في يوم الاثنين الخامس من شهر محرم سنة تسع وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة، توفي شيخنا الفاضل الدكتور صالح بن عبد العزيز إبراهيم المنصور. عميد فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم سابقاً عن ثلاث وسبعين سنة، بعد معاناة من المرض الذي أقعده في الفراش سنوات، متقرباً إلى الله بالدعاء، والاستغفار، والصبر على شدة المرض. داعياً إلى الإسلام لآخر نفس من أنفاس حياته، رافعا سبابته، ناطقا بالشهادتين، هنيئاً هذه الخاتمة التي نرجو من الله قبولها، ونيل أجرها مع الأنبياء والشهداء والصالحين.. فشيخنا من العلماء الذين لهم حضور علمي ودعوي في وسائل الإعلام المقروءة، والمسموعة مخلفا إرثا من التأليف والبحث والإشراف، ومن المناقشة والمحاورة والإرشاد.. مدافعاً عن قضايا أمته الإسلامية، وحاضراً في منابر المساجد، وقاعات الجامعات، ومجالس العلماء فلشيخنا منزلة عظيمة في سجل العلماء المخلصين لدينهم، ووطنهم، وأمتهم فالمتابع لسيرته العلمية والتعليمية، والوظيفية قد يحتاج إلى صفحات وصفحات من أجل سردها، إلا اني اكتفي بقدر يسير عن سيرته العلمية رحمه الله.

ولد بمدينة الرياض سنة ست وخمسين وثلاثمائة وألف من الهجرة، وتخرج من المعهد العلمي بالرياض، وعين مدرساً في معهد الأحساء العلمي، وواصل دراسته الجامعية، وتخرج في كلية الشريعة بالرياض، ودرّس في المعهد العلمي بالرياض، ونال درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء مع أول دفعة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وألف من الهجرة بتقدير جيد جداً.

ودرّس في كلية الشريعة بالرياض سنة تسعين وثلاثمائة وألف من الهجرة، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر سنة ست وتسعين وثلاثمائة وألف من الهجرة، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وعيّن أول عميد لفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم سنة ست وتسعين وثلاثمائة وألف من الهجرة، وأشرف على تأسيس الفرع، وشهد تطورا سريعا ليصل بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الرشيدة لجامعة القصيم، لتضم أكثر من أربعين ألف طالب وطالبة في مختلف التخصصات العلمية والنظرية.. ومن مآثر شيخنا انه أم وخطب بمسجد الأميرة سارة بنت جلوي، ودرّس وحاضر بجامع الإمام تركي بن عبد الله، وقدّم برامج علمية في إذاعة الرياض وانتدب إلى بلدان الخليج العربي في عهد جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز، بتوجيه من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، وكلّف بالتدريس في المسجد الحرام بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وقدّم العديد من المحاضرات، والندوات، واللقاءات بمساجد بريدة، ومحافظات منطقة القصيم وشارك في عدد من الندوات، واللقاءات والمؤتمرات العلمية في بلدان عربية وإسلامية.. وعين بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عضوا في اللجنة المشرفة لتوعية الحج، وكلف عضواً في المجلس العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعيّن رئيساً لأصول الفقه بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم.. ومن مؤلفاته العلمية: الدخان في نظر الإسلام.. وموقف الإسلام من المسكرات والمخدرات.. وأصول الفقه وابن تيمية.. ومختصر الفوائد في أحكام المقاصد.. والزواج بنية الطلاق والجواب على شبهات من أجاز الزواج بنية الطلاق.. ومقالات علمية في الجرائد، والمجلات والدوريات.. ومن هذه المآثر وغيرها من المآثر العلمية التي خلفها خدمة لدينه، ووطنه، وأمته.. أرفع إلى معالي مدير جامعة القصيم أن يطلق اسم شيخنا الفاضل على إحدى قاعات جامعة القصيم، وهذا أقل تقدير يحصل عليه أول عميد لفرع الجامعة بالقصيم، من الجامعة بعد وفاته رحمه الله.. هذا وأديت الصلاة على جنازته بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب ببريدة، وشيعه أعداد غفيرة من المصلين وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، ونائبه صاحب السمو الملكي الدكتور الأمير فيصل بن مشعل بن سعود.. والعلماء، والمسؤولون، وطلاب العلم، والمواطنون الذين حضروا من مختلف المناطق.. رحم الله شيخنا، وأسكنه فسيح جناته، وتعازينا لأبنائه، وبناته، وزوجاته، وإخوانه، وأخواته.. ولعميد الأسرة فضيلة الشيخ أحمد بن منصور المنصور إمام وخطيب جامع المرقب بالرياض سابقاً. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقفات:

- ولد بمدينة الرياض سنة 1356هـ

- تخرج من معهد الرياض العلمي سنة 1379هـ

- عين مدرساً في المعاهد العلمية سنة 1380هـ

- عين مدرساً في كلية الشريعة سنة 1391هـ

- عين عميداً لفرع القصيم سنة 1396هـ

- عين عضواً في التوعية الإسلامية بالحج سنة 1378هـ

- عين رئيساً لقسم أصول الفقه بفرع القصيم سنة 1404هـ

- كلف للتدريس في المسجد الحرام

- عين عضوا في اللجنة المشرفة في الحج

- كلف بإمامة وخطب الجمع بمسجد الأميرة سارة بنت جلوي بالرياض.

- اشترك في عدة مؤتمرات وندوات ولقاءات علمية في بلدان عربية وإسلامية.

- كلف عضوا في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

- انتدب إلى بلدان الخليج العربي في عهد جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز.

- توفي في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة في 5-1- 1429هـ

- وتؤدى الصلاة على جنازته عصر يوم الثلاثاء 6-1- 1429هـ.