Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/01/2008 G Issue 12899
الثلاثاء 14 محرم 1429   العدد  12899
تحت رعاية أمير الشباب وبحضور 70 ألف متفرج
سامي يودّع الملاعب في ليلة تاريخية

كتب - عبدالكريم الجاسر

ودع الأسطورة سامي.. ودع كرة القدم لاعباً إلى الأبد.. ودع الكبير فكان الوداع كبيراً بحجم النجم الكبير.. عانق الجابر الشباك للمرة الأخيرة بهدف من نقطة الجزاء هدف الحضور العالمي أمام الفريق العالمي مانشستر يونايتد.. بالأمس أسقط الهلاليون مانشستر بالثلاثة تماماً كما فعلوا مع سلفه فالنسيا الإسباني.

قدم الفريق الهلالي مباراة كبيرة.. وارتقى لاعبوه لمستوى المناسبة كعادتهم دائماً قارعوا نجوم مانشستر الند للند وتفوقوا عليهم بكل جدارة واستحقاق ليؤكدوا أن أبناء هذه البلاد قادرون على التفوق والإبداع ومقارعة الآخرين مستفيدين من كل ما هيأته لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الأمين.. نعم بالأمس أثبت أبطال الهلال أنهم عند مستوى المسؤولية والمناسبة.

بالأمس قدموا النموذج الأمثل لتكريم الوفاء والإخلاص والعطاء ممثلاً بسامي الجابر.. كرموا رمز كرة القدم السعودية الجميلة ورمز الإنجازات والواجهة المشرفة للكرة السعودية..

رفض الهلاليون في المناسبة الكبيرة إلا أن يكون التكريم كبيراً ويكون الانتصار كبيراً بحجم المساحة الكبيرة التي يحتلها سامي في قلوب كل الرياضيين..

** حضر النجم الأسطورة سامي الجابر في ختام مشواره كما يجب.. فأبكى محبيه وجماهيره وهو يهز الشباك ومعها القلوب ويرفض حتى وهو يودع الملاعب إلا أن يكون رجل الإنجاز.. نعم حتى في رحيله أبى إلا أن يقود فريقه ليحقق إنجازاً مشهوداً بالفوز على مانشستر يونايتد بكامل عدته وعتاده..

هكذا هو سامي الجابر عنوان للتألق وبطل للإنجاز وقائد فذ شرف الوطن في كل المحافل.. سامي واجهة مشرقة لناديه وبلاده وللرياضة فيها.. ختم مشواره الرياضي ختاماً متميزاً كما هو طوال مشواره.. مهرجان قل أن يتكرر ربما في الوطن العربي، حيث المحبة والوفاء والحضور الجماهيري الكبير الذي ودع النجم الكبير.. كل ما في المهرجان بالأمس كان رائعاً وجاءت مباراة الختام لتبقى في الذاكرة حين شهدت خمسة أهداف ثلاثة منها للهلال واثنان للضيوف وضربتا جزاء مهدرتان واحدة لكل فريق.

لعب الهلاليون أمام مانشستر وكأنهم يلعبون لسامي يخلصون لسامي ويتألقون لسامي. فظهر الزعيم زعيماً أبهر الإنجليزي الذين ظنوا قبل اللقاء أنهم في نزهة وتدريب ساخن.. لكن الزعيم صعقهم بثلاثية فجرت الفرح لدى جماهيره في يوم الحزن الكبير على وداع النجم الكبير.. نعم الهلال هذا الفريق المتفرد والمختلف أصر إلا أن ينشر الفرح بين جماهيرهم ويؤكد لهم أنه سيبقى قوياً صامداً رغم اختلاف الأجيال بالأمس سجل ياسر وسجل سامي وسجل الخراشي وأبدع الجميع.. نعم أبدعوا في يوم عالمي مشهود حاول خلاله الإنجليزي الحفاظ على ماء الوجه وفشلوا في الوقت بدل الضائع حين أهدروا ضربة جزاء قاتلة كانت ستعدل النتيجة.. حاولوا كثيراً الحفاظ على سمعة مانشستر دون جدوى فقد كان الهلال هو الأقوى والأكثر إصراراً والأقدر على التعامل مع المباراة وظروفها أداء هلالي رائع عنوانه الروح العالية والثقة والشخصية الهلالية المعروفة أجبر الإنجليز على القبول بالخسارة رغم مرارتها.. المباراة ممتعة وسريعة وقوية أكدت للإنجليز أن الكرة السعودية موجودة وقادرة على المنافسة.. وأنها كرة خلاقة وأخلاقية تكرم المبدع وتقدر المجتهد وتفخر بأبنائها ورجالها.. تفخر بالأبطال على شاكلة الجابر سامي وتقدر وتعطي من يعطيها.. فأعطى الهلاليون الدرس الكبير بتكريم الكبير وهزيمة الكبير من النادي الكبير.

دخل الفريق الهلالي اللقاء مدعماً بلاعبين اثنين هما أحمد الدوخي ومحمد نور.. حيث لعب الدعيع في المرمى وأمامه الرباعي الدوخي، تفاريس، المفرج والزوري.

وفي الوسط عزيز والغامدي والتايب ومحمد نور وفي الهجوم ياسر وسامي..

فيما دخل مانشستر اللقاء بأفضل لاعبيه باستثناء روني.. حيث لعب ديرسار في المرمى وأمامه الرباعي: تيمبسون، فردناند وأوتشيه وفي الوسط أندرسون، إجل، ملتشر وناني، وفي الهجوم رونالدو وديفر.

وبدأت المباراة قوية من الفريقين حيث كان الفريق الهلالي في قمة حضوره الذهني والفني واتضح التركيز الكبير لدى اللاعبين ما مكنهم من مجاراة مانشستر بشكل ممتاز فالاستحواذ على الكرة والمباراة كانت لدى مانشستر لكن الهلاليين استطاعوا امتصاص الاندفاع الإنجليزي ومن ثم تمرير العديد من الكرات المتبادلة في العمق الإنجليزي مستفيدين من المهارات العالية للتايب والتحرك المستمر لياسر وسامي ونور مع تقدم الظهيرين وخصوصاً الدوخي الذي كان أحد أبطال هذا الشوط.

ومع استمرار المحاولات الإنجليزية كان الهلال قادراً على الوصول لمناطق الخطر لمانشستر وإحراج الدفاع عبر أكثر من كرة لتأتي اللحظة الحاسمة مبكراً عندما نجح الكاسر ياسر القحطاني في هز شباك بطل إنجلترا.

د18 هدف أول للكاسر

* بعد الهجمات العديدة للهلال ومن هجمة متبادلة في العمق يتحصل نور على إعاقة قرب المنطقة يتصدى لها التايب ويسدد قوية تصطدم بالحائظ وتتهيأ لياسر القحطاني الذي سددها في المرة الأولى في جسم المدافع فرناند لتعود إليه مرة أخرى ويسددها رائعة قوية زاحفة على يسار فان ديرسار هدفاً هلالياً أول أشعل المدرجات الزرقاء.

ويواصل الهلال اللعب المتوازن والتصدي لكل المحاولات الإنجليزية لكن التغطية الدفاعية عند افتقاد الكرة كانت ضعيفة حيث كان البرتغاليان ناني ورونالدو يتسلمان الكرة بحرية وينطلقان في العمق الهلالي متجاوزين أكثر من لاعب ومشكلين خطورة كبرى على مرمى الدعيع.. ومن هذه الكرات المعاكسة نجح الأرجنتيني تيفز في معادلة النتيجة.

د24 هدف تعادل

فمن هجمة هلالية لم يحسن الزوري التصرف بالكرة ترتد معاكسة سريعة لرونالدو الذي تجاوز تفاريس ثم المفرج والغامدي ممراً لتيفز داخل المنطقة في مواجهة الدعيع الذي خرج لملاقاته لكنه كان أسرع فوضعها من تحته هدفاً جميلاً عدل به النتيجة.

لتعود المباراة وللمحاولات هنا وهناك حيث التقدم الجماعي للهلاليين والاعتماد على سرعة ناني ورونالدو بالنسبة لمانشستر ورغم نجاح الدفاع الهلالي بمعاونة الوسط في التصدي لهذه الكرات إلا أن سوء التغطية يتكرر مرة أخرى في الهدف الثاني.

د33 هدف ثانٍ لرونالدو

فمن ضربة ركنية نفذها ناني أخطأ الدعيع في الخروج والدفاع في التغطية يضعها رونالدو برأسه في المرمى هدفاً ثانياً.

د 37 هدف تعادل لسامي

لم تكد تمضي عليه سوى أربع دقائق حين شن الهلاليون هجمة منظمة جداً بين التايب ونور وسامي داخل المنطقة فيتعرض للدفع من أوتشيه وضربة جزاء تقدم لها سامي ووضعها في الزاوية العليا اليسرى للحارس البديل كوزكه.

بعد ذلك عاد اللعب للوسط حتى أعلن الكثيري نهاية هذا الشوط بالعادل 2-2

** مع انطلاقة هذا الشوط أجرى مدربا الفريقين العديد من التغييرات والتبديلات في صفوفهما.. حيث خرج أبرز النجوم من الهلال ياسر والتايب وعزيز والغامدي والدوخي ونور وتفاريس والمفرج.. ومن مانشستر فراناند ورونالدو وتيفز وسيمبسون وإفرا..

حيث أتيحت الفرصة لعناصر عديدة بدخول مالك معاذ وأحمد عطيف وأسامة هوساوي والمرشدي ونامي والبرقان والغنام والشلهوب فيما لعب من الجانب الإنجليزي روني والكوري بارك فضلا عن دخول الحارس الاحتياطي توم.. وجاء الشوط الثاني أقل مستوى من سابقه رغم عدم خلوه من الإثارة والمتعة بالهجمات السريعة التي شهدها وخصوصا من الجانب الهلالي.. حيث كانت الهجمات الإنجليزية تعتمد على الأخطاء الهلالية في الخلف ومنها جاءت أخطر الكرات لكن النجم المحتفى به سامي الجابر كسب ضربة جزاء أخرى عندما تعرض لإعاقة من اوتشين لم يتردد حكم اللقاء من احتسابها ضربة جزاء.

د52 ضربة جزاء ضائعة

حيث تقدم الشلهوب للكرة ووضعها في المرة الأولى على يسار الحارس داخل الشباك لكن الكثيري أعادها بحجة دخول أحد لاعبي الهلال ليطوح بها الشلهوب خارج المرمى ليغادر بعدها سامي الملعب.

د56 آخر عهد لسامي في الملاعب

** جاءت لحظة الوداع الكبرى عند الدقيقة 56 من زمن المباراة حين غادر النجم الكبير سامي الجابر الملاعب وإلى الأبد تاركا مكانه للبديل بدر الخراشي وسط القبلات التي حرص زملاؤه على توديعه بها بدءاً بالدعيع والشلهوب والبقية ليضج الملعب بالهتاف والتصفيق في لحظة وداع صعبة على الجميع.. لكن النجم غادر الملعب والسعادة تغمره بنجاح المهرجان والتقدير والحب الذي وجده من الجميع.. ويستأنف اللعب بالعديد من التغييرات لكن الرتم ظل كما هو تمركز هلالي جيد وسط الميدان وانتزاع الكرة من الخصم ومن ثم بناء هجمات سريعة يقودها الشلهوب تارة ومالك تارة أخرى مع مشاركة من الزوري ومن ثم بديله الذياب وبدا واضحا تفوق الهلاليين وقدرتهم التفوق والوصول لمناطق الخطر لخصمهم بسهولة وسرعة فيما ظهر الفارق كبير بين الفريق الأساسي لمانشستر والبدلاء الذين لم يستطيعوا مجاراة الهلاليين وقبلوا هدف التفوق الهلالي الثالث.

د 74 هدف رائع للخراشي

حيث قاد الذيب هجمة جميلة ناحية اليسار وحولها عرضية لمالك الذي أعادها برأسه أمام المرمى متجهة للمتمركز بدر الخراشي ليعالجها بضربة خلفية رائعة على يمين الحارس البديل لتاين هيتون هدفاً ثالثاً للهلال شن بعدها الهلاليون هجمات عديدة دون مقاومة من الدفاع الانجليزي الذي اندفع للأمام لتعديل النتيجة ومساندة الهجوم الذي لم يوجد به سوى البرتغالي ناني الذي شكل خطورة حقيقية طوال المباراة ومع دخول ليلو مكان الخراشي تحولت الجهة اليمنى لمانشيستر اليسرى للهلال لمنطقة مرور سهلة.

مقابل هجمات خجولة أبعد من إحداها أسامة هوساوي الكرة من على خط المرمى الهلالي بعد خروج خاطئ للدعيع ومدافعيه.. وفي الدقيقة الـ90 يتحصل ويلكوك على ضربة جزاء في الوقت القاتل بعد دخول الهوساوي الانزلاقي عليه في حالة انفراد ناحية الجناح الأيمن لكنه طوح بالكرة من فوق عارضة الحارس فهد الشمري الذي حل بديلاً للدعيع قبل خمس دقائق من النهاية.. وكاد الهلاليون الذين عادوا للهجوم مجدداً إضافة هدف رابع لكن التسرع حرم ليلو والشلهوب من التسجيل ليعلن الحكم الدولي سعد الكثيري نهاية اللقاء التاريخي بفوز كبير للهلال على ما نشستر يونايتد الإنجليزي (3-2).

من المباراة

** وداع وتكريم رائعان يليقان بالنجم الكبير وأفضل لاعب في الكرة السعودية في عصرها الحديث.

** سامي ودع جماهيره بهدف رائع من ضربة جزاء عدل بها النتيجة (2-2).

** النجم أحمد الدوخي قدم شوطاً رائعاً وشارك بفعالية مع فريقه السابق الهلال مؤكداً أنه أحد أبناء الهلال الأوفياء.

** محمد نور وعطيف ومالك معاذ كانوا في المستوى ولعبوا بروح عالية شأنهم شأن زملائهم في الهلال.

** أسامة هوساوي لعب في الشوط الثاني مع المرشدي وشكلا ثنائياً مثالياً أمام هجمات مانشستر في الشوط الثاني.

** ياسر القحطاني أكد حضوره القوي بهدف قوي في شباك فإن ديرسار تماماً كما فعل مع فالنسيا.

** التايب أمتع الجميع بأدائه الراقي وكراته الماكرة حيث كان أحد نجوم اللقاء.

** الدعيع يؤكد كل يوم أنه ما زال قادراً على العطاء لسنوات قادمة بمستواه الكبير يوم أمس.

** لو قدم الهلاليون وجوههم الشابة في المباراة لكانت الاستفادة مضاعفة.. وشاهدنا كيف كان وقوف الحارس فهد الشمري في المرمى بديلاً للدعيع مؤكداً أنه حارس كبير.

** فوز الهلال على مانشستر المستحق يؤكد مجدداً أن الهلال وحده القادر على مقارعة الكبار وهزيمتهم والتفوق عليهم وهذا ما حدث بالأمس وقبل ذلك أمام فالنسيا.

** أكثر من سبعين ألف مشجع هلالي زفوا نجمهم الكبير في يوم وداعه المشهود.

** نجاح مهرجان التكريم شهادة نجاح جديدة قدمها الثنائي سمو الأميرين عبد الله وعبد الرحمن بن مساعد حيث اقترن النجاح بكل ما يقدمانه للهلال وللرياضة والوطن.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد