Al Jazirah NewsPaper Friday  25/01/2008 G Issue 12902
الجمعة 17 محرم 1429   العدد  12902
لما هو آت
صناعة الحصاد... (6)
د. خيرية إبراهيم السقاف

لم يكن الإجلاء في هذا الملتقى عن أهمية إعداد معلمة القرآن وتطوير أدائها ومن ثم تقويمه لمجرد عرض القول وبسط الأفكار في ملتقى أول بل هدف بالدرجة الأولى إلى الإجلاء عن مَنفذين يؤديانِ إلى أهمية العمل في مجال كتاب الله وعلومه ذلك العمل الذي يأخذ أبعاده وعمقه من الإيمان الذاتي الفردي المطلق في جانب التطوعية في الشأن... سواء بالمال أو الجهد...

وفي الجانب الثاني يجلي عن ضرورة تبني هذا الإيمان في شكل عمل مؤسساتي يأخذ صبغته وصفته الرسمية ولذا جاءت الجلسة الثالثة تستشرف في أوراقها الثلاث الاستمرارية من حيث عواملها وتوازن الإدارة فيها بين الجنسين من الرجال والنساء ثم تلك التضافرة القوية المركزة على تكامل شخصية المعلمة من حيث العلم والحفظ والمهنية المؤهلة...

في الورقة الأولى بعنوان: (عوامل استمرار المعلمة في الانتساب للدار) تحدث الأستاذ موسى بن محمد الموسى مدير القسم النسائي بجمعية المجمعة عن العوامل التي تهيئ الاستقرار لمعلمات الدور في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بما يضمن عدم تسربهن بعد أن أجرى ورقته بحثاً ميدانياً وقف فيها على جوانب ليست تنظيرية ولا رؤى شخصية بل تشخيصاً علمياً بحثياً من خلال الواقع باستفتاء عدد كبير من معلمات الدور وقف فيها على جملة من المتغيرات الحافزة للاستقرار وتلك المحرضة للتسرب...

ولئن اشتركت المتغيرات في مجالي التعليم العام والتعليم في الدور بمثل ما هي بين المتطوعات من معلمات دور التحفيظ في الجمعيات الخيرية و بين المعلمات من الموظفات في التعليم العام بمراتب موسومة البند والمرتب...

إلا أن الأستاذ موسى استطاع أن يحصر أهم مؤثرات الاستمرار لمعلمات الدور وهي: سد حاجة التعليم في الدور بالعناصر المؤهلة منهن في المجال من جهة...

ومدى الاستفادة من تراكمية خبراتهن في التعليم المختص بكتاب الله والعلوم الشرعية المصاحبة...

ومن ثم فهن عند الاستمرار يؤهلن لقيادة الدور إدارياً بعد أن يتم إعداد عناصر مؤهلة على أيديهن...

وفي هذا ما يساعد على انتشار أوسع لدور التحفيظ وإتاحتها للعدد الأكبر من شرائح المقبلات على تعلُّم وحفظ كتاب الله...

ولا يتحقق الاستقرار النفسي في ضوء الفراغ من العوامل التي تحققه في منظومة من أنظمة وآليات مثل الحوافز المادية والمحفزات المعنوية في ضوء وجود نظام إداري يُعنَى بخدمة مساندة لا تغفل تيسير المواصلات لهن وضمان حضانة أبنائهن, ورعاية موازنة الوقت بين عملهن في الدور وواجباتهن في البيوت...

ومن جهة أخرى تحقيق فرص تطوير خبراتهن وزيادة معارفهن وذلك بالتخطيط والتدريب ومنح الفرص لتبادل الخبرات وتيسير أحدث السبل للاتصال بمصادرها...

ثم جاءت الورقة الثانية للأستاذ إبراهيم بن سليمان الخميس مدير عام جمعية التحفيظ بمحافظة جدة وهي في مدار (التوازن بين آليات أداء إدارة الرجال والنساء للدورالنسائية للكشف عن أثر هذا التوازن في عطاء المعلمة)...

وقد أبان فيها مدى تأثير التوافق في الأداء والثقة في تبادل الأدوار ومن ثم كشف عن تجربة جمعية جدة في إسناد الإدارة وتنفيذاتها الكلية عن طريق إدارة المرأة التي حققت توازناً ملحوظاً بجهود متكاتفة وعناية بتحقيق الأهداف...

ثمة ما يتطلب إيجاد أنظمة داخلية من شأنها تطوير وتحديث آليات هذا التضافر والنهوض بها...

وقد أكدت التجربة قدرة المرأة على إنجاح مسيرة أهدافها حين يكون التخطيط قائماً على عناصر مدروسة من خطوات التنفيذ...

ثم ختم الملتقى الدكتور عبدالعزيز بن محمد العويد نائب رئيس المجلس الإشرافي ومشرف دار الضياء ببريدة بورقته التي كان مدارها (التكامل في شخصية المعلمة) وهي ختام مسك إذ تقوم العملية التعليمية على عنصر المعلمة بوصفها الدعامة الأولى للتنفيذ وهي بصفاتها وسماتها الفاعلة في ترسية عناصر الخبرة في منحى البلوغ...

وفي هذا تحدثت الورقة من خلال محورين: الأول ما يتعلق بموضوع التعليم وهو كتاب الله تعالى الذي ليس هو مادة علمية تنقل خبراتها للفائدة العامة بل هو كتاب الله الكريم منهج العلم والعمل والبداية والنهاية, والمحور الثاني ما لهذا الكتاب من نتائج أخروية في مكاسب الرضا والبركة والرحمة والخير والفضائل الأخلاقية والسلوكية والفكرية... حين تكون مَنْ تُعَلِّمُهُ ذات إيمان برسالة تعليمها والاعتزاز بها ومن ثم الإخلاص لها عن العلم بها... فتعطي بسخاء وصبر ووفاء بعدل ولا تتردد عن تطوير ذاتها ومهاراتها المهنية والشخصية...

أدار الجلسة الدكتور صالح بن محمد الونيان مشرف دار البشائر والتميز ببريدة وقد أثرت لمحاته وأضفت إداراته على الجلسة ما ربط به بين موضوعات الملتقى وختمها بزبدة خير وفضيلة مجلس ...

كان في هذا اللقاء بهذا الملتقى ما أبرد النفس وطمأن القلب وأشاع.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد