يكثر الحديث في مجالس المجتمع السعودي هذه الأيام عن قضايا تهم المواطن السعودي بالدرجة الأولى ولا نبخس حق المقيم أيضاً في هذا الموضوع؛ فعلى سبيل المثال قضية غلاء الأسعار التي نهشت جيب الجميع وأقصد بالجميع هم المواطنون والمقيمون على حد سواء. القضية الأم لمحور الحديث في المجتمع السعودي على وجه الخصوص والخليجي على وجه العموم. وذلك كله بسبب التضخم الذي يزداد يوماً بعد يوم ولا حراك لساكن من قبل المسؤولين للتصدي لهذه القضية المهمة. من القضايا أيضاً التي لا تقل أهمية عن سابقتها إلا أن لها باعاً طويلاً في الورود في محاور الحديث في المجالس هي قضية تملك المواطن السعودي لسكن ينعم فيه بالعيش هو وأبناؤه مقروناً براحة لا يضاهيها راحة. نعم فهذه القضية مرت بأجيال عدة والنتيجة كسابقتها لا حراك من قبل المسؤولين لإيجاد حل سريع مناسب وجذري لهذا الموضوع، إذ إن آخر إحصائية عن الموضوع بالتحديد وهو نسبة تملك المواطن السعودي لسكن وبالتحديد في مدينة الرياض على سبيل المثال لا الحصر أفادت أن ما نسبته 85% من سكان الرياض يعيشون في منازل بالإيجار السنوي في حين أن ما نسبته فقط 15% من السكان في الرياض يسكنون في منازل تعود ملكيتها لهم.
من وجهة نظري مثل هذه المواضيع وغيرها التي لا يتسع المقام لذكرها كونها متشعبة هي الأجدر بالنقاش وعقد الجلسات والحوارات الرسمية والبرامج عبر القنوات الفضائية من أجل إيجاد حلول لها بأسرع وقت ممكن ليقلل من تكلفة المواطن المغلوب على أمره بإيجار سنوي يذهب أدراج الرياح ويقلل من ميزانية راتبه التي ازدادت حدة في الآونة الأخيرة بسبب غلاء الأسعار.
في الأسبوع الماضي وبالتحديد مساء يوم الاثنين وعلى قناة الإخبارية العزيزة علينا جميعاً عرض في برنامج المجلس الذي يقدمه الأخ العزيز مبارك العصيمي موضوع الطابور الصباحي في المدارس السعودية حيث استضاف مقدم البرنامج العزيز مجموعة من وجهاء القوم وعلى رأسهم الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى وصاحب فكرة إلغاء أو منع الطابور الصباحي في المدارس في أيام البرد القارس أي في ساعات الصباح الباكر وكذلك الأستاذ فهد المهيزيع مدير إدارة الاختبارات في وزارة التربية والتعليم كمندوب من الوزارة لمناقشة الموضوع.
وقد حاولت جاهداً حقيقة الاتصال بالبرنامج لأبدي وجهة نظري هذه حيال الموضوع فأقول هل انتهت قضايا المجتمع الرئيسة لنتطرق إلى مثل هذا الموضوع الذي لا أقول يخلو من الأهمية ولكن مقارنة بغيره يعتبر موضوعاً ثانوياً، حيث إن من الحلول المطروحة لهذا الموضوع إعطاء مديري المدارس الصلاحيات لمنع الطابور الصباحي في حالات البرد القارس رفقاً بصغارنا وفلذات أكبادنا من خلال توفر جهاز قياس الحرارة في ساحات المدارس الذي لا أعتقد أن تكلفته باهظة الثمن على إثرها يقرر مديرو المدارس منع الطابور من عدمه سواء في فصل الشتاء وعند ساعات الصباح الباكر عندما تكون درجة الحرارة متدنية أو على العكس في الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة. ولكن للأسف لم يسعفني الحظ في الوصول من خلال الاتصال لأشارك في الموضوع لأقول وأوجه سؤالاً مفاده: هل انتهت قضايانا الجوهرية لنخصص برامج وعلى القناة الإخبارية لموضوع يعتبر ثانوياً وبسيطاً مقارنة بغيره؟
Vip931@hotmail.com