يا أُمةَ العُرْبِ عيدٌ حَلَّ في داري |
فأيقظَ الألم الغافي بأشعاري |
حتى اشرَأبَّت إلى العلياءِ قافيتي |
ثم انبَرَت حمماً من وهجِ أفكاري |
وأمطَرَت فوقَ بيداءِ الدُّجى أملاً |
عسى السنابلُ تنمو بعدَ أمطارِ |
وأشعَلَت من لهيبِ الشِّعرِ شمعتَها |
عسى لعلَّ تنيرُ الدربَ للساري |
|
العيدُ أقبلَ والأحزان تجمعنا |
وأمتي حالها يُشْوى على النارِ |
كأنها من بحورِ الوهنِ قد شَرِبَت |
أو أنها ريشةٌ في كفِّ إعصارِ |
أو أنها زوق (وَسْطَ) المحيطِ وقد |
ضَلَّت بها سبلٌ من دونِ بحَّارِ |
هذي فلسطين يا قومي قد اغتُصبت |
ستونَ عاماً أرى الأغرابَ في داري |
ستونَ عاماً خيول العُربِ ما سُرِجَت |
حتى إذا سُرِجَت تاهت بمضمارِ |
كأنني (بصلاحِ الدينِ) يسألني |
عن أرضِ حطين عن قومٍ وآثارِ؟ |
عن الجيوشِ التي في أرضها كَتَبَت |
ملاحماً بحروفِ النور والنارِ؟ |
وعن صهيلِ خيولِ النصرِ إذ عَزَفَت |
ألحانَ مجدٍ لنا من دونِ أوتارِ؟ |
وعن حوافرهِا في الأرضِ قد رَسَمَت |
دربَ العلا وطريقَ النصرِ والغارِ؟ |
|
(عيدٌ بأيَّةِ حالٍ عُدْتَ؟) هل قَرَأَتْ |
عيناكَ ما حَلَّ في وَرْدي وأزهاري |
هذي البساتين في بغداد قد دَرَسَت |
وجدول الدَّمِ في ساحاتِها جاري |
يا ويحَهُم هَتَكوا عِرضَ العراقِ على |
شطِّ الحضاراتِ إرضاءً لأوطارِ |
ومجلسُ الأمنِ للأقوى بساحتهِ |
شريعةُ الغابِ فيها ألفُ معيارِ |
كأنني (بالرشيد) اليومَ يسألني |
هل يا ترى صَحَّ ما جاؤوا بأخبارِ؟ |
هل في العراقِ سعيرُ النارِ يحرق ما |
فوقَ البسيطةِ من حرثٍ وأشجارِ؟ |
هل أنَّ بغداد في زنزانةٍ حُبِسَت |
جَرَّاءَ حربٍ أَتَت من دونِ أعذارِ؟ |
ماذا أقولُ (لهارون الرشيد) وَلَمْ |
أَجِدْ جواباً لما في حالنا جاري؟ |
ماذا أقولُ فشعري ليسَ يسعفني |
حتَّى القوافي بَدَتْ لي خلفَ أسوارِ؟ |
|
لا بُدَّ يوماً تعود القدسُ شامخةً |
وتَنجلي عَن ربانا ظُلمة العارِ |
وتستعيدُ ربى بغدادَ بسمتها |
يُزَالُ مِنْ مقلتيها رجس عُوَّارِ |
فالشمس تشرقُ بعدَ الليلِ زاهيةً |
والليلُ يُدْحَرُ مهزوماً بأنوارِ |
|