Al Jazirah NewsPaper Friday  25/01/2008 G Issue 12902
الجمعة 17 محرم 1429   العدد  12902

عيد بأية حال عدت؟
شعر: محمد سامي العمر

 

يا أُمةَ العُرْبِ عيدٌ حَلَّ في داري

فأيقظَ الألم الغافي بأشعاري

حتى اشرَأبَّت إلى العلياءِ قافيتي

ثم انبَرَت حمماً من وهجِ أفكاري

وأمطَرَت فوقَ بيداءِ الدُّجى أملاً

عسى السنابلُ تنمو بعدَ أمطارِ

وأشعَلَت من لهيبِ الشِّعرِ شمعتَها

عسى لعلَّ تنيرُ الدربَ للساري

***

العيدُ أقبلَ والأحزان تجمعنا

وأمتي حالها يُشْوى على النارِ

كأنها من بحورِ الوهنِ قد شَرِبَت

أو أنها ريشةٌ في كفِّ إعصارِ

أو أنها زوق (وَسْطَ) المحيطِ وقد

ضَلَّت بها سبلٌ من دونِ بحَّارِ

هذي فلسطين يا قومي قد اغتُصبت

ستونَ عاماً أرى الأغرابَ في داري

ستونَ عاماً خيول العُربِ ما سُرِجَت

حتى إذا سُرِجَت تاهت بمضمارِ

كأنني (بصلاحِ الدينِ) يسألني

عن أرضِ حطين عن قومٍ وآثارِ؟

عن الجيوشِ التي في أرضها كَتَبَت

ملاحماً بحروفِ النور والنارِ؟

وعن صهيلِ خيولِ النصرِ إذ عَزَفَت

ألحانَ مجدٍ لنا من دونِ أوتارِ؟

وعن حوافرهِا في الأرضِ قد رَسَمَت

دربَ العلا وطريقَ النصرِ والغارِ؟

***

(عيدٌ بأيَّةِ حالٍ عُدْتَ؟) هل قَرَأَتْ

عيناكَ ما حَلَّ في وَرْدي وأزهاري

هذي البساتين في بغداد قد دَرَسَت

وجدول الدَّمِ في ساحاتِها جاري

يا ويحَهُم هَتَكوا عِرضَ العراقِ على

شطِّ الحضاراتِ إرضاءً لأوطارِ

ومجلسُ الأمنِ للأقوى بساحتهِ

شريعةُ الغابِ فيها ألفُ معيارِ

كأنني (بالرشيد) اليومَ يسألني

هل يا ترى صَحَّ ما جاؤوا بأخبارِ؟

هل في العراقِ سعيرُ النارِ يحرق ما

فوقَ البسيطةِ من حرثٍ وأشجارِ؟

هل أنَّ بغداد في زنزانةٍ حُبِسَت

جَرَّاءَ حربٍ أَتَت من دونِ أعذارِ؟

ماذا أقولُ (لهارون الرشيد) وَلَمْ

أَجِدْ جواباً لما في حالنا جاري؟

ماذا أقولُ فشعري ليسَ يسعفني

حتَّى القوافي بَدَتْ لي خلفَ أسوارِ؟

***

لا بُدَّ يوماً تعود القدسُ شامخةً

وتَنجلي عَن ربانا ظُلمة العارِ

وتستعيدُ ربى بغدادَ بسمتها

يُزَالُ مِنْ مقلتيها رجس عُوَّارِ

فالشمس تشرقُ بعدَ الليلِ زاهيةً

والليلُ يُدْحَرُ مهزوماً بأنوارِ


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد