Al Jazirah NewsPaper Friday  25/01/2008 G Issue 12902
الجمعة 17 محرم 1429   العدد  12902
نبض المداد
هكذا هم الكبار
أحمد بن محمد الجردان

في خضم استعداداتنا في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للمشاركة في معرض وسائل الدعوة التاسع الذي سيقام آخر هذا الشهر - بإذن الله تعالى - في منطقة جازان توقف عن العطاء - وأرجو أن يكون توقفا مؤقتا - رجل من الرجال البارزين في مجال المعارض بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذلكم وهو الزميل الشيخ علي الأسمري رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محافظة بللسمر الذي حال قضاء الله وقدره دون مشاركته معنا في الاستعداد لهذا المعرض فتوقف عن ركضه الرائع بكل معاني الروعة في مضمار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث وقع له حادث مروري مؤلم غيبه عن الوعي في غرفة العناية المركزة حتى لحظة كتابة هذه الأسطر!!

والحقيقة أن توقف عطاء أهل العطاء يربك بلا شك مسيرة أي عمل لأن العمل يحتاج إلى رجال كحال أبي عائض في بشاشته وطيبته وإنكاره لذاته وتميزه بالأسلوب الناجع جدا في إنكاره للمنكر وأمره بالمعروف، ومما يميزه - شفاه الله - أنه يعمل في كل لحظة يتاح له فيها العمل إلى درجة أنك تشفق عليه وتطلب منه أن يرأف بنفسه فيرد بعبارته الشامخة شموخ طموحه (راحتي أن ينجح عملنا) لذا يقدم كل ما في وسعه للوصول إلى النجاح دون أن ينظر إلى تكليف يجني من ورائه دريهمات معدودة تضاف إلى راتبه!!، ولا عجب فهكذا هم الكبار ينبئك عن حضورهم أعمالهم وعطاؤهم، وهم يختلفون بطبيعة الحال كل الاختلاف عن أولئك الذين يسعون بكل جهدهم للظهور فقط عند وميض الكمرات وحشود الفضائيات لا لشيء إلا ليظهروا في صورة يكملوا بها نقص نفوسهم ولربما وجدت من هذا الصنف من اشتعل رأسه شيبا وهو لم يقدم شيئا غير ركضه المضحك المبكي وراء الأضواء ليظهر في الصورة فقط وهذا منتهي طموحه، وحقا بئس الطموح!!.

لا شك أن لغياب أبي عائض - شفاه الله - أثرا في نفوسنا حيث تعودنا كل عام يعمل معنا بهمة ونشاط لتظهر مشاركة الرئاسة بصورة رائعة ومميزة لكنْ عزاؤنا أننا وإن فقدنا شخصه الكريم فلم نفقد كلماته وحماسه وجديته فنحن في كل مرحلة من مراحل مشاركتنا نتذكره ونستلهم منه الحماسة والهمة والصبر وهذه في الحقيقة من العجائب فبالرغم من أنه في غيبوبته مسجى على سريره الأبيض لا حراك له إلا أننا نراه حاضرا بيننا وهكذا هم الكبار نرى أثرهم الجميل وإن لم يكونوا معنا!!

شفى الله الشيخ علي الأسمري ورده إلى أهله ولنا سالما غانما ليواصل من جديد عطاءه وركضه الجميل والرائع في خدمة دينه ووطنه ومجتمعه نجما ساميا في سماء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تعالى.. آمين.



ajardan@maktoob.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد