Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/01/2008 G Issue 12892
الريـاضيـة
الثلاثاء 07 محرم 1429   العدد  12892
سامي الثقافة والذكاء والفطنة.. 3-9
خالد الدلاك

وفطنة وذكاء نجمنا الكبير المودع لملاعب كرة القدم قريباً سامي الجابر لا تقتصر على حدود المساحات الخضراء فقط.. بل يمتد هذا الذكاء وهذه الفطنة إلى خارجها أيضاً.. ويتمثل ذلك في تتويجه لأخلاقه الباهرة وتعامله المتميز مع الجميع بجاذبية نحوه وارتياح لمتلقي تحيته أو أي كلام آخر منه.. حتى لو كان المقابل أكثر المشجعين تعصباً وأعظم الرياضيين تطرفاً لفريق آخر ويكره سامي أقصى درجات الكره والبغضاء.

وغير هذا فهو بنظراته اللماحة الثاقبة يشعر الجميع من حوله أن تقديره واهتمامه شامل لهم وأنهم سواسية في التقدير والمحبة داخل قلبه الكبير المتسع لأي شخص كان حتى لو كان لا يعرفه أو أول مرة يقابله.. وهو بهذا السلوك وهذه الصفات يصنف كرجل علاقات من الطراز الأول فهو يملك حجة في الإقناع ووسيلة في إيصال المعلومة مدعمة بروح الدعابة الراقية الحاضرة والتي تزيد من محبته في النفوس وتقديره في القلوب..

كما انعكست تلك السلوك الحميدة وهذه القدرة العجيبة على أحاديثه لأي وسيلة إعلامية سواء كانت مرئية أو مقروءة أو مسموعة يعزز ذلك ثقافته العالية وأفقه الواسع والمكتسب بالفطرة ومن مدرسة الحياة التي تعلم منها الكثير وعانى منها الكثير أيضاً.. لذا فهو بسبب كل ذلك وما حباه الله من صفات وسمات فأحاديثه لا تمل ولا يوجد فيها رغم كثرتها أي سقطات أو تجاوزات رغم كثرة من يتجاوز عليه بالكلام ويسيء له بالأقوال.. ولا يملك من يسمعها إلا أن يكن له المزيد من التقدير والاحترام والإكبار والإجلال ومن خلال ما ذكر وتقدم فإن سامي الجابر يعد نموذجاً مثالياً للاعب المتكامل الذي يتفوق في الأخلاق ويبدع في السباق.. مما أوجد له صيتاً حسناً وسمعة طيبة داخل البلاد وخارجها.. وأوجد له أيضا علاقة مميزة مع الجميع صغاراً وكباراً باختلاف مناصبهم العملية وأوضاعهم الاجتماعية وميولهم الرياضية.

وحتى أفعاله وتصرفاته هي الأخرى تعد امتداداً طبيعياً لأخلاقه الحميدة وسلوكه الفاضل وذكائه الحاد وأذكر من تلك الأفعال على سبيل المثال لا الحصر.. تصرفا ذكيا وغير عادي تمثل في قيامه بحضور تكريم أقامه النصراويون لنجمهم الكبير السابق ماجد عبدالله في مقر ناديهم بمناسبة حصوله على عمادة لاعبي العالم رغم أن الدعوة لم توجه له رسمياً ورغم أن هناك من النصروايون من استغل هذا الحدث للإساءة لسامي والتشكيك في قدراته ورغم أيضا أن الوقت يشهد بداية نجاح سامي في زحزحة ماجد عبدالله عن عرش نجومية مهاجمي الكرة السعوديين..

لقد فاجأ سامي النصراويين بحضور المناسبة وهو يعرف ما في قلوبهم تجاهه وقدم نفسه من البداية كنجم مستقل بآرائه وأفكاره وثقافته وتصرفاته ولم يرضَ كما رضي غيره أن تكون نجوميته أداة بيد العابثين والمساومين أو استغلالها للنيل من الآخرين والتسلط عليهم..

مما يساهم في وجود فجوة بين النجم وجمهوره يحيله بعد الاعتزال إلى غياهب التجاهل والنسيان..!! أن ثقافة سامي وذكاءه وفطنته هي بالتأكيد سر التفاف الجميع من حوله الآن وحرصهم على المشاركة في حفل اعتزاله وتوديعه الوداع اللائق بسماته وصفاته بمعنى أن يحصد ما بذره من نبتة طيبة أصلها طيب وفرعها باسق وعنوانها السمو والأخلاق.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد