Al Jazirah NewsPaper Friday  25/01/2008 G Issue 12902
الجمعة 17 محرم 1429   العدد  12902
حولها ندندن
صبراً أحباب الأقصى
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

حينما يقام (حدّ شرعي إسلامي) على قاتل سفك دماً بريئاً، وأثار رعباً اجتماعياً، نسمع جعجعة أصوات غربية أمريكية منادية بما تسميه حقوق الإنسان حسب مفاهيمها الخاصة.

ولكن أن ترى تلك المنظمات ودولها استباحة الدم المسلم المهدور في فلسطين من قبل اليهود، فهذا له تفسير آخر حسب شرائعهم التي تبيح لهم فعل أي شيء دون العالمين.

إنَّ الناظر لتلك المجازر الصهيونية (بحيادية تامة) يتأكد أنها غير مبررة، فبحسب اعترافاتهم المستمرة: أنه ليست هناك خسائر جسدية أو مادية؛ فعلام إذن ذلك الانتقام الحاقد المتكرر؟ وأين إيمانهم بالديمقراطية وحق الشعوب في التعبير والمعارضة؟

أما إن كانت تلك الخربشات الشبابية الفلسطينية لا تعجب تلك الدولة العنصرية المتجبرة، فلماذا لا يكون العقاب والردع في مستوى الجناية؟ هذا إذا سلمنا جدلاً أن الدفاع عن النفس والمطالبة بالحق يعد ذنباً يستحق الإبادة الجماعية؟

إنَّ هذا هو الإرهاب الباطش بعينه الذي لا تعبأ الدولة العبرية بأن يطلق عليها، ولا تستميت في نفيه عنها، بل ترى أن ذلك حق من حقوقها، وهو بالتأكيد منطق القوي الغالب المفتري.

ورغم كل ذلك نرى بين الفينة والأخرى أن هناك من يستقيل منهم من منصبه الرفيع ويضحي به إذا رأى أن حكومته اليهودية المستبدة قد تخضع قيد أنملة لإعطاء صاحب الحق ولو جزءاً ضئيلاً من حقه المغتصب!

فلماذا يلام الفلسطينيون المقيمون في بلادهم إذن حينما يعترضون على الحيف الذي يحيق بهم منذ أكثر من نصف قرن وهم الذين يدافعون عن (قدس المسلمين الحبيب بأجسادهم) التي غدت سداً منيعاً في وجه الغاصب؟

لقد أنذرنا نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم (بأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)، فها هم المصرّون على تحرير القدس يبادون بلا هوادة، فماذا نحن فاعلون لنجدتهم قبل أن يلتفت الطامع إلى مقدساتنا الأخرى التي يعتقد أيضاً أنَّ له حقاً فيها؟

مهما قيل ومهما يقال عن كيفية مقاومة إرهاب الأفراد أو الجماعات فلن تحدث نتيجة إيجابية فاعلة حاسمة طالما أن الإرهاب الدولي مستمر باستفزاز وتأييد عالمي.

ومهما قيل عن نشر ثقافة التسامح ومد اليد لمصافحة الآخر وحبه، فإنها ستظل شعارات حبراً على ورق تذروه الرياح، ما دام أن التكتلات العالمية ما زالت قائمة على أساس عرقي وديني، والدولة الغاصبة تحمل (مسمى دينياً)، هو بالتأكيد بريء من كيدها وأباطيلها.

يبقى هناك دور أمام جميع الدول العربية والإسلامية بما يتلاءم مع قدراتها ومع ظروف العصر، هي مسؤولة عنه (دينياً وتاريخياً) قبل اشتعال المزيد من النيران.

*الأستاذ المشارك بجامعة الرياض للبناتالأستاذ المشارك



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد