«الجزيرة» - نواف الفقير - تصوير - حسين الدوسري

أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حرص فرنسا على الشراكة مع المملكة في مختلف المجالات، مشيراً إلى أنه عمد بعد انتخابه رئيساً للجمهورية إجراء العديد من الإصلاحات التي تهدف إلى فتح الأبواب لدخول استثمارات أوسع وقال: إن باريس تسعى لتكون مركزاً مالياً واقتصادياً.

ونوّه ساركوزي خلال لقائه رجال الأعمال بفندق الانتركونتيننتال أمس أن من ضمن الإجراءات التي اتخذتها حكومته العمل على إضفاء مرونة على قانون العمل والعمال خاصة فيما يتعلق برجال الأعمال وقال: إن العمل يسير على قدم وساق لتطوير وإصلاح المرافئ لأنها تمثل أهمية كبرى في فتح الاستثمار مع الشركات الأجنبية..

وعلق الرئيس الفرنسي على موضوع الاستثمارات السعودية في فرنسا بقوله: إن باريس تفتح أبوابها للاستثمارات السعودية كونها استثمارات طويلة المدى، مشيراً إلى أن السوق الفرنسي يرحب بالصناديق السيادية الصادقة والطموحة وخصوصاً أن فرنسا تعد دولة استثنائية في شتّى المجالات وتحتوي كذلك فرصاً صناعية واسعة، وقدم الرئيس الفرنسي الدعوة لرجال الأعمال السعوديين للاستثمار في بلده خاصة في الصناعات النفطية الفرنسية..

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه قام بسؤال الصناعيين الفرنسيين حول الاستثمار بالمملكة وأجابوه بأنه ليس خطيراً ولا يمكن أن تفوت الفرصة للدخول والاستثمار فيها، لافتاً أنه سيقاتل لتعزيز وجود الشركات الفرنسية في الاستثمار في مشاريع سكك الحديد.

بدوره أكد رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية عبدالرحمن الراشد أن طرح ومناقشة عدد من الموضوعات الاقتصادية يأتي في إطار تعزيز التعاون بين حكومتي البلدين وتفعيل التعاون بين رجال الأعمال السعوديين والفرنسيين بهدف تنمية العلاقات التجارية والاستثمارية وتطويرها..

وأضاف الراشد في كلمته أمام الرئيس الفرنسي بأن اللقاء سيدعم العلاقات لتتجاوز الطابع التقليدي وتتطور إلى علاقات تعاون تعمل ضمن منظومة اقتصادية متكاملة تقوم على أسس تفعيل دور القطاع الخاص سواء بالمملكة أو فرنسا وتحرير التجارة بينهما والاستفادة المثلى من المزايا النسبية والتنافسية المتاحة وخصوصاً أن المملكة تستحوذ على 20.6% من التبادلات التجارية بين فرنسا ومنطقة الشرق الأوسط وتحتل المركز الأول بين الشركاء التجاريين لفرنسا في المنطقة، كذلك تحتل المملكة المرتبة الثالثة بالنسبة للواردات الفرنسية من النفط بعد النرويج وروسيا حيث تساهم بنسبة 13% من واردات فرنسا النفطية..

إلى ذلك أكد رئيس مجلس الأعمال السعودي الفرنسي كامل المنجد أن العلاقة السعودية الفرنسية تندرج في إطار الشراكة الاستراتيجية لذلك هذه الشراكة تعزز تطرير العلاقات الاقتصادية خصوصاً في ظل الطفرة الاقتصادية التي تشهدها المملكة والتي تتطابق مع ما يمكن أن تقدمه الاستثمارات والشركات الفرنسية وأكد المنجد في ختام تصريحه أن القطاع الخاص بالمملكة يتطلع إلى الدعم الفرنسي لحسم القضايا التي مازالت عالقة في ملف منطقة التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي باعتبارها مظلة أوسع.