الأولى
الغيرة تكون إيجابية كما تكون سلبية. والغيرة قد تكون مفيدة كما تكون عكس ذلك؛ فقد تكون الغيرة من صديق على صديقه لإحراز نجاح أو تفوق دراسي، أو على تحقيق رغبة معينة يحاول الآخر تحقيقها والوصول إليها، وقد تكون غيرة على تحقيق طموح شخصي أو مقصد علمي أو مادي أو اجتماعي، ويحاول الآخرون الوصول إلى هذا الطموح ومجاراته والسعي لتحقيقه. وقد يتغير مسار وهدف الغيرة إلى حسدٍ إذا ما كان مقروناً بشيء من الحقد أو الكراهية لوصول هذا الشخص أو ذاك إلى طموح وهدف معين عجز الآخرون عن اللحاق به. وقانا اللهُ شرَّ الغيرة غير الحميدة، وجعلنا ممن يغارون للوصول إلى أهداف ومعانٍ سامية.
الثانية
للمجاملة إيجابياتها كما لها سلبياتها؛ فهناك مجاملة سائدةٌ بين الناس وسارية فيما بينهم سواء كانت بالأقوال أو الأفعال، والمقصود بها إضفاء نوع من المودة والمحبة والألفة مع الأحبة والأصدقاء بعيدة عن الإساءة للآخرين أو جرح مشاعرهم. وهذه المجاملة مطلوبة؛ لما لها من فوائد عديدة، ولكن بحدود معقولة دون إسراف أو إخلال بقواعد الأمانة وأصول الصداقة. وهناك مجاملة تأتي في مواقف عدة، ولكن نتيجتها تأتي سلباً على الآخرين وسبباً لهضم حقوقهم أو نقص مكانة أحدهم أو إقرار على فعل من عمل غير مرغوب أو مستحب، ولكنها أتت مجاملة لهذا أو ذاك. وهذه المجاملة مرفوضة وغير مستحبة، بل إنها تؤدي إلى الإضرار بالآخرين وتأزيم علاقات الإخاء معهم.
لذا فإن المجاملة مطلوبة، ولكن بحدود العقل، وبحدود متزنة واضحة المعالم غير ضارة لأحد.
الثالثة
ما أجمل الوضوح؛ فالوضوح في المعاملة يجعل من صاحبه شخصاً محترماً، الوضوح في القول يضفي على الشخص تقدير وحُب الآخرين، ويجعل من الإنسان شخصية واضحة المعالم. ما أجمل أن يكون الإنسان واضحاً في تصرفاته؛ ففي ذلك انفراد بشخصية مستقلة ذات احترام من الجميع. فعندما يكون الشخص واضحاً في مطلبه فذلك يسهل من تلبيته، وعندما يكون واضحاً في مسلكه فهذا يسهل القرب منه والتودد إليه.. وما أجمل أن نجعل من الوضوح مبدءاً لا نحيد عنه، وبذلك نكسب المزيد من الأحبة والأصدقاء.
الرابعة
هناك من الناس من هو مشهور بحب الخير والسعي في قضاء حوائج الآخرين، فكان محبوباً من الناس. وهناك من اشتهر بعمل أتقنه حتى أقبل عليه الآخرون واجتذب بشهرته كثيراً من الناس. ومنهم من اشتهر بعلومه المبدعة حتى أضحى علماً يعرفه الناس في كل مكان. ومنهم من اشتهر بإبداعاته الرياضية والفنية. وهناك العديد ممن اشتهروا في مجالات أخرى؛ ما جعل منهم أشخاصاً معروفين لدى الآخرين. وعلى العموم فالشهرة تزيد صاحبها إبداعاً وتألقاً إذا ما أتت نتيجة عمل يهم وينتفع به الجميع؛ لذا فالمحافظة عليها تكون باستمرار الأعمال المحببة والأفعال النافعة، عندها تكون شهرة إيجابية.