونتطلع إلى رفع هذه النسبة مستقبلاً من خلال الابتعاث وتأهيل المزيد من أبناء الوطن، ونحن نحرص على السعوديين لثقتنا أنهم الأكثر استقراراً في العمل.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد