استأسدت القناة الإخبارية في زمن قياسي لا يتجاوز السنتين تقريباً في تغير صفحات الطرح الإعلامي الواسع.. وزجت الإخبارية بالعديد من الأوجه الإعلامية الشابة والمغمورة الذين لم يجدوا الفرصة في زمن التصارع لإبراز حب الذات. وخطا الوزير إياد مدني خطوات التغير بعد أن أوكلت إليه الدفة لإدارة القنوات الأربع.. وركز مدني على قناة الإخبارية الجريئة بعقل في أطروحاتها الإخبارية والبرامجية الحوارية المباشرة في وقت كنا نفتقد فيه كلمة على الهواء.. فأتى لها مسفراً عن ذراعيه، ومؤكداً بأهمية استقطاب المشاهد لها.. فأوجد من يرى فيه الخبرة والكفاءة الإعلامية والسبق المميز، وجاءت الإخبارية بأطروحات وبرامج حوارية لم يسبق لها مثيل في إعلامنا المطروح والمتزن.. فكان لابد أن يأتي الوزير مدني بمن يرى فيه القدرة على تشبيع الناس رغباتهم المنطقية بدلاً من اللجوء إلى شاشات التهذيب والتنفيس العكسي الذي يؤذي الوطن. تزامن هذا الاهتمام من معاليه بأن أوكل شاشة الإخبارية إلى المخضرم الإعلامي محمد التونسي.. وبين الفينة والأخرى يطرق التونسي ببرنامج متميز يعنى بالوطن داخلياً وخارجياً، وأوجد الفواصل الوطنية التي يعشقها الإنسان وهي تحمل رنين النجاح.. وخلق جواً جديداً ببث الخبر إضافة إلى البعد عن المستهلك في نشر الأخبار المحلية والدولية.. حتى أن الأخبار العاجلة أوجد لها مكاناً مميزاً في القناة.. أضف إلى منحاه الجديد في طرح خبر الميزانية بطريقة سلسة جداً وسهلة الاطلاع.. كما أن التونسي استطاع أن يجذب مشاهدي الوطن إلى التجاذب والتساؤل فيما يخص حياتهم ومعيشتهم اليومية.. في وقت ذهبت القنوات الأخرى (غير السعودية) مع الأسف إلى جذب المشاهد السعودي إليها، وطرحها لقضايانا بإسهاب وجلب الضيوف والعبث في الطرح غير المتزن.. فإذا بقناة الإخبارية تخوض بحق غمار التنافس مع هذه القنوات على المشاهدين نحو حوار هادئ وجريء وعقلاني لكي يصل إلى المسؤول بكل وضوح.. هذا التميز الفردي جعل للتونسي أن تخلق له الشائعات والعقبات لدرجة أنه نسب عنه الاستقالة وأنه يلوح بها بينما لا توجد لديه النية إلى مغادرة ما بناه وغيّر فيه.. لأنه يعمل وفق ثقة الوزير (مدني) ويجد الإشادات العليا دائماً.. من مسؤولي القطاعات الحكومية.. دعوا التونسي يعمل.. فالوزير مدني لا تنطوي عليه سلوكيات التوقعات والتخمينات، وسيبقى التونسي مديراً للقناة الإخبارية بدعم من معاليه.