Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/01/2008 G Issue 12904
الأحد 19 محرم 1429   العدد  12904
عام مملوء بالخير!
عبدالرحمن بن ناصر السلمي- مساعد مدير مركز التأهيل النفسي بالقصيم

جاء العام الهجري الجديد بعد ما غادرنا عام مملوء بالإنتاج والأخبار السارة والمؤلمة ونحن في مركز التأهيل ترقب أعيننا إلى نتائج الإحصاءات من حركة الدخول والخروج ونسبة التعافي.

فالناظر للإحصاءات يلحظ مدى فعاليات البرامج التوعوية التي تقوم بها مؤسسات المجتمع الدعوية والتوعوية والتثقيف والتحذير من آفة المخدرات ومتابعة المتعافين، إن الرعاية التي تحظى بها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات من خادم الحرمين الشريفين وتشريف سمو وزير الداخلية لها دفعها لتحقيق أهدافها به يصبح زرعها متيناً ومورقاً وباسقاً، فالأخبار تجيء مبشرة ببرامجها وفعالياتها وفرق العمل التي تعمل كالنحل للتخطيط والتنفيذ.

ونحن في مركز التأهيل النفسي بالقصيم نستبشر بما منّ الله علينا بعدد من المتعافين وتواصل العديد من المرضى في المراجعة والمتابعة في العيادات الخارجية، لكن يبقى الشيء الذي يثير الألم هو ظهور عدد من كبار السن لتعاطي المخدرات وارتفاع نسبة التعدي على الوالدين بفعل التعاطي.

لكن يبقى التعليم هو الحصن الحصين بعد الله من تعاطي المخدرات فالذين يتعاطون المخدرات عادة لا يحضون بوافر من التعليم بل تعليم متوسط، ولم يكن للحالة الاجتماعية تأثير في دفع الفرد على التعاطي سواء على المستوى الزواجي أو العمل، فلم يقدر الاستقرار الزواجي على كبح تعاطي المخدرات، ولم تدفع العزوبية بالفرد إلى المخدرات فالمؤشرات متساوية ولا يوجد هناك فروق ذات دلالة إحصائية عن تأثير الزواج في البعد عن المخدرات بل يتساوى الذين يعملون والعاطلين عن العمل، لكن كما أسلفنا يبقى قل التعلم هو الشبح الذي يلاحق متعاطي المخدرات.

ويظل إيماننا بدور الرعاية اللاحقة ومستوى تأثيرها الإيجابي على الملتحقين بها وما تقوم به من برامج تأهيلية وتدريبية على مواجهة الضغوط، والتي أسهمت بتخطي الضغوط النفسية على المتعافي لكي يسهل عليه تخطي مرحلة اللاصديق وهي المرحلة التي عادة ما ينتاب المتعافي فيها الاكتئاب إلى أن يتكيف مع الوضع الجديد ويكوّن صداقات إيجابية.

لكننا نحتاج أن ننزل إلى الميدان في كل اتجاهاته، الشباب والكبار في أروقة التعليم وعلى أرصفة الطريق وداخل عنابر المستشفيات ومن هم خلف القضبان، لنقيس اتجاهاتهم الإيجابية والسلبية نحو تعاطي المخدرات لنتمكن من التحاور معهم.

نحتاج لسؤال المتعافي عن اللحظة التي غيرت من مفاهيمه قصة من المتعافي حتى نورثها إلى من يحتاجها من المرضى، نحتاج أن نسأل المهربين لنعرف دوافعهم ونكتشف مناطق ضعفهم ليتعامل معها متعاطيهم حتى يستطيعوا أن يكونوا دفاعات لمواجهتهم.

نحتاج أن نقيس درجة وعي الشباب عن المخدرات، كما نحتاج أن نحدد القيم التي يمكن أن نتعامل معها حتى تكون مصدراً نفسياً لا تنتهي مع وهم المخدرات.

نحتاج أن نتحاور مع من خلف القضبان ونناصحهم ونقوي عزائمهم ونشعرهم برغبة المجتمع بعودتهم ونقطع تواصلهم وتأثير المروجين عليهم.

يجب أن نرفع من قدراتهم المعرفية من خلال زيادة التعاون بين اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وإدارة السجون في تنشيط البرامج المعرفية التي تقوم على الحوار والمناصحة والتدرب على المهارات النفسية والاجتماعية.

لكنني سوف أقف متفائلاً بإنجازات الوطن نحو مكافحة هذا الوباء.

لنقف قليلاً ونحصي منجزاتنا وأملنا بالتوبة وزيادة الحسنات.

إن أنجزنا الثمانين بقي علينا العشرون فالطريق أصبح واضحاً وإن بدا لنا أننا أنجزنا العشرين أصبح لدينا الخبرة وأدركنا معوقات العمل لنتجاوز نسبة الثمانين، إن فرق العمل واللجان التحضيرية لتطوير اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات سوف تعود على مشروعنا الوطني في مكافحة المخدرات، وسوف نكسب الرهان الدولي في مكافحة المخدرات كما كسبنا مكافحة الإرهاب بالمناصحة والمجاهدة.

نحن متفائلون بمشاركة كل التائبين من المخدرات للقضاء عليها، ونحن متفائلون بتوقف المتعاطين ليتقدموا للعلاج حتى يتوجوا بتاج التوبة والتعافي.

والله يحفظ وطننا الحبيب.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد