لقد كرّم الله تعالى الإنسان منذ أن خلقه, ومنحه الأهلية المسؤولة عن تمتعه بحقوقه وممارسته لواجباته على نحو سليم ورتب الجزاء وجعله من جنس العمل، ويتساوى في ذلك الناس جميعاً بصرف النظر عن أنواعهم وألوانهم وإمكاناتهم.
والمرأة، هي الجزء الثاني في أي مجتمع لها حقوق وعليها واجبات كمثل الرجل وذلك بما يتناسب مع طبيعتها وثوابت مجتمعها. قادرة شرعاً وعرفاً على تحقيق الحضور الواضح بين بنات جنسها، بل الحضور الواضح بين الجزء المكمل لها وهو الرجل.
إن المتتبع لإنجازات المرأة في المملكة العربية السعودية في المجالات الأسرية والوظيفية والدراسية والإنسانية يدرك النجاح الذي حققته ولا زالت على الرغم من ظروف المجتمع التي تحد من تحركاتها، كما يدرك التقدير المجتمعي لمسؤولياتها التي تقوم بها ولأدوارها التي ينتظر أن تقوم بها، وبالتالي يخرج بنتيجة بأنها عضو لا يستهان به هذه حال المرأة في السعودية وعلى الرغم من هذا الحضور الواضح لها، إلا أنه مما يؤسف له أن تناقش همومها ومطالبها عبر وسائط غير سعودية كأن تأتي قنوات فضائية وعلى الهواء مباشرة تناقش واقع مشاركة المرأة السعودية في الميدان.
أليس من المناسب أن تناقش هذه الهموم والمطالب النسائية في المملكة العربية السعودية من خلال قنوات فضائية وطنية فالإمكانات الإعلامية البشرية والفنية متوافرة، كما أنه من المناسب أن يتولى العنصر النسائي السعودي هذه المناقشة ولا يقحم عنصر نسائي غير سعودي.
ومما يذكر للقنوات الفضائية الوطنية وتشكر عليه، هو أنها لم يلاحظ توجهها بتناول موضوعات غير وطنية وهذا توجه واع يكشف عن عدم الرغبة في الدخول في شؤون الغير.
لقد كثر تناول آفاق مشاركة المرأة السعودية عبر وسائل الإعلام لدرجة أن المتلقي غير الوطني يفهم أن المرأة هنا مسلوبة الإرادة ومهضومة الحقوق، وإذا سلمنا بوجود حالات نسائية لم تأخذ فرصتها في مجالات الوظيفة والعلم تبقى هذه حالات فردية ولا يعول عليها؛ لأنه في المقابل توجد حالات أخرى لها حضورها واحترامها في مجتمعها الصغير (الأسرة) ومجتمعها الكبير. وأيضاً إذا سلمنا بأن نطاق مشاركتها مقصور على نواح محددة.
فبالرجوع إلى أرض الواقع يلاحظ أنه لم يبق مجال يتناسب وثوابت المجتمع السعودي ومع طبيعة المرأة إلا وأتيح لها حق المشاركة مثل الرجل.
وإذا كانت هناك رغبات في المشاركة في مجالات أخرى فالأولى أن تتولى المرأة بنفسها تحديد هذه المجالات والأدوار التي تريد القيام بها. إنك لتشعر بالألم وأنت تشاهد المتحاورين والمتحاورات تحدث بينهم ملاسنة وصدامات وتبادل اتهامات في مثل هذه الموضوعات من خلال قنوات غير سعودية، ويزداد الإحساس بالألم عندما تشاهد الابتسامات على محيا مقدمي هذه البرامج.
drmusaedmainooh@hotmail.com