Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/01/2008 G Issue 12904
الأحد 19 محرم 1429   العدد  12904
شاعر الجار في جوار الله
منصور بن محمد الحمود - الرس

شيعت محافظة الرس منذ أيام الشاعر (عبدالعزيز بن حمود أبا العون الحربي) - يرحمه الله - أحد شعراء حرب المعروفين الذي كان له دور كبير في مجال الشعر ومشاركات متعددة في الكثير من المناسبات الوطنية التي تحكي عن هذا الوطن والقفزة الحضارية التي تشهدها البلاد في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، والشاعر (بن عون) نظرا لعلاقته وتواصله مع كل من يعرفه فهو محبوب من الجميع، ولقد شهد يوم جنازته جمع كبير من محبيه وأقاربه الذين أدوا الصلاة عليه في (جامع الشايع بمحافظة الرس) وشيعوه في مقبرة الرس الجديدة وكان الموقف حزينا لفقده حتى أن كل من حضر يلهج له بالدعاء بالمغفرة والرحمة بأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يسكنه الله فسيح جناته، وهو من الرجال الأوفياء الذين اتصفوا بالدين والتمسك به والكرم والمروة والشجاعة والأخلاق حتى أن منزله يحظى باستقبال الكثير من الضيوف من الرس وخارجها وكان له دور في خدمة هذا الوطن، وعمل في كثير من الأعمال الحكومية متنقلا بين عدد من مدن المملكة حيث كانت ولادته في بلدة (الفوارة) غرب منطقة القصيم عام 1353هـ، التي عاش فيها بداية طفولته، وفي ريعان شبابه انتقل إلى مدينة (الرياض) ليعمل في السلك العسكري في الجيش السعودي لمدة أربع سنوات بعدها انتقل عمله إلى وزارة النقل في منطقة (ساجر) التي تعلق فيها كثيرا وتعرف على أهلها وأحبهم وأحبوه إلى أن استقر فيه المقام في (محافظة الرس) التي قضى فيها بقية عمره، عمل عند قدومه لمحافظة الرس في جهاز البلدية ثم انتقل عمله إلى جهاز الرئاسة العامة لتعليم البنات (تعليم الرس) حتى حان وقت تقاعده وطاب له المقام في محافظة الرس ليكون منزله العامر في استقبال دائم لأقاربه وجيرانه ومحبيه خصوصاً من محبي الشعراء وعشاقه الذين يترددون عليه للاستفادة من خبرته الشعرية التي تميز بها عن الشعراء لطريقته في نهل الشعر وموهبته الشعرية، وقد صدرت له العديد من القصائد في مناسبات عديدة وكان له ديوان مشهور ومطبوع ومنشور ويوجد في المكتبة السعودية بعنوان (شاعر الجار) وقد خصص غالبية قصائده عن حب الجار لمحبته لهم وقوة التواصل معهم ولا زال على هذه الحالة وهو في عز نشاطه في آخر عمره وهي العشرون عاما التي قضاها في محافظة الرس التي يعتبرها من أجل أيام حياته لحبه ووفائه للجيران والأقارب، وخلف كثيرا من الأبناء الذين يتصفون بالتقوى والصلاح ولا يزالون يعملون في أجهزة الدولة عسكريين ومدنيين، واستمر - رحمه الله - على هذه الحال حتى أصيب بمرض الكبد في آخر حياته وأعيته شدة المرض لمدة طويلة ودخل على أثرها مستشفى الرس في أربعة الأشهر الأخيرة حتى توفى - يرحمه الله - في يوم الجمعة الثاني من شهر محرم الجاري وتمت الصلاة عليه بعد ظهر يوم السبت الموافق الثالث من هذا الشهر غفر الله للفقيد وأسكنه الله فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد