Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/01/2008 G Issue 12904
الأحد 19 محرم 1429   العدد  12904
رحمك الله يا أبا فهد (الحمادي)
عبدالعزيز بن جبرين الجبرين

{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً} صدق الله العظيم

إنها سنة الله في هذه الحياة وهي الجادة التي يسير عليها الخلق كلهم لقد غيب الموت في يوم الثلاثاء 6-1-1429هـ أحد الرجال الذين نفتخر بمعرفته ألا وهو أبو فهد - عبدالله بن حمد الحمادي، سوف أتحدث من هذه المقالة عن شخصيته رحمه الله.

كان حليماً حكيماً شهماً كريماً سمحاً متواضعاً أحبه الصغير والكبير، حتى إنني أبلغت ابني يزيد الذي لا يزيد عمره عن الثلاث عشرة سنة عن وفاة أبي فهد فعرفه بقوله الشخص الذي يبتسم دائماً.

لم أتصور الموقف إلا وأنا بجامع الملك خالد اكتظ جنبات الجامع بجموع غفيرة من المصلين وكان مشهدا عظيماً وفراقاً مؤثرا فالجميع يعرفه بنبل أخلاقه وعظم صفاته محباً للخير للجميع وساعياً في قضاء حاجة من عرفه ومن لم يعرفه.

لولا إيماننا بقضاء الله وقدره لصعب علينا المصاب ولكن مشيئة الله تعالى التي نؤمن بها وندرك معها أن الموت هو نهاية كل كائن حي من الدنيا فصبرنا واحتسبنا في مصابنا الجلل وهلت مآقينا دموعها حزناً على فقده فمصابنا أليم ولا نقول إلا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا فهد لمحزونون. أكتب هذه الكلمات وأنا أستحضر البشارة النبوية العظيمة التي أرجو الله الكريم أن يهبها لأخينا - عبدالله بن حمد الحمادي، ذلك ما رواه البخاري عن أبي الأسود قال: قدمت للمدينة وقد وقع بها مرض فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فمرت بهم جنازة فأثنى على صاحبها خيراً، فقال عمر: وجبت ثم مر بأخرى فأثنى على صاحبها خيراً فقال عمر: وجبت، فقال أبي الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين، قال: قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة) فقلنا: وثلاثة، قال (وثلاثة) فقلنا: واثنان، قال (واثنان) ثم لم نسأله عن الواحد.

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - وهذا الحديث على عمومه، وأن من مات من المسلمين فألهم الله تعالى الناس الثناء عليه بخير كان دليلاً على أنه من أهل الجنة سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا، فإن الأعمال داخلة تحت المشيئة، وهذا إلهام يستدل به على تعيينها، وبهذا تظهر فائدة الثناء، ويؤيده ما رواه أحمد وابن حبان والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت بن أنس مرفوعاً (ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيراً إلا قال الله تعالى: (قد قبلت قولكم، وغفرت له ما لا تعلمون).

والحمد لله فقد أثنى عليه القريب والبعيد، الكبير والصغير، ورأينا ذلك في الجمع الغفير الذي حضر للصلاة عليه في مسجد الملك خالد، والتأثر الذي بدا على محيا الجميع لفراقه، فأسأل الله تعالى أن يجعله من أهل الجنة وأن يجمعنا به في مستقر كرامته.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد