في الملتقى الأول للدور النسائية لتحفيظ القرآن بالقصيم جاء الملتقى بعنوان: (صناعة المعلمة: إعداداً وتأهيلاً).. وقد كانت جميع محاور الملتقى في تسع ورقات عمل تدور فيما يتعلق مباشرة بالخبرة في المجال ما كان منها (أكاديمياً).. وما كان فيها (إدارياً).. وما كان لها (دعما تطوعيا بالمال أو الجهد)...
وقد قسم الملتقى لثلاث جلسات شملت كل جلسة ثلاث أوراق عمل شملت جوانب التجربة في جمعيات تحفيظ القرآن في مناطق الوطن عامة والقصيم تحديداً.. بدءاً بتاريخ بدء التجربة، وبما تعمل عليه من التطوير والتحديث ومواكبة المتغيرات في أساليب التعليم دون أن تترك شاردة من فكر أو واردة من تقانة.. فإذا ما ذهبنا لزيارة الدور تجلت لنا هذه الطموحات في أبنية تضيء بنفحات القرآن جهود المتبرعين والساهرين والمنفذين من الرجال والنساء، وكأننا في ساحة ركض حي نحو اكتساب الجديد من آليات وإخضاعها للأمثل من القدرات، وتطويع كل ما يمكن الحصول عليه من جهاز الحاسوب إلى شاشات العرض إلى أجهزة السمع والإبصار، اعتماداً على التعلم الذاتي أو عن طريق الوسائط أو مباشرة المشايخ والمعلمات.
وفي مثل هذا المضمار كان الملتقى بأوراق عمله يجلي عن هموم الهاجس نحو تطوير الأداء تنبض بهذا الهاجس، ليس الصدور فقط بل السطور تلك التي أصغينا عند عرضها لكل نبضة كانت تبهج بكتاب الله هدفا للتعلم وغاية للأجر.. ليكون المنهج والهدي.
في الجلسة الأولى جاءت الأوراق الثلاث حول مدار: (إعداد المعلمة وتأهيلها).. وفي الجلسة الثانية ناقشت الثلاث الأخر مدار: (تطوير المعلمة وتقويم أدائها).. وفي الجلسة الثالثة ركزت الأوراق الثلاث على مدار: (استمرار التجربة وعطاءاتها).. إذ ليس أشرف من نهجٍ مآله كتاب الله... ولا أجدى نتيجة من إعلاء كلمته تعالى، وجعلها متنفس النفوس وزاد الصدور ولسان النطق.. ونبض الجوارح..
كان مع المحاضرين التسعة ثلاثة مديرين لجلساتهم.. أضافوا من معرفتهم وتجربتهم ما جعل الجلسات منابر من نور.
ولعل العمل التطوعي والجهود الفردية وإن جاءت في هذا المجال تحت مظلة وزارة الشؤون الإسلامية إلا أنه من المفترض أن تدرس بحيث تكون مدمجة بالتعليم العام؛ ذلك لأنه العلم الأبقى والواجب الأول..
ولجمعية بريدة تجربة في هذا الشأن لم يسبق لها من قبل سنأتي على ذكرها فيما يتبع..
بارك الله فيهم ولهم وزادهم قدرة وهمة.