Al Jazirah NewsPaper Friday  25/01/2008 G Issue 12902
الجمعة 17 محرم 1429   العدد  12902
العمدة أو رئيس الحي
محمد علي الجار الله

دأبت قناة الإخبارية - وفق الله القائمين عليها لكل خير وسعادة - على تلمس الصالح العام وإثارة مواضيع ذات قيمة ومغزى شريف وبناء، ومن هذا النهح سؤال اليوم الذي يطرح على المواطنين متسائلاً عن وضع عام له شأنه وحساسيته، وبطريقة عشوائية يطرح السؤال على المواطنين والمقيمين طالما أن الموضوع يهم الجميع ولا يفرق بين كبير وصغير وكهل وطفل ورجل وامرأة، فالكل مواطنون ومعنيون بالأمر، وكل المواضيع اختيرت بعناية فائقة وأعدت إعداداً جيداً، وجمعت كثير من الآراء والتوجهات والاقتراحات، كأنه بدا أن بعض الإجابات عفوية طبقاً لإمكانات المتلقي وحالته النفسية عند السؤال، ولكن بعض المواطنين يجيب بإجابات مقتضبة وملائمة للسؤال ويعبر عن حقيقة الوضع، ويحتاج المواطن إلى وقت أطول واستعداد أكثر لتقييم السؤال والإجابة عنه، ولكن وقت البرنامج لا يسمح، فهدف البرنامج هو استقطاب أكبر عدد من المواطنين ومعرفة التوجهات العامة نحو الموضوع، ثم ماذا؟!

وماذا بعد أن يتم الاستطلاع وجمع الآراء والإجابات غثاً وسميناً، ما النتيجة؟

أتساءل ويتساءل غيري عن النتيجة التي تجنى من وراء هذا الجهد العظيم وهذا الوقت المهم الذي يقضيه موظفو القناة وقد تلحق بهذا الجهد مصاريف مالية ومستلزمات إدارية وعناء جسماني وفكري على من يعد ويتفقد ويشرف ويصور وبالتالي ينتج ويخرج! ما النتيجة بعد ذلك وبعد الإحاطة الكاملة أو شبه الكاملة حول موضوع مهم ومعاناة يومية أو مستديمة لشريحة أو لكل الناس، هذا هو المهم؟

هل يجري جمع هذه الآراء وتحليلها واستخلاص الآراء الصائبة منها والخلوص إلى حل بناء يقدم لصاحب الشأن من الجهات الرسمية لمعالجته ولحل المشكلة؟ أم أن هذا الموضوع يؤخذ برمته ويقدم لجهات الاختصاص لتقوم بالباقي في الحل والمتابعة من تمحيص وتحليل واستنتاج وبالتالي إصلاح الخلل إن كان هناك خلل، أم أن هذه المواضيع تحفظ في أرشيف القناة كحاصل جهود مبذولة يأخذ عليها القائمون مكافآت أو مرتبات كجزء من عملهم وحسب؟! أم ماذا؟ كثيرة هي التساؤلات وكثيرة هي الإجابات والحلول المقترحة لكل إشكال، وعقول المواطنين المخلصين تزخر بالعطاء والفكر الناضج والبناء، فهم الذين يريدون مصلحة هذه البلاد وحسب، طالما أن قيادتنا بكل فروعها أتاحت لمواطنيها مساحة من الحرية البناءة التي تعطي وتبني وتقيّم وتقوّم، فلا تهدم أو تدمر أو تخرب، وإلا لما كانت هذه البرامج التي تلامس أحياناً شؤون إدارة أو هيئة أو غير ذلك، تُذاع على الهواء مباشرة ويتداولها المواطنون على كل شرائحهم وثقافاتهم وأعمارهم.

ودائماً نبحث عن النتيجة وعن الحل لهذه المعضلة الموضوعة تحت المجهر، ومن بين هذه المواضيع الكثيرة - وكلها مهمة بالطبع - وأحدثت حيزاً من النقاش بين السائل والمتلقي المجيب، وهو سؤال: ماذا تريد من عمدة حيّك أو ماذا تريدين؟

يسأل السائل وكأنه يعلم أن لكل حي عمدة، وأن هناك نظاماً للعُمد وأن العُمد موجودون في كل الأحياء ولم يبق عليهم إلا أن نساعدهم باحتياجاتنا كمواطنين نضعها تحت دائرة مسؤولياتهم، ولكن السائل قد تلقى الإجابة من بعض المواطنين بسؤال يقول: إنني لا أعلم إن كان هناك عمدة حي، والآخر يقول إنني أتمنى أن أراه، وآخر يقول إني أسمع عنه ولا أراه، والآخر يقول إنني أقترح أن يقوم العمدة بكذا وكذا لقضاء حاجات المواطنين وكأنهم يشرّعون مهام العمد الذين لا يوجدون أصلا أو أنهم كانوا موجودين في زمن قديم جداً وفي مناطق محدودة من المملكة فقط، وقد تسربت منها عينات في مناطق أخرى لا تكاد تذكر.

ومن هذا المقال أخلص إلى فكرتين أرى أن أقدمهما بهذه المناسبة:

الفكرة الأولى: أرى أنه بعد كل برنامج والحصول على آراء المواطنين المختلفة أن تستضيف القناة مسؤولاً رئيساً من الدوائر ذات الاختصاص لاطلاعه على إجابات المواطنين وأن يعطي المسؤول الضيف فرصة من الوقت للإجابة عن التساؤلات وإظهار ما لدى إدارته أو هيئته عن هذا الموضوع وما الحلول المقترحة، فبذلك نستطيع أن نقول إن الموضوع قد أشبع نقاشاً وتم الوصول إلى حل سواء في الحاضر أو في المستقبل المنظور طبقاً لقدرات هذه الهيئة أو الإدارة، وقد يترتب على هذا البحث استضافة آخرين من الجهات الإدارية للمشاركة في التخطيط والتنفيذ إذا كان هناك أكثر من جهة مسؤولة.

الفكرة الثانية: تدور حول ما يختص بالعُمد، فإنه وحسب علمي قد يوجد عُمد ولكن بصورة محدودة وأنها مسميات قديمة لا تتلاءم ومتطلبات المرحلة، ولطالما أن الأوضاع تحتاج إلى مزيد من الانضباط والضبط، فإنه يجب أن نستجيب لمتطلبات المرحلة بما يلائم الأوضاع المستجدة وذلك بتطوير وضع العُمد واستبدالها برؤساء للأحياء وذلك بعد إحصاء وتحديد الأحياء في كل مدينة من مدن المملكة وقراها ومراكزها، ترتبط بجهاز إداري يتبع للوزارة المختصة، وتوكل إلى هذا الجهاز مهام كثيرة منها.

1 - إحصاء المساكن بعد تحديد الحي وشوارعه ومسمياتها وأرقام المنازل.

2 - معرفة أسماء السكان في كل حي وجنسياتهم.

3 - معرفة المواقع التجارية وأنشطتها وتراخيصها.

4 - معرفة المصادر الخدمية في كل حي ومدى كفايتها، كالماء والكهرباء والهاتف والصرف الصحي والطرق وغيرها.

5 - الإشراف على أنشطة الأجهزة والتعاون معها لتأدية مهامها.

6 - يشتمل مركز رئيس الحي على سجل متطور يحيط بكل هذه المجالات وغيرها.

7- إيجاد مراكز اجتماعية وترفيهية في الحي إضافة إلى الأنشطة الرياضية المحددة.

8 - التعاون فيما بين الجميع لإيجاد وسائل أمنية متطورة للمنازل والمحال التجارية.

وبماذا يختص مركز رئيس الحي.. فإني أرى الآتي:

1 - مجهز بكل الإمكانات اللازمة.

2 - يتكون مركز رئيس الحي من عدد من المشرفين أصحاب الخبرة السابقة في المجالات الأمنية.

3 - يمكن الاستفادة من المتقاعدين العسكريين وأصحاب الاختصاص.

4 - إتاحة مجالات وظيفية للشباب الراغبين في العمل، وذلك بتوفير الفرص وتغطية احتياجات الشباب.

5 - تدبر مرتبات رؤساء الأحياء ومكافآتهم من الدولة أو من سمات دورية تؤخذ من كل منزل.

هذه نظرة عامة على شأن مهم آمل أن تجد طريقها إلى العناية والحل السريع، والله ولي التوفيق.



mohammed.jarallah@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد