Al Jazirah NewsPaper Friday  25/01/2008 G Issue 12902
الجمعة 17 محرم 1429   العدد  12902
رياض الفكر
برج المملكة ودعوة لغرس قيم الانتماء
سلمان بن محمد العُمري

يحرص كل زائر لدولة (ماليزيا) على زيارة برجيها الشاهقين، واللذين يعدان بحق رمزا لنهضة هذه الدولة، التي استطاعت أن تصعد سلم التطور في أقل من ثلاثة عقود من الزمن، وتفرض حضورها كقوة اقتصادية واعدة.

وماليزيا دولة حريصة كل الحرص أن تعرف أبناءها وزوارها بإنجازاتها، ومعالم نهضتها، فنجدها تقدم كثيرا من التسهيلات لتحقيق هذا الهدف، ومن ذلك تخصيص تذاكر مجانية لعدد معين من المواطنين أو الزائرين لصعود البرجين الشاهقين في قلب العاصمة الماليزية في يوم محدد من كل أسبوع، وهذا ليس اختراعا لماليزيا فقط، فثمة دول أخرى تفعل مثل ذلك الشيء، مثل إيطاليا وفرنسا، حيث تقدم تذاكر مجانية لصعود برج (بيزا) أو برج (إيفل)، إضافة إلى التذاكر المخفضة للرحلات الطلابية والجماعية وغيرها.

ومثل هذه الأمور من شأنها التعريف بحضارة هذه الدول، ومعالمها السياحية أو الاقتصادية ليس لزوارها فقط، بل وقبل ذلك لأبنائها ومواطنيها، وخاصة أبناء المدن الأخرى، أو المناطق الواقعة بعيدا عن العواصم، أو المدن التي توجد بها هذه المعالم.

وما من شك أن إتاحة الفرصة للمواطنين لزيارة مثل هذه الأماكن، ينمي مشاعر الاعتزاز بإنجازات وحضارات هذه الدول في نفوس أبنائها، ويزيدهم ارتباطا بها، وحرصا على حماية مكتسباتها، والإسهام في إنجازاتها.

ومن هنا فإننا ونحن ننظر بكل حب واعتزاز إلى برج المملكة الذي يرتفع شامخا في قلب عاصمتنا الحبيبة الرياض، شاهدا على ما حققته بلادنا من تطور وازدهار، نأمل أن نستفيد من هذا المعلم العمراني والاقتصادي الفذ، على غرار ما يجري في ماليزيا أو إيطاليا وفرنسا، في التعريف بإنجازاتنا الوطنية، والتي يمثل هذا البرج الشاهق أحد صروحها ومعالمها المعاصرة والحديثة.

وإذا كنا ننظر بكل التقدير إلى عطاءات وجهود صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز - رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، صاحبة هذا الصرح العملاق، في خدمة الوطن، ومبادراته الكثيرة لدعم الشباب والمواهب، والأنشطة الرياضية والثقافية، والأعمال الخيرية، فإننا نأمل أن يوجه بإتاحة أكبر فرصة لأبناء المملكة، وحتى زائريها لزيارة هذا الصرح، من خلال تخصيص تذاكر مجانية في أحد أيام الأسبوع لصعود البرج، بمرافقة بعض المشرفين للتعريف بمحتوياته وإمكاناته، وحتى التصميم المعماري والهندسي له، ليصبح نافذة يطل منها الجميع على تطور بلادنا، ونافذة أيضا لرؤية معالم العاصمة الغالية (الرياض)، حاضرة بلادنا الحبيبة، وبانوراما تطورها وتقدمها، وقبل هذا وذاك ترسيخ قيم الانتماء والاعتزاز بها في قلوب أبنائنا من الشباب والفتيات، من طلاب المدارس والجامعات من أبناء مدينة الرياض، أو المدن السعودية الأخرى.

وكلنا ثقة أن يبادر سموه إلى هذا التوجيه الكريم، ليضاف إلى مبادراته الكثيرة في خدمة الوطن، وإسعاد أبنائه، وعطاءاته الكبيرة لتعزيز قيم الوطنية والانتماء لبلادنا الطيبة.



alomari1420@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5891 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد