Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/01/2008 G Issue 12892
الاقتصادية
الثلاثاء 07 محرم 1429   العدد  12892
قال: إن شركات الأسمنت مطالبة بدعم المشاريع الاقتصادية .. الأمير عبدالعزيز بن مشعل ل«الجزيرة»:
التوسع في إنتاج صناعة الأسمنت محلياً يؤدي لاستقرار الأسعار ويسهم في توطين رؤوس الأموال وتوفير فرص وظيفية للشباب

حاوره - حازم الشرقاوي

توقع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز العضو المنتدب وعضو مجلس إدارة شركة أسمنت ينبع أن تصل أرباح شركات الأسمنت السعودية إلى أكثر من 4.5 مليارات ريال في 2007م، وقال: إن افتتاح مصانع جديدة وحدوث توسعات في عدد من المصانع القائمة سيرفع من حجم الإنتاج مما سيؤدى إلى حدوث توازن في العرض والطلب بالأسواق. وأضاف في حوار أجرته معه (الجزيرة) أن ارتفاع أسعار الأسمنت بالأسواق المحلية يرجع لعدد من الأسباب من بينها الزيادة في أسعار مدخلات هذه الصناعة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن عدم رفع أسمنت ينبع أسعار بيعها تم بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الشركة التي قضت بعدم رفع الأسعار وذلك تمشياً مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالتصدي لظاهرة ارتفاع الأسعار وحتى تكون سلعة الأسمنت في متناول يد المواطن الذي هو همّه الأول والأخير.. وفيما يلي نص الحوار:

* شهدت أسعار الأسمنت ارتفاعات متتالية مؤخراً.. ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذه الزيادات؟

- في البداية نحن في مصنع أسمنت ينبع لم نرفع أسعارنا خلال العام الماضي بناء على توجيهات سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت ينبع.. ولكن الزيادات التي تمت في معظم المصانع الأخرى نتجت عن ارتفاع في أسعار المواد الخام والمواد الأولية مما أدى إلى قيام بعض الشركات برفع أسعارها.

* ذكرتم أنكم لم ترفعوا الأسعار مثل باقي الشركات.. ما هي أسباب ذلك؟ وكيف استطاعت الشركة المحافظة على وضعها في تحقيق الأرباح؟

- إن توجيهات سيدي سمو رئيس مجلس الإدارة كانت واضحة بعدم المساس بالأسعار حتى رغم زيادة أسعار المواد الخام وقد انبثقت توجيهات سيدي سمو الأمير مشعل بن عبد العزيز من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالتصدي لظاهرة ارتفاع الأسعار حتى تتناسب مع المواطن الذي هو همّه الأول والأخير.

وأود أن أشير إلى أن شركة أسمنت ينبع ما زالت تحقق أهدافها وتحقق هوامش ربحية جيدة وذلك كل ما نطمح إليه، ولم تتحمل الشركة أية خسائر تذكر نتيجة الخطط المدروسة التي تم وضعها بناء على أسعار هذه الفترة.

* لقد قال وزير التجارة والصناعة: إن أسعار الأسمنت ارتفعت في جميع الشركات باستثناء شركة واحدة فقط.. ما تأثير هذه الكلمة عليكم؟

- إن كلمة معالي الوزير مدعاة للفخر بالنسبة لشركتنا ونؤكد للجميع أننا كنا نهدف لمصلحة المستهلك قبل أي شيء، علماً أنه هو عميل المصنع.

* ما هي الوصفة التي ترونها مناسبة للحد من ارتفاع الأسعار في قطاع الأسمنت؟

- أعتقد أن الحل في وجود المصانع التي تفي باحتياجات السوق لتكون داعماً رئيسياً لتنفيذ المشاريع الضخمة التي تم الإعلان عنها على مستوى القطاع الخاص والعام، بدلاً من أن تكون عائقاً أمام تنفيذها.

* كيف ترى مسيرة التطور والمحطات والأزمات التي مرت بها صناعة الأسمنت في المملكة؟

- بدأت مسيرة صناعة الأسمنت في السعودية بمصنع واحد في مدينة جدة عام 1959 بطاقة إنتاجية قدرها 100 ألف طن وتطورت لتصل إلى أكثر من 10 مصانع وبالمقابل تطور استهلاك الأسمنت من 1.1 مليون طن عام 1970 ليزيد على 23.5 مليون طن في العام 2006م.

وكانت أولى أزمات صناعة الأسمنت في السعودية حدثت عام 1986 فيما عرف حينئذ بأزمة (الإغراق)، التي دفعت شركات الأسمنت لاستيراد كميات كبيرة من البلدان المنتجة التي كانت بحاجة إلى العملة الصعبة ولديها فائض تبيعه بأسعار منخفضة عن أسعار تكلفته في السوق السعودي.

أما الأزمة الثانية فحدثت عام 1998 نتيجة لزيادة المعروض من المنتج المحلي عن الطلب بسبب التوسعات في بعض الشركات وكان الاندماج أحد أهم الحلول المقترحة حينذاك لمعالجتها وازدادت أهميته حالياً بعد انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية لزيادة قدرة الشركات المحلية لمواجهة المنافسة العالمية.

هذا وقد بلغ إجمالي إنتاج شركات الأسمنت في المملكة خلال الربع الأول من عام 2007م نحو 7.1 ملايين طن، بزيادة على الإنتاج خلال الفترة المماثلة من عام 2006م بنسبة بلغت نحو 7 في المائة.

فيما بلغ إنتاج الشركات من الكلنكر 6241 ألف طن بزيادة على الإنتاج خلال الفترة المماثلة لعام 2006م بنسبة 11.7 في المائة.

كما وصلت مبيعات شركات الأسمنت خلال الربع الأول من عام 2007م من الأسمنت ارتفعت مقارنة بالفترة المماثلة للعام الماضي 2006م بنسبة 5.4 في المائة، حيث بلغت خلال الربع الأول لعام 2007م نحو 6590 ألف طن.

ودعني أذكر لكم أن صناعة الأسمنت في المملكة تسير في مسارها الصحيح والدليل على ذلك ما حققته من طفرة في أرباحها التي تضاعفت في خلال سنوات 100% لتقفز من 1.5 مليار ريال إلى أكثر من 3.5 مليارات عام 2006م، ومن المتوقع في عام 2007م أن تزيد على 4.5 مليارات ريال، وكانت المصانع الوطنية تفي بمتطلبات السوق في الفترات الماضية.

* ما هي توقعاتكم لأسعار الأسمنت في عام 2008 في ظل التوسعات التي تشهدها المصانع القائمة وافتتاح مصانع جديدة؟

- إن افتتاح المصانع الجديدة والتوسعات التي تشهدها المصانع القائمة يصاحبها توسعات في مشاريع كبيرة في المملكة مما سيؤدي إلى وجود نوع من التوازن بين المنتج والطلب فسيكون هناك استقرار في الأسعار بشكل جيد.

* قرر مجلس الوزراء استمرار تحمل الدولة لجمارك استيراد الأسمنت.. ما هو تأثير هذا القرار على قطاع الأسمنت؟

- إن استمرار تحمل الدولة للجمارك هو يعدُّ دعماً للمستهلك وقد اعتادت الدولة على تحمل الأعباء عن المواطنين وأود التأكيد على أن الأسمنت سلعة إستراتيجية.

* مصنعكم يقع في ينبع بالقرب من مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.. كيف ترى تأثير مثل هذه المدن الاقتصادية على صناعة الأسمنت؟

- مدينة الملك عبد الله صرح هائل ولها تأثير على كافة القطاعات بما فيها الأسمنت لدينا مصنعان الأول بينع والثاني برابغ وقربهما من مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بمثابة منفذ بيع جيد ونحن قادرون على تلبية احتياجات المدينة وان نمو هذه الصناعة يساهم في توطين رؤوس الأموال الوطنية، وإتاحة الفرص الوظيفية للمواطنين خاصة أن المصنع الواحد يستوعب ما بين 350 - 500 عامل وذلك حسب نوعية التكنولوجيا المستخدمة والطاقة الإنتاجية للمصنع وحدوث الاكتفاء الذاتي من مادة البناء الأساسية لدعم المشاريع القائمة أو التي أعلنت عنها الدولة وعلى رأسها المدن الاقتصادية الجديدة وتطوير سكك الحديد والصناعات الثقيلة، وغيرها من المشاريع الأخرى، وكذلك للمدن السكنية المقترح إنشاؤها التي اعتمدت مؤخراً وكذلك سهولة الحصول على الأسمنت بأسعار معقولة وواقعية.

* هل لديكم خطط توسعية في المرحلة المقبلة؟ وكيف تنظر للتوسعات التي يشهدها قطاع الأسمنت بشكل عام في المملكة؟

- هناك خطط توسعية يقوم مجلس الإدارة بدراستها وذلك بعد دراسة السوق.

إن التوسعات القائمة في المصانع الأخرى ستضاعف الإنتاج إلى 50 مليون طن مع نهاية 2009.

* ما هي ابرز التحديات التي تواجه صناعة الأسمنت بالمملكة؟

- التحدي الكبير لتلك الصناعة هو محافظتها على استمرارها وبقائها حاضرة دائماً في الأسواق المحلية ووضع خطط للتواجد في الأسواق الخارجية في حالة حدوث فائض لا سيما أنها تمتلك مقومات ذلك بتكنولوجياتها الحديثة وجودتها ووجود المواد والموارد الطبيعية التي تدعمها في الحفاظ على مستوى تكاليفها بمعنى أنها تنتقل من التفكير في المحلية إلى العالمية.

* كيف تنظر إلى مشكلة التلوث الناتجة عن مصانع الأسمنت؟ لماذا ألغت الدول الأوروبية هذه الصناعة؟

- يجب أن تكون مصانع الأسمنت بعيدة عن المدن مع استخدام الفلاتر والتكنولوجيا الحديثة التي تمنع التلوث فضلاً عن التقيد بضوابط إنشاء المصانع بالنسبة لإتجاه الرياح على سبيل المثال وليس الحصر.

اما بالنسبة للدول الأوروبية فمساحاتها صغيرة مما يؤثر سلباً على البيئة بشكل عام وصحة الإنسان.

* كيف ترى واقع صناعة الأسمنت بعد تفعيل السوق الخليجية؟

- السوق الخليجية ستفتح لنا مجالاً في الدول الخليجية رغم أننا لا نعاني من مشكلات في التسويق، لا اعتقد وجود تخوف من دخول مستثمرين خليجيين فأنظمة تراخيص صناعة الأسمنت موحدة ولا يوجد تخوف من المنافسة ستكون لدى الدول.

* ما هي أهم مراحل التطور والنمو التي شهدتها أسمنت ينبع؟

- تعمل شركة أسمنت ينبع، بشكل رئيسي، في صناعة: الكلنكر العادي والمقاوم، الأسمنت البورتلاندي والمقاوم، الأسمنت البوزلاني، أسمنت أعمال التشطيب واللياسة.

وتولي الشركة أهمية قصوى للنوعية والتنويع في منتجاتها التي لا تقتصر على أسواق المملكة العربية السعودية، بل تتجاوز ذلك إلى بقية مناطق الشرق الأوسط، يدعمها في ذلك الخدمات المتميزة التي يقدمها موظفو الشركة، لهذا فلا يوجد منافس للشركة التي تحتل مركز متقدماً من حيث النوعية والجودة.

وقد تأسست شركة أسمنت ينبع بموجب المرسوم الملكي رقم م - 10في 24-3-1397هـ الموافق 1977، برأس مال وقدره 700 مليون ريال، وتم بعد ذلك زيادة رأس مالها بنسبة 50 في المائة إلى 1.05مليار ريال، موزعة على 105ملايين سهم قيمة السهم الأسمية 10ريالات، تمتلك الدولة في أسهمها ما نسبته 21.20 في المائة، بينما يحظى القطاع الخاص والمواطنون بالنصيب الأكبر ونسبة 78.90 في المائة.

هذا وقد زاد إجمالي الأصول في الشركة بشكل ملموس خلال الأشهر التسعة الأولى من 2007م، وذلك بنسبة 13.34في المائة، ارتفاعاً من 2137مليون ريال للفترة 30 سبتمبر 2006مم إلى 2422 مليارا للفترة المماثلة من العام الجاري 2007م، وتبعا لذلك زادت قيمة السهم الدفترية من 20.35 ريالا إلى نحو 21.06، كما زادت المبيعات بشكل ملحوظ خلال الفترة المنتهية من العام 2007م فقفزت إلى نحو 907 مليون للفتر ة المنتهية 30سبتمبر 2007م من 670 مليونا للفترة المماثلة من عام 2006م، نتج عنه أن حققت الشركة نمواً في الأرباح بلغت نسبته 35 في المائة للفترة المذكورة أعلاه، وهذا ربما ينعكس على العام 2007م بأكمله، فمن المتوقع أن يستمر الوضع، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الأسمنت من جهة، التحسن في الأسعار، وسياسة الشركة المتعلقة بالجودة والخدمات المتميزة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد