Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/01/2008 G Issue 12904
الأحد 19 محرم 1429   العدد  12904

صدى
مهرجان غير
عبيد الضلع

 

رغم أنه يسجل تحت اسم (وداع) والوداع فيه ما فيه من الشجن والحزن، إلا أنه كان مهرجان فرح تراقصت فيه الألوان وأشرقت فيه الابتسامات، فقد كان عيداً رياضياً وطنياً التقت فيه كل الانتماءات تهتف لابن الوطن وكابتن المنتخب في يوم ترجله بعد عشرين سنة من العطاء الرياضي، وسامي الجابر يستحق من رياضيي الوطن كلهم التكريم فقد كان مبدعاً في فنه اتشح خلال سنوات ركضه في الميدان بكريم الأخلاق وأخلاق الفرسان فلم يسئ للمنافسين ولم يضيره أنه كان طوال مشواره شجرة مثمرة تعرضت مراراً وتكراراً لحجارة الصبية والعابثين.دون جدال أن الجمهور الهلالي كان أسعد الجميع بالتكريم اللائق الذي حظي به الكابتن سامي الجابر، ودون شك أن كل هلالي يفخر بما حدث لأنه يظهر معدن الهلاليين ويثبت أن الهلال (نادي رجال وأفعال) وأن أقوالهم تتجسد على أرض الواقع وليست للتخدير كما تخدر بها كثير من أنصار الأندية الأخرى. شكراً لنادي الهلال الذي لم يكرم في المهرجان الكابتن سامي الجابر فقط بل كرم أيضا الجماهير الرياضية.

ماجد وأحمد جميل

حفل تكريم (عطاء سامي) كان مناسبة لكثير من المدرجات للحديث عن لاعبين تركوا الكرة ويستحقون التكريم أولهم الكابتن ماجد عبدالله الذي لا يلام في عدم إقامة حفل اعتزال لأن اللوم (كل اللوم) يضرب رؤوس مسيري النصر الذين كانوا في الإدارة آنذاك و(سوفوا) الاعتزال حتى أحالوه إلى قسم (الذوبان)، والقصة التي تتداولها المدرجات أن هناك من تكفل بإحضار فريق أو منتخب عالمي لمقابلة منتخب المملكة بمناسبة اعتزال الكابتن ماجد، فاشترط مسيروا النصر حينها (قد يكون اجتهاداً وقد يكون غير ذلك) أن يلعب المنتخبان في عدد من مناطق المملكة عددا من المباريات تبدأ في المنطقة الشرقية (الأحساء أولا ثم الدمام) فالمنطقة الوسطى ثم منطقة مكة المكرمة... وهكذا، وتبريرهم لذلك أن الكابتن ماجد محبوب من كل جماهير الوطن فمن حق هؤلاء الفرح به في ملاعبهم، ويبدو أن من تكفل بإحضار الفريق أو المنتخب العالمي قرأ سطور مسيري النصر وما بينها ففهم مغزاها.. وانتهت الحكاية التي حدثت قبل أكثر من عشر سنوات.

القصة الأخرى حدثت قبل أكثر من خمسة أعوام وهي أن الكابتن أحمد جميل - الذي خدم فريقه ومنتخب بلاده بكل جدية وإخلاص- عند اعتزاله أوضح مسيرو الاتحاد محبتهم له وأن من واجبهم إقامة حفل اعتزال، وانبرى أحدهم متكفلا بذلك بل إنه شاهد ليلتها مباراة نهائي كأس إيطاليا بين فريقي جوفنتوس وإي سي ميلان فتفتق ذهنه عن فكرة إحضار هذين الفريقين إلى المملكة للعب مباراة أخرى بينهما في جدة تكون هي حفل اعتزال الكابتن أحمد جميل، وفي الصباح كان في النادي يزف لمسيريه الفكرة التي لم يسبق لأحد أن فكر فيها واعتمدت فكرته وتم تسويقها إعلامياً مع صور لصاحب الفكرة الذي تكفل أيضاً بإحضار الفريقين... وانتهت الحكاية الاتحادية كما انتهت قبلها الحكاية النصراوية، ما يجمع هاتين الحكايتين هو المبالغة (إليا كبرت دبرت) في حين أن حكايات الهلاليين تتحول ببساطة بكل بساطة إلى أعياد يفرح بها الجميع.

من سلبيات حفل الاعتزال

* قرار الإدارة الهلالية تعليق القميص رقم (9) وعدم السماح لأي لاعب هلالي آخر بلبسه، وتبرير الإدارة أنها اتخذت هذا القرار تقديراً لعطاءات سامي ومساهماته في كثير من بطولات الفريق، الحقيقة أن ما فعلته الإدارة الهلالية ذكر الرياضيين بقرار الإدارة النصراوية عندما علقت رقم (9) الذي كان يرتديه اللاعب ماجد عبدالله وأوردت نفس التبريرات، ثم شعرت بغلطتها وسمحت للاعب علي يزيد بارتدائه إلا أن هذا اللاعب لم يكن بمستوى تطلعات النصراويين بأن يكون خليفة ماجد فهبط مستواه وتم تنسيقه من كشوفات الفريق. قرار الإدارة الهلالية جانبه الصواب فالرقم (9) ليس خاصاً بالهلال وليس حكراً على القميص الأزرق أو على سامي الجابر حتى يتم تعليقه فيوجد في المملكة غيره (152) قميصاً تحمل رقم (9) لذا فالقرار هامشي وليس تاريخياً، وإن كانت الإدارة تريد تكريم سامي فالمؤمل أن تطلق اسمه على إحدى صالات النادي أو ملاعبه.

* الشركة الراعية لحفل سامي باعت حقوق النقل التلفزيوني لإحدى محطات التشفير بمليون ونصف المليون ريال، والغريب أنها تحججت بدفعها أربعة ملايين ريال للدعاية للمناسبة، ولو أنها سوقت حقوق المباراة لعدة محطات تتقدمها (الرياضية السعودية) وبعض المحطات الخليجية لكسبت تسويقاً لها يفوق ما توقعته، (فالرياضية السعودية) هي محطة كل رياضي سعودي في كل مكان في بلادنا الغالية ومشاهدتها متاحة للجميع وبدون مقابل، ولها شعبية أيضاً في الدول المجاورة، لذا فإن قرارها بالنسبة للنقل التلفزيوني كان خاطئاً والمبلغ الذي حصلت عليه من قناة الاحتكار لا يعوض خسائرها الدعائية.

* قرار مسيري النصر رفض الدعوة الهلالية لمشاركة لاعبهم أحمد البحري في المهرجان، وتبريرهم لذلك بأن اللاعب سيشارك في اليوم التالي في مباراة رسمية للفريق كان أيضاً قرارا خاطئا بكل المقاييس؛ أولاً لأن الحفل تاريخي والمشاركة شرفية وثلاثة من الأربعة الكبار في المملكة (الأهلي الاتحاد الشباب) شاركت بلاعبيها -النصر أبعدته مستوياته المتدنية وعدم نيله البطولات منذ سنوات عن هذه القائمة- ويبدو أن اللاعب أحمد البحري لم يكن راضياً عن قرار الرفض فشارك في المباراة الرسمية -التي ادخره النصراويون لها- وكانت أمام الوطني وسجل هدفاً لكن في مرماه فكان الهدف الذي حول فوز فريقه إلى تعادل مما جعل مسيري النصر يعضون شفاههم ويتمتمون (ليته شارك في المهرجان).

جزء من شخصيته

غريب أمر منصور البلوي فعندما كان رئيساً لنادي الاتحاد كان يتربع في جلسته بالمنصة وقبل نهاية المباراة بدقائق كان ينسحب من الملعب وأحياناً كثيرة كان لا يرافق الفريق في مبارياته خاصة التي خارج مدينة جدة، والآن ابتعد عن الكرة ولكن يبدو أنه راجع حساباته مؤخراً واتضح له أنه فقد شيئاً من الهالة الإعلامية التي يحبها وأحاطت به سابقاً، فحضر مباراة الاتحاد والأهلي الأخيرة في الدوري ولم يخرج كالعادة بل قيل إنه نزل إلى المضمار والدوران في جزء منه وتساءل من شاهده على هذه الحالة ماذا ترك للمراهقين الذين يقتحمون الملاعب ويستمتعون بمطاردة رجال الأمن لهم فهل كان -مثل هؤلاء- يطلق بصمت عبارة (شوفوني ياناس). تجاوزه للتعليمات المشددة من الاتحاد السعودي لكرة القدم في الدخول إلى الملعب ثم إلى غرف اللاعبين يثير عدة تساؤلات عن شخصيته خاصة وأنه أعلن أنه سيرشح نفسه لرئاسة نادي الاتحاد، أما مسؤول رعاية الشباب بجدة فقد برأ إدارته وقال إن تصرف البلوي يتحمله البلوي نفسه وإنه سيرفع تقريراً عن ذلك.

غيض من فيض

* ماجد عبدالله سيبقى شامخاً في ذاكرة الكرة السعودية حتى وإن خذله النصراويون.

*ظلم الإعلام عدداً من إيجابيات الحفل كـ25% من الدخل للجمعيات الخيرية والصندوق الاستثماري لتدريب الناشئين.

* النصر يرفض مشاركة البحري.. النصر يرفض احتراف القرني.

* مناحي الدعجاني مرشح فريق الروضة وحسام الصالح مرشح فريق سدوس لانتخابات اتحاد كرة القدم، أتحدى إن كان أحدهما يدري أين موقع النادي الذي رشحه.

وأخيراً

الحرف للرائع أحمد الجريفاني:

لا تبخلين العمر يوم وليلة

باكر تضيع أعمارنا بالمناوي

إلى متى يا بنت وانت بخيلة

كم ميتٍ قالوا سببه المداوي


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد